النوبات القلبية تزداد خلال الشتاء

فرانكفورت (ألمانيا) - أشارت دراسة سويدية إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال موسم الأعياد، وخاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض الشرايين التاجية أو مرض السكري.
وأضافت مؤسسة القلب الألمانية إلى أنه يجب مراعاة الأعراض والإشارات المتعلقة بالقلب خلال فترة الأعياد والعطلات، وخاصة إذا كان المرء يعاني من أمراض سابقة.
وأشارت جمعية القلب الأميركية إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر على صحة القلب خلال هذه الفترة من العام، حيث تعمل البرودة الشديدة على انقباض الأوعية الدموية وزيادة الضغط على القلب، بالإضافة إلى الإجهاد الشديد الذي قد يعانيه الأشخاص خلال هذه الفترة.
وأضاف توماس فويجتلاندر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة القلب الألمانية، أنه نظرا لموسم الأعياد وغلق العيادات فإن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب يطلبون المساعدة بشكل متأخر للغاية، ولذلك يتعين على الأشخاص الذين يعانون من أعراض تشير إلى الإصابة بنوبة قلبية بالتوجه إلى قسم الطوارئ في المستشفى على الفور.
وتشتمل أعراض الإصابة بنوبة قلبية على الشعور بألم شديد في الصدر وضيق في التنفس والإحساس بضغط وحرقان في الصدر، وغالبا ما تكون هذه الأعراض مصحوبة بالغثيان والقيء وآلام في الجزء العلوي من البطن.
ونصح الطبيب الألماني مرضى القلب بضرورة حماية أنفسهم خلال فترات الأعياد، ومن المهم أيضا الالتزام بالروتين المعتاد وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، بالإضافة إلى الاعتدال في عادات الطعام والشراب خلال موسم الأعياد.
الأعراض والإشارات المتعلقة بالقلب خلال فترة الأعياد والعطلات ينبغي مراعاتها، وخاصة إذا كان المرء يعاني من أمراض سابقة
وتشكل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم، أي ما يعادل 30 في المئة من عدد الوفيات سنوياً. وتزيد عوامل كثيرة من احتمالية التعرض لجلطة قلبية، أو تؤثر على عمل عضلة القلب، ومن هذه العوامل اختلافات الطقس وتغير المناخ. وقد ثبت وجود علاقة بين اختلاف الطقس وارتفاع نسبة حدوث أعراض عند مرضى القلب والأوعية الدموية خلال فصل الشتاء مقارنة في فصل الصيف. وهذا الارتباط مبني على مجموعة من التغيرات والعوامل التي تحدث في الجسم وتختلف من فصل إلى آخر.
وتشمل هذه العوامل النشاط الجسدي، واحتمالية الإصابة بالعدوى، والتلوث الهوائي. إضافة إلى تأثير اختلاف الفصول على مستوى مواد مختلفة في الجسم، مثل المواد المسببة لحدوث تجلط في الدم، والكوليسترول، والهرمونات والمواد المسببة لتمدد الأوعية الدموية أو تقلصها.
ويستجيب جسم الإنسان لاختلاف درجات الحرارة بطرق مختلفة، فارتفاع درجة الحرارة والبيئة المحيطة أكثر من درجة حرارة الجسم أو انخفاضها أقل منها يجعل الجسم يُحدث مجموعة من التغيرات لتقليل اكتساب الحرارة أو فقدها، حيث أنه من المعروف أن الحرارة تنتقل من جسم إلى آخر بطرق مختلفة منها فقدان الحرارة بالتبخر، وانتقالها من الجسم الأكثر حرارة إلى الأقل حرارة بالنقل.
فعند تعرض الجسم لدرجة حرارة منخفضة أقل من 37 درجة مئوية، تنتقل الحرارة من جسم الإنسان إلى الهواء المحيط به، لذلك ارتداء الملابس يقلل من فقد الجسم للحرارة، كما أن وجود هواء ورياح يزيد من فقدان الجسم للحرارة، حيث أن تحرك الهواء المستمر يؤدي إلى تغير الهواء القريب من الجسم – والذي أخذ جزءا من دفء الجسم – بشكل متكرر فيخسر الجسم مزيدا من الحرارة. ويحمي الجسم نفسه من فقدان الحرارة بشكل كبير ويحاول الحفاظ على استقرار الحرارة الداخلي للجسم والمناسب لقيام الأعضاء بالوظائف الحيوية من خلال نوعين أساسيين من الاستجابة:
ـ تضييق الأوعية الدموية خاصة الموجودة في الأطراف، وهذه الاستجابة تؤدي إلى تقليل كمية الدم المتدفق إلى الأطراف والجلد عموماً. فالدم المتدفق يحمل معه الدفء القادم من مركز الجسم أو القلب، لذلك عند التعرض للجو البارد يلاحظ الشخص بداية برودة اليدين والقدمين.
– زيادة إنتاج الطاقة في الجسم، والمركز الرئيسي لإنتاج الطاقة هو العضلات، حيث تتم زيادة الطاقة من خلال الارتجاف والارتعاش، هذه الحركة اللاإرادية للعضلات تولد مزيدا من الطاقة للجسم. ولكن لتقوم العضلات بهذه الوظيفة تحتاج إلى تدفق أعلى من الأكسجين وبالتالي زيادة عمل عضلة القلب، وزيادة الجهد الذي تبذله لتزويد العضلات بدم كاف لإنتاج الطاقة ورفع حرارة الجسم.
ويشكل القلب أحد أهم العناصر الموجودة في الجسم والتي تعمل معا للمحافظة على درجة حرارة الجسم المناسبة. فوجود مشكلة أو مرض مزمن في القلب سيجعله يتأثر بشكل مباشر.