إيران تريد حلا يعيد رحلات العمرة إلى السعودية بعد الإلغاء

طهران - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الاثنين إن إيران تأمل في حل مشكلات تقنية تعرقل سفر الإيرانيين إلى السعودية لتأدية العمرة قريبا.
وأعلنت إيران في ديسمبر أن أول رحلات العمرة ستنطلق في 19 ديسمبر بعد اتفاق بين طهران والرياض للسماح بعودة رحلات العمرة بعد توقف لثماني سنوات.
لكن المتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية حسام قربان علي قال للتلفزيون الرسمي إن هذه الرحلة والرحلات التالية لها ألغيت لأن الرياض لم تقدم "التصاريح النهائية اللازمة" لدخول الطائرات الإيرانية إلى المطارات السعودية.
وقال كنعاني خلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون اليوم الاثنين "الجهات المعنية... قدمت معلومات واسعة بهذا الخصوص والتأخر مسألة تقنية فقط وليس لها أي سبب سياسي".
وأضاف "السعودية ملتزمة تماما بهذا الشأن والمؤسسات ذات الصلة في بلادنا تبذل أيضا جهودا لحل هذه القضية ونأمل أن يتم حل العقبة التقنية أيضا".
وأشار كنعاني إلى أن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية موجود في السعودية مع فريق من الخبراء لحل المشكلات.
وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن ممثلين لمنظمة الطيران المدني الإيرانية موجودون أيضا في المملكة لمعالجة هذه المسائل.
وتوسطت الصين في اتفاق أبرم في مارس استأنفت بموجبه إيران والسعودية العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي انقطعت عام 2016 بسبب إعدام الرياض لرجل دين شيعي وما تلا ذلك من اقتحام السفارة السعودية في طهران.
ومنذ عام 2016 يؤدي الإيرانيون فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة.
ويعد استئناف الرحلات الجوية خطوة مهمة في تحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر، ولكن لا تزال هناك تحديات تتعلق بالمفاوضات حول الاستثمار.
وتهدف المفاوضات بين إيران والسعودية أيضا إلى إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين برحلات جوية تربط عاصمتيهما.
وأعادت إيران والسعودية افتتاح سفاراتيهما في يونيو كما تبادل مسؤولو البلدين الزيارات بهدف تنفيذ الاتفاق الذي أعاد العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهما، على كافة المستويات.
ومنذ توصل طهران والرياض، إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية، خرجت تصريحات متعددة من الجانبين بشأن ضرورة التأسيس لعلاقات اقتصادية قوية بين البلدين إلى جانب العلاقات الاقتصادية.
وتأمل طهران التي تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة على خلفية العقوبات الأميركية المشددة في استقطاب استثمارات سعودية لإنعاش اقتصادها في مواجهة العقوبات. لكن ثمة شكوكا بإمكانية توجه الرياض نحو الالتفاف على هذه العقوبات في ظل علاقاتها المتحالفة مع الولايات المتحدة وكذلك عدم تطور العلاقات مع طهران إلى مستويات عالية تتجاوز الخلافات إلى بناء علاقات قوية على مختلف المجالات منها المجال الاقتصادي.
وتشير مؤشرات حاليا إلى المضي البلدين قدما في تأسيس غرفة تجارية مشتركة، وهي الفكرة التي اقترحها وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني، إحسان خاندوزي، خلال أبريل الماضي.
وفي هذا الإطار، شرع القطاع الخاص الإيراني في اتخاذ إجراءات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية، وبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال لتشدين تبادل تجاري بين البلدين، يركز على قطاعات عدة، على رأسها النفط والغذاء.