ذائقة بصرية بصدر رحب

الذائقة البصرية تتأثر بعوامل مختلفة، مثل الثقافة والتربية والتعليم والخبرة والميول والمعايير والمعاصرة والتجديد. كل فرد له ذائقته البصرية الخاصة.
الأربعاء 2024/01/03
الذائقة البصرية تتأثر بعوامل مختلفة

من المعروف أن الإنسان يمتلك خمس حواس تمكنه من التواصل مع العالم الخارجي والاستمتاع بما فيه من جمال وفائدة، وهي البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ومن بين هذه الحواس، يعتبر البصر أهمها وأقواها، فهو يمثل نحو 80 في المئة من مصادر المعرفة والمعلومات التي يحصل عليها الإنسان، ويؤثر بشكل كبير على نفسيته ومشاعره وسلوكه.

ومن خلال البصر يمكن للإنسان أن يميز بين الأشياء والألوان والأشكال والحركة والإضاءة وغيرها من العناصر التي تشكل الصورة البصرية، وأن يقيّمها ويحكم عليها من حيث الجمال والقبح والجودة والرداءة والقيمة والعدم. وهذه القدرة هي ما يسمى بالذائقة البصرية.

الذائقة البصرية هي القدرة على الإحساس بالجمال والقيمة الفنية للمدركات البصرية، مثل الألوان والأشكال والخطوط والحركة والإضاءة والتناسق والتناقض وغيرها من العناصر التشكيلية. فالذائقة البصرية تنمي الحس الجمالي والتعبيري والإبداعي للفرد، وتمكنه من التمتع بالفنون البصرية والمشاركة في إنتاجها وتقييمها.

والفنون البصرية هي فنون تعتمد على الرؤية كوسيلة أساسية للتواصل والتعبير، وتشمل الفنون الجميلة، مثل الرسم والنحت والتصوير والخط والغرافيك، والفنون التطبيقية، مثل العمارة والتصميم والديكور والأزياء والإعلان، والفنون الحركية، مثل السينما والتلفزيون والرسوم المتحركة والفيديو والألعاب، والفنون المسرحية، مثل المسرح والدراما والباليه والرقص والسيرك.

والذائقة البصرية تتأثر بعوامل مختلفة، مثل الثقافة والتربية والتعليم والخبرة والميول والمعايير والمعاصرة والتجديد. كل فرد له ذائقته البصرية الخاصة، ولكن هناك أيضاً معايير عامة ومشتركة تحكم الجودة والتميز في الفنون البصرية، وتميز الأعمال الفنية الرائعة والمبدعة عن الأعمال العادية والمقلدة.

ولتنمية الذائقة البصرية، يجب على الفرد ممارسة بعض الأنشطة والمهارات، مثل:

  • المشاهدة النقدية والتحليلية للأعمال الفنية المختلفة، ومقارنتها وتقييمها والتعليق عليها، والاستفادة من النقد الفني والمراجعات الثقافية.
  •  الاطّلاع على تاريخ الفن والحركات الفنية والمدارس الفنية والفنانين المؤثرين وأساليبهم وأعمالهم ومساهماتهم في تطور الفنون البصرية.
  • التعرف على العناصر والمبادئ والقواعد والمصطلحات الفنية التي تحكم الفنون البصرية، والتي تساعد على فهم الأعمال الفنية وتفسيرها وتقديرها.
  • المشاركة في الأنشطة والورش والدورات الفنية التي تعلّم وتدرّب على الفنون البصرية، وتنمّي المهارات والقدرات الفنية والإبداعية للفرد.
  • الابتكار والتجريب والتعبير عن الذات من خلال إنتاج أعمال فنية بصرية، وعرضها ومشاركتها مع الآخرين، والاستماع إلى آرائهم وانتقاداتهم وتقبلها بصدر رحب.

بهذه الطرق، يمكن أن تكون للفرد ذائقة بصرية متطورة ومميزة، وأن يكون مستمتعاً ومشاركاً في الفنون البصرية، وأن يكون مساهماً في تنوير المجتمع وتثقيفه وتجميله.

18