حميدتي يمد يده للسلام بموافقته على مبادرة حمدوك للقاء البرهان

مستشار قائد قوات الدعم السريع يؤكد عدم تسلم أي دعوة رسمية من "إيغاد" للاجتماع مع قائد الجيش في جيبوتي.
الأربعاء 2023/12/27
حميدتي يبدي ترحيبه بأي مجهود وطني يجلب السلام

الخرطوم - رحب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مساء الثلاثاء، بدعوة رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك لعقد اجتماع مع قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان لمناقشة وقف الحرب الدائرة بالسودان.

وقال حميدتي، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" الثلاثاء "تلقيت خطابًا من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبدالله حمدوك، دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها".

وأضاف "أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فورًا وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام وينهي المعاناة التي خلفتها الحرب".

وكان حمدوك قد ذكر عبر حسابه على منصة إكس الاثنين أنه بعث رسالتين خطيتين إلى البرهان وحميدتي طلب فيهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لبحث السبل الكفيلة بوقف الحرب والقتال وعودة السودانيين لحياتهم.

ولم يصدر تعليق من قائد الجيش حيال هذه الدعوة.

وفي موازاة ذلك كشفت تقارير صحافية عن اجتماع بين البرهان وحميدتي برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيغاد) غدا الخميس، وسط ترجيحات أن يتصدر وقف إطلاق النار اللقاء الذي يمكن البناء عليه لتفكيك الكثير من القضايا المعقدة بين الطرفين.

ولم يعلن أي من قائد الجيش أو قائد الدعم السريع مشاركتهما بشكل رسمي في المباحثات، غير أن البرهان خلال كلمة له في منطقة البحر الأحمر العسكرية صرّح بإمكانية انخراطه في مفاوضات سلام مع حميدتي، وأعلن قبوله استئناف التفاوض مرة أخرى، ورحبت قوات الدعم السريع في أكثر من مناسبة بانعقاد اللقاء المباشر بينهما.

ونقل موقع "سودان تربيون" عن مسؤول في وزارة الخارجية السودانية قوله الثلاثاء، إن ترتيبات هذا اللقاء لم تكتمل بعد.

وفي غضون ذلك، كشف إبراهيم مخير عضو المكتب الاستشاري لحميدتي، فجر الأربعاء، عن أن قائد قوات الدعم السريع لم يتسلم أي دعوة رسمية من "إيغاد" للاجتماع مع البرهان.

وأكد مخير في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي أن "هناك عقبات حقيقية أمام لقاء حميدتي والبرهان، فمن بين إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع جدة، تسليم الإخوان المسلمين المتورطين في إثارة العنف في السودان، لكن الجيش لم يف بالوعد الذي قطعه على نفسه".

واستبعد مخير أن يحدث هذا اللقاء من دون إزالة ما وصفها بالعقبات، موضحا "تم الاتفاق في جدة على توفير منصة إنسانية يتعاون فيها الجيش مع الوسطاء والدعم السريع لتوصيل الإغاثة إلى السودانيين، وهو ما لم يتم تنفيذه".

وأضاف "الدعم السريع طلب من قائد الجيش أن يأتي إلى المفاوضات بصفته كقائد للقوات المسلحة وليس بصفته ممثلا للشعب السوداني أو مجلس السيادة، لأننا نعتبرها صفة زائفة، ولا يمكن التوصل لاتفاق سلام معتمدين على صفة غير موجودة".

وقال مخير "هذه العقبات إلى الآن لم يلتزم الجيش بحلها، ولم نستلم إلى الآن دعوة رسمية لأي مقابلة".

وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيغاد) قد دعت البرهان وحميدتي للاجتماع من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وبحث سبل تيسير وصول مواد الإغاثة.

وبحسب مخير "استجاب حميدتي والبرهان أبدى موافقته، ولكن في اليوم التالي انتقدت وزارة الخارجية بيان الإيغاد، وتخلت عن الاجتماع ولاحقا عاد البرهان لخطابه العدائي ضد الدعم السريع".

وأشار إلى أن الجيش أعلن مدينة ود مدني نقطة انطلاق لمعاركه ضد الدعم السريع "مما دعا الدعم السريع للتحرك بصورة استباقية وهو الآن يسيطر على ود مدني بالكامل".

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "الدعم السريع مستعد لتقديم خطوات إلى الأمام في سبيل تحقيق هدنة طويلة الأمد تسمح للسودانيين بالتقاط أنفاسهم ولمواد الإغاثة أن تدخل البلاد وأن يتوقف صوت البندقية".

وبشأن الأوضاع الميدانية، قال مخير "العمليات ما زالت تجري، سيطرنا على ولاية الجزيرة سيطرة تامة، لكن هناك بعض التجاوزات من العصابات وبواقي عناصر الاستخبارات العسكرية لمحاولة زرع الفوضى في المنطقة".

وأوضح "الهدف النهائي للجيش والإخوان المسلمين، هو إثارة فوضى تؤدي بالمنطقة إلى أن تصبح مثل أفغانستان بحيث ينتشر القتل والهلع والخوف وينسحب المجتمع الدولي منها ليصلوا إلى مساومة سياسية تضمن وجودهم في مستقبل السودان، وهذا لن يحدث".

وأضاف مخير "ماضون في تحقيق أهدافنا للوصول إلى حكومة مدنية ديمقراطية وتسليم السلطة للشعب، ونحن سلمنا السلطة في ولاية الجزيرة إلى أبنائها".

وينتظر السودانيون بترقب وأمل للقاء المرتقب لوقف الحرب والقتال الدائر بين الطرفين منذ منتصف أبريل المنصرم سيما بعد تمدد القتال إلى ولايات جديدة بينها الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم.

وتضغط دول وأطراف إقليمية ودولية بقيادة الولايات المتحدة على أطراف النزاع لعقد اللقاء في محاولة لوقف القتال والعدائيات والانخراط في عملية سياسية لإنهاء الأزمة السودانية.

وتوقع تحالف الحرية والتغيير توصل قائدا الجيش والدعم السريع حال عقد الاجتماع المرتقب إلى اتفاق يمهد لإيقاف مؤقت أو نهائي للحرب.

ولم يستبعد عضو التحالف والمتحدث الرسمي لحزب التحالف السوداني شهاب الطيب ان يؤدي الضغط الداخلي بفعل الانتهاكات الحالية، وفشل الطرفين في تحقيق انتصار بجانب ضغط المجتمع الإقليمي والدولي توصل اجتماع الرجلين إلى اتفاق يمهد لإيقاف مؤقت أو نهائي للحرب.

ورهن ذلك بالاتفاق على تحجيم وعزل دور قادة الحركة الإسلامية ومجموعاتها التي تقود الحرب تحت مزاعم حرب الكرامة، وأضاف أن هناك مستفيدين في الطرفين من استمرار الحرب، مشددا على ضرورة تحجيم أدوار كل هذه المجموعات وعزلها حتى يتم التوصل لإيقاف الحرب وبدء عملية سياسية تنتهي ببناء جيش وطني واحد احترافي يعمل وفق الدستور في حماية المواطنين وليس قتلهم.

وأشار إلى ان اتساع رقعه الحرب يفرض على القائدين تحمل مسؤولية إنهاء هذه الحرب.

ويشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل مما أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف ونزوح حوالي سبعة ملايين شخص داخليا، بحسب الأمم المتحدة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة أيضا إلى أن 1.5 مليون شخص آخرين فروا إلى دول مجاورة.