إسرائيل تقر بصعوبة تصفية قائد القسام محمد الضيف

القدس - أكد متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن عملية العثور على محمد الضيف، القائد العام لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وقتله، سوف "تستغرق وقتا طويلا".
ورفض هاغاري خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده، مساء الأربعاء، التعليق على الصورة الأحدث يُزعم أنها لقائد كتائب القسام، وقال "علينا العثور عليه وقتله. مهما طال الوقت، سيستغرق الأمر وقتا طويلا، وهذه مهمة يجب تنفيذها" وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وفي والوقت نفسه ذكر هاغاري أن الجيش الإسرائيلي انتهى من تدمير البنية التحتية تحت الأرض في مستشفى الرنتيسي، شمال مدينة غزة. وزعم أن القوات الإسرائيلية عثرت على بنية تحتية تحت الأرض طولها عدة كيلومترات.
وتأتي تصريحات هاغاري، تعليقا على نشر القناة (12) العبرية، في وقت سابق الأربعاء، ما قالت إنها "صورة للضيف، وصلت مؤخرا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية".
ولم تذكر القناة متى تم التقاط الصورة، لكن موقع "واينت" الإخباري أفاد صباح الخميس أنها تعود لعام 2018 ومن المحتمل أنها التقطت خلال حدث اجتماعي.
ويظهر في الصورة - بحسب القناة- شخص تقول إنه "يرى بعين واحدة، لكنه يتحرك دون مساعدة"، على عكس الاعتقاد السابق في إسرائيل".
وبحسب القناة "تبذل المنظومة الأمنية الإسرائيلية جهودا هائلة للوصول إلى قادة حماس، وخاصة الضيف".
وأضافت "لسنوات، كان الضيف، يعتبر هدفا مهما للمنظومة الأمنية، التي تمكنت من إلحاق الضرر به، ولكن لم تتمكن من القضاء عليه".
وتابعت القناة العبرية "في مقاطع الفيديو التي تم التقاطها في عدة أماكن في قلب قطاع غزة، ظهر الضيف، في عدة مواقف مع أشخاص آخرين في المنظمة، وهو قادر على المشي بمفرده، ولا يستخدم حتى كرسيا متحركا، ويمكنه استخدام كلتا يديه".
وأفاد تقرير في صحيفة معاريف العبرية في 20 ديسمبر أن أدلة الفيديو التي كشفت عنها قوات الجيش الإسرائيلي في غزة تصور الضيف وهو يسير تحت قوته، وإن كان بعرج طفيف.
ووفقا لموقع "واي نت" العبري، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الضيف لا يزال يستخدم كرسيا متحركا في بعض الأحيان نتيجة لمحاولات اغتياله، ويلعب دورا نشطا في قيادة القتال في غزة.
وعثرت قوات الجيش الإسرائيلي على كراسي متحركة تعتقد أن الضيف استخدمها في شبكة أنفاق تم اكتشافها في حي الرمال بمدينة غزة ويعتقد أنها كانت بمثابة مركز قيادة لكبار ضباط حماس.
وتعتبر تل أبيب أن الضيف، من "يقود القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وهو أحد مخططي الهجوم على الجنوب"، في إشارة لهجوم 7 أكتوبر الماضي، ضد مستوطنات غلاف غزة.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية مرارا أن من أهداف حربها على غزة تصفية قادة "حماس"، وأولهم زعيمها في غزة يحيى السنوار، وزعيم الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، وخصصت مكافآت مادية لمن يدلي بمعلومات تفيد بتحديد أماكنهم وتحقيق ذلك.
ونجا الضيف من سبع محاولات اغتيال على الأقل على مر السنين، أدى بعضها إلى إصابته بدرجات متفاوتة أو قتل أفراد من عائلته.
وفي سيرة محمد ضيف أيضا، أن إسرائيل قتلت عائلته، ودمّرت بيته قبل 9 سنوات، ثم أضافت الولايات المتحدة اسمه في 2015 إلى قائمتها للإرهابيين العالميين.
أما لقبه، فأطلقوه عليه "بعد أن حل ضيفا" على الضفة الغربية، أو لأنه لا يستقر بأي مكان، فكثيراً ما يكون ضيفاً على أحد" لأن عائلته لاجئة من قرية "كوكبا" في أراضي 48 قبل أن تستقر في مخيم خان يونس، حيث نشأ بجنوب قطاع غزة".
وكان الضيف على قائمة المطلوبين الإسرائيليين منذ عام 1995 لتورطه في تخطيط وتنفيذ عدد كبير من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك العديد من تفجيرات الحافلات في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويُعتقد أن قائد كتائب القسام لعب دوراً مركزياً في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وسُحب حوالي 240 آخرين إلى غزة كرهائن عندما اقتحم آلاف ممن تقودهم حماس إسرائيل وهاجموا إسرائيل.
ووفقا لمصادر عبرية، قتلت حركة حماس في هجومها على مستوطنات غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت العشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الجاري.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الأربعاء، 21 ألفا و110 قتلى و55 ألفا و243 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.