"أساطير" الراحل حسن الشرق في معرض استعادي

الاحتفاء برواد الفن التشكيلي، فضلا عن توفير منصة حيوية لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزيز التواصل والتفاعل المجتمعي.
الاثنين 2024/01/15
مسرح يرفه ويعلّم

القاهرة - حمل الفنان التشكيلي المصري حسن الشرق الذي رحل عن عالمنا العام الماضي الأسطورة من الحكاية بالكلمات إلى الحكاية البصرية حيث جسدها في المئات من اللوحات المستوحاة من التراث المصري، خلال مسيرة امتدت على أكثر من أربعة عقود.

واهتماما بتجربة هذا الفنان “الأسطورة” وتركيزا على أهمية تجربته الفنية، تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال بيت السناري التابع لقطاع التواصل الثقافي، معرض “أساطير”، بالقاهرة.

يضم المعرض أكثر من 25 لوحة من أعمال الفنان القدير الراحل حسن الشرق، والتي تعكس التراث المصري بعاداته وتقاليده وحكاياته الشعبية، وكذلك طبيعة المكان الذي نشأ فيه. وتقام على هامش المعرض مناقشة بعنوان “الفن الفطري: قراءة في تجربة حسن الشرق” كما يعرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان الرحلة عن تجربة حسن الشرق.

ويستمر المعرض في الفترة من الرابع عشر وحتى الثامن عشر من يناير الجاري، ويأتي في إطار الحرص على نشر الثقافة والحفاظ على التاريخ والتراث، وكذلك الاحتفاء برواد الفن التشكيلي، فضلا عن توفير منصة حيوية لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزيز التواصل والتفاعل المجتمعي.

خخ

حسن الشرق (1949 – 2022)، رسم لوحاته بموهبته الفطرية، لاقت أعماله قبولا ونجاحا دوليا، رغم أنه بدأ مسيرته الفنية بالفطرة دون دراسة، وكان يرسم لوحاته على ورق اللحم من دكان والده الذي كان يعمل بالجزارة، وكان يصنع فرشته من سعف النخيل، ويحضر ألوانه من الطبيعة، فاستخلص الأصفر من الكركم، والبني من العرقسوس، والأزرق من زهرة الغwسيل. خلق حسن الشرق لنفسه عالما خاصا وحرص على أن يكون سفيرا لبلده. وقال عن تجربته “بالرغم من رحلاتي ومعارضي التي أقمتها في بلاد العالم المختلفة وبحضور كبار الشخصيات والمسؤولين إلا أنني حرصت على ارتداء الزي الريفي المصري البسيط والجلابية البلدي التي جذبت إليّ زائري المعارض ووسائل الإعلام العالمية”.

ورسم الراحل في لوحاته حكاية ألف ليلة وليلة والسيرة الهلالية التي تعاون فيها مع الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي ولوحات تعكس العادات والتقاليد بالتراث الصعيدي. ويعتبر نقاد أن العادات والتقاليد التي نشأ عليها الفنان الراحل وعبقرية المكان كانت عوامل مهمة في تشكيل وجدانه ومخزونه الثقافي، حيث كان يسمع شعراء الربابة، ويزور الموالد، ويجسد حكاياتهم بريشته وألوانه، واستلهم منها أفكارا تنبض بالروح المصرية الخالصة، حتى نجح في تأسيس متحفه بالمنيا.

Thumbnail
15