اليوغا الهوائية ذات فوائد جسمية وعقلية مذهلة

لندن ـ تعتبر اليوغا الهوائية أحد أنواع اليوغا التي تساعد الجسم على التمدد والاسترخاء في الوقت نفسه. ويمتاز هذا النوع من اليوغا بحركات مختلفة عن تلك التي تعتمد عليها اليوغا العادية، والتي تحتاج إلى التأمل أكثر من أي شيء آخر.

وتعتمد اليوغا الهوائية على التمدد وزيادة مرونة الجسم، من خلال القيام بحركات خاصة بمساعدة أقمشة معلقة ومنسدلة من السقف تشبه الأرجوحة.

ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن هذه الرياضة تعرف أيضًا باسم “يوغا التأرجح”، وهي رياضة ممتازة ومفيدة للجسم إن أضيفت إلى نشاطات الشخص الروتينية، وذلك باستخدام أرجوحة الهاموك على سبيل المثال.

وتم صنع أرجوحة الهاموك من أنسجة مطاطية خاصة عالية الكثافة، من أجل تحمّل وزن الجسم في مختلف الحركات. ويتخلل جلسة اليوغا الهوائية مزيج من وضعيات اليوغا التقليدية مع إضافة تعديلات خاصة معتمدة على الهاموك، حيث تتم تأدية تلك الوضعيات ابتداءً من الأبسط منها، ومرورًا إلى الأكثر تعقيدًا وتحديًا، ووصولًا إلى وضعية الاستقرار رأسًا على عقب، مع اكتساب المزيد من الثقة في التعامل مع الهاموك.

وتكمن في اليوغا الهوائية عدة فوائد جسمية، تتضمن اكتساب المرونة والاتزان بشكل فائق، إضافة إلى إخراج الجسم من دائرة الكسل إلى مجموعة متنوعة من الوضعيات التي تساعد على تحسين الدورة الدموية في مختلف أنحاء الجسم، خصوصًا الوضعيات المقلوبة رأسًا على عقب.

ومن أبرز سمات اليوغا الهوائية:

• الإنصات إلى الجسد: التمدّد بالجسم قدر المستطاع؛ إذ يختلف قدر التمدد من شخص إلى آخر، حيث يتوقف ذلك على مرونة الجسم.
• الانقلاب رأسًا على عقب: ضبط أرجوحة الهاموك عند مستوى مناسب لطول الجسم ، بحيث تدنو تحت الوركين بقليل.
• نسيج الهاموك: الحرص على بسط نسيج الهاموك قبل الجلوس فيه، وذلك لتوفير السطح الكافي الذي يؤمن الاستقرار.
• ضبط الهاموك: عند الجلوس يجب أن يكون نسيج الهاموك تحت الوركين مباشرة، ويجب تمديد النسيج خلف الجسم بحيث يغطي أسفل الظهر لدعم الجسم في الحركة التالية.
• تأدية الانقلاب رأسًا على عقب: يجب المسك بالمقابض ثم المباعدة بين الساقين والبدء بالانقلاب نحو الخلف بهدوء ورشاقة. ويمكن بعد ذلك ضم الساقين حول الهاموك، ثم ترك اليدين للمقابض، ثم الاستمتاع بوضعية الانقلاب.
• الدُّوار: إذا شعرت بالدوار عليك العودة بجسمك ببطء إلى وضعية الجلوس.
• العودة إلى وضعية الجلوس: يجب الارتفاع بالرأس ليعود الجسم جالسًا كما بدأتِ. وذلك بإرخاء الساقين عن الهاموك وإنزالهما، مع الإمساك بالمقابض لرفع الجسم وصولًا إلى وضعية الجلوس.

وهناك الكثير من وضعيّات اليوغا؛ مثل حركات اليوغا التقليديّة المتعارف عليها، وهناك أيضاً اليوغا الهوائيّة التي تمارس بالتعلّق في الهواء.

وفضلا عن الفوائد الجسمية تتميز اليوغا الهوائية بالعديد من الفوائد العقلية. كما تجمع بين حركات اليوغا التقليدية وحركات الفنون الجوية، التي تعتمد على الأقمشة لمساعدة من يمارسها على تشكيل حركات جسمه بالشكل الصحيح.

وهناك العديد من الحركات التي يعتمدها هذا النوع من اليوغا، من بينها الاستلقاء على القماش، أو لفه حول أجزاء معينة من الجسم، مع الاحتفاظ بأجزاء أخرى على الأرض.

إن علو الجسم عن الأرض، وهو معلق بين خيوط القماش، يجعله يخلق قوة جر، ويفتح مختلف أعضاء الجسم برفق أكثر مما إذا كان في وضعية عادية، خاصة أن هذه الطريقة تمكن من خلق نوع من التوازن.

وبالإضافة إلى دورها في مساعدة الجسم على التمدد، والحصول على مرونة عالية، فإن اليوغا الهوائية يمكن اعتبارها نوعاً من العلاج للأشخاص الذين يعانون من أمراض المفاصل، كما أنها تساعد على الاسترخاء والتخلص من الطاقة السلبية.

كما تؤدي ممارسة اليوغا الهوائية إلى التخفيف من الآثار الجانبية الناتجة عن الاختلالات في التوازن الهرموني عند النساء، وتسهم في تحريك كافة أجزاء الجسم؛ حيث يتم تحسين مرونة جميع مفاصله وتقوية جميع عضلاته.

وتحسن تمارين اليوغا الهوائية عمل الجهاز الهضمي بشكل كبير؛ حيث يتم علاج المشاكل الهضمية كالإمساك والإسهال وعسر الهضم.

وتؤدي تمارين اليوغا الهوائية إلى تحسين المزاج؛ حيث تُخفّف الطاقات السلبية كالتوتّر والإجهاد، وتسهم في شعور الأفراد بالحريّة، فعند الإمساك بالحبل والتأرجح عليه يشعر الفرد بالحرية.

وتحفز هذه التمارين جميع هرمونات السعادة، مثل السيروتونين والإندورفين والأوكسيتوسين والدوبامين. وتحسّن مرونة الظهر بشكل كبير؛ حيث تساعد في معالجة إصابات “الديسك” وتحسّن مرونة المفاصل وتخفف أي توتّر في الأعصاب الموجودة بالحبل الشوكي.

وتساهم ممارسة رياضة اليوغا التأملية الهوائية في تأخير ظهور علامات التقدم في السن؛ حيث تساعد على تحسين تدفّق الأوكسجين في الدمّ إلى الوجه، وبالتالي تغذية جميع خلايا البشرة.

ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أنه يمكن لأي شخص لم يمارس اليوغا من قبل أن يحترف اليوغا الهوائية، مؤكدين أن دروس اليوغا الهوائية مصممة خصيصاً للمبتدئين، ليس جميعها بالتأكيد، لكن على الأقل هناك الكثير من تمارين اليوغا الهوائية الخاصة بالمشتركين الجدد.

واليوغا الهوائية مناسبة تمامًا للأشخاص الذين لا يتمتعون بالمرونة، حيث أن هناك تمارين في اليوغا الهوائية تناسب كل الأجسام ومستويات المرونة. لكن هناك بعض التمارين التي تتطلب المزيد من المرونة ويفضل أن يقوم بها الأشخاص المحترفين فقط.

ويعتمد الأمر على استعداد الشخص، فاليوغا الهوائية ليست سهلة، ولكنها في متناول الأشخاص من جميع الأعمار والمستويات.

وتعتمد صعوبة اليوغا الهوائية على ما إذا كنت قد مارست الكثير من تمارين اليوغا والبيلاتس من قبل أم لا، فقد تجد أن استخدام الأرجوحة الهوائية أمر طبيعي وبسيط إذا كنت شخصاً رياضياً ترى في هذه الطريقة نوعاً من المتعة. وعلى العكس من ذلك، هناك محترفون لا يفضلون ذلك.

وقد يحتاج الجميع إلى القيام بعدة محاولات في المرات الأولى، ففي المرات القليلة الأولى التي تدخل فيها الأرجوحة، لن يكون الأمر سهلا لكن لا يجب أن تيأس وعليك إعادة التجربة. فقد تكون بحاجة إلى التكيف، لأنك قد تشعر بالإحراج في البداية، ولكن بمرور الوقت ستتمكن من التحرك بالأرجوحة بسهولة أكبر.