استعداد وراثي وراء نوبات الهلع

الخوف الشديد يحفز ردود الأفعال الخطيرة.
السبت 2024/01/13
لا ينبغي ترك الطفل بمفرده بعد نوبة الهلع

برلين - تعد نوبة الهلع نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يحفز ردود الأفعال الجسمانية الشديدة، بينما لا يوجد خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف. ويمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية.

وعند حدوث نوبات الهلع، قد يعتقد الشخص أنه يفقد السيطرة، أو أنه يُصاب بنوبة قلبية أو حتى أنه يموت وقالت الدكتورة ميريام بريس إن “نوبات الهلع أو الذعر هي حالة من الخوف الشديد، التي عادة ما تستمر لفترة قصيرة”.

وأوضحت أخصائية الطب النفسي الألمانية أن “نوبات الهلع تحدث بسبب التوتر النفسي والضغط العصبي سواء في الحياة الوظيفية أو الشخصية مثل الخوف من الامتحانات أو مقابلات التوظيف أو الإجهاد في العمل”، مشيرة إلى أن “النوبات قد ترجع أيضا إلى الاستعداد الوراثي وقد تحدث بدون محفزات”.

وأضافت بريس أن “نوبات الهلع لها أعراض عديدة، أبرزها التنفس السريع وضيق التنفس وخفقان القلب وتسارع ضربات القلب والارتجاف”.

وتشمل الأعراض أيضا الغثيان والدوار والشعور بالإغماء والإحساس بالخدر أو الوخز وضعف الأطراف والإسهال.

ويمكن مواجهة نوبات الهلع من خلال تقنيات الاسترخاء كالاسترخاء العضلي التقدمي، وممارسة تمارين التنفس. كما تساعد ممارسة الرياضة في مواجهة نوبات الهلع. وفي الحالات الشديدة يمكن أيضا اللجوء إلى العلاج الدوائي مثل مضادات الاكتئاب.

ويصاب الكثيرون بنوبة الهلع مرة أو مرتين فقط طوال حياتهم، وتزول المشكلة، ربما عند انتهاء موقف عصيب. لكن إذا كان الشخص يصاب بنوبات هلع متكررة وغير متوقعة، وقضى فترات زمنية طويلة في خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى، فربما يكون مصابًا بحالة مرضية تسمى اضطراب الهلع. وعلى الرغم من أن نوبات الهلع نفسها لا تهدد الحياة، إلا أنها قد تكون مخيفة ومؤثرة في جودة نوعية حياة الأفراد بشكل كبير. ولكن قد يكون العلاج فعّالاً للغاية.

الكثير من الأشخاص يصابون بنوبة الهلع مرة أو مرتين فقط طوال حياتهم، وتزول المشكلة ربما عند انتهاء موقف عصيب

وتبدأ نوبات الهلع عادة فجأة، دون سابق إنذار. يُمكن حدوثها في أي وقت، أثناء قيادة السيارة أو النوم أو في منتصف اجتماع عمل. وقد يَشعرالشخص بنوبات هلع بين الحين والآخر، أو قد تَحدث بشكل متكرر.

لنوبات الهلع أشكال متعددة، لكن عادة ما تَبلغ الأعراض ذروتها خلال دقائق. قد يَشعر الشخص بالإرهاق والإنهاك بعد أن تَهدأ نوبة الهلع.

وتَتضمن نوبات الهلع عادة بعض هذه العلامات أو الأعراض، مثل الشعور بالهلاك المحدق أو الخطر والخوف من فقدان السيطرة أو الوفاة والارتعاش أو الاهتزاز وضيق في التنفس أو ضيق في الحلق والقُشَعْريرة والهبَّات الساخنة والغثيان وتقلص في البطن وألم الصدر والصداع والخدر أو الإحساس بالوخز والشعور بعدم الواقعية أو الانفصال.

ويعد الخوف الشديد من الإصابة بنوبة أخرى أحد أسوأ الأمور بشأن نوبات الهلع، حيث قد يخشى الشخص  التعرض لنوبات الهلع لدرجة أنه يتجنب بعض المواقف التي قد تَحدث فيها.

وإذا أصابت الشخص أعراض نوبة الذُّعر، عليه طلب المساعدة الطبية في أسرع وقت ممكن.

ونوبات الهلع ليست خطيرة مع أنها مزعجة بشدة. ولكن تعامل الشخص مع نوبات الهلع بمفرده صعب، وقد يزداد سوءًا دون علاج.

ويمكن أن تتشابه أعراض نوبات الذعر أيضا مع أعراض مشاكل صحية خطيرة أخرى، مثل النوبة القلبية، ولذلك من المهم الحصول على تقييم مقدِّم الرعاية الأساسي إذا لم يكن الشخص متأكدًا مما يسبب الأعراض لديه.

15