التدخين يقلص حجم المخ

ميونخ (ألمانيا) - أثبتت دراسة حديثة شاركت فيها كلية الطب بجامعة واشنطن أن ثمة علاقة وطيدة بين التدخين اليومي وتقلص حجم المخ، وفق ما أوضحته مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية وقد شمل الاختبار ما بلغ مجموعه 32094 شخصا تم تحديد حجم المخ لديهم باستخدام طرق التصوير، وقد توصل الخبراء إلى أن تقلص حجم المخ يزداد لدى الأشخاص الذين يدخنون بشكل يومي.
وأوضحت الدراسة أنه كلما كان المشاركون يدخنون يوميا، كان التناقص في حجم المخ أكبر. وتعلل الدراسة هذه النتائج بأن التدخين يعمل على فقدان أنسجة المخ، وقد يكون ذلك سببا لوقوع المدخنين ضمن المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بمرض الزهايمر أو انخفاض القدرات المعرفية والإدراكية المرتبط بالتقدم في العمر.
وعندما يمتنع الشخص عن التدخين يتوقف فقدان المزيد من كتلة المخ، لكن في الوقت ذاته لن يعود المخ مرة أخرى إلى حجمه، ولذلك فإن التدخين يرتبط ارتباطا وثيقا بشيخوخة المخ المبكرة.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الإفراط في التدخين يضعف الدماغ ويصغّر حجمه. كما يسبب التدخين انخفاض النشاط المعرفي للشخص، مع العلم أن تأثير التدخين يبقى سنوات طويلة بعد أن يترك الشخص التدخين. لهذا السبب، يعد المدخنون أكثر عرضة لخرف الشيخوخة بنسبة تصل إلى 79 في المئة. كما أن المدخن يعاني من الأرق وتوقف التنفس أثناء النوم وهذه بحد ذاتها تزيد من خطر الخرف.
التدخين يخفض قدرة الإنسان في التركيز على مسألة ما بسبب قلة الأكسجين الوارد إلى دماغ المدخن، ما يجعله يشعر بالتعب والإرهاق بسرعة
ولأن تدفق الأكسجين إلى الدماغ يقابله ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون، فهذا يؤثر سلبا في هيموغلوبين الدم. وهذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على تحليل المشكلات وحلها في العمل.
ويخفض التدخين قدرة الإنسان في التركيز على مسألة ما بسبب قلة الأكسجين الوارد إلى دماغ المدخن، ما يجعله يشعر بالتعب والإرهاق بسرعة.
وحملت دراسة بريطانية جديدة بشرى سارة للمدخنين الذين ربما يفقد بعضهم الأمل في التعافي من الأضرار التي تلم بالدماغ جراء التدخين، ومنها ضعف الذاكرة والتأثيرات السلبية على الوعي والتركيز لمدة طويلة.
وتؤكد الدراسة بأن الدماغ يبدأ مباشرة في التعافي فور الإقلاع عن التدخين، وهذه الحالة ليست مقتصرة على المدخنين الجدد، بل إن المدخنين في منتصف العمر أو في العقد السابع مازالت الفرصة، بالنسبة إليهم، سانحة لإعطاء الدماغ صحته التي يفقدها بسبب التدخين. وأجريت هذه الدراسة على أزيد من 500 امرأة ورجل، معدل أعمارهم 73 عاما.
وتوضح الدراسة أن نصف المشاركين إما مدخنون أو سبق لهم التدخين، بينما لم يدخن النصف الآخر أبدا في حياته. وأجرى الباحثون فحوصات بالرنين المغناطيسي على المشاركين، وكانت الخلاصة أن الدماغ يبدأ في التعافي بعيد الإقلاع عن التدخين مباشرة.
ويقر فريق الباحثين بأنه “مازال في حاجة إلى إجراء المزيد من البحث حول الموضوع” رغم النتائج التي توصل إليها. وتنبه الدراسة إلى الخطر الذي يشكله التدخين على القدرات الدماغية مثل التركيز والتذكر، فضلا عن دوره السلبي في ما يتعلق بشيخوخة الدماغ وتسريع الخرف.