مضاعفات التهاب الأذن الوسطى تصل إلى حد تسمم الدم

اللجوء إلى الجراحة مثل شق طبلة الأذن يساعد على تصريف السوائل المتراكمة فيها.
الجمعة 2023/12/22
التهاب الأذن قد يصبح مهددا للحياة

يحذر الأطباء من التأخر في علاج التهاب الأذن الوسطى المزمن الذي قد يسبب تلف الأذن الداخلية وفقدان حاسة السمع والتهاب السحايا وشلل الوجه وتسمم الدم. ويعد التهاب الأذن الوسطى المزمن الالتهاب الأكثر شيوعا لدى البالغين، وينتج بسبب بكتيريا أو فايروس يصيب الأذن، ويتم علاجه بواسطة قطرات وبخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، كما يمكن اللجوء إلى الجراحة.

برلين - يؤدي التهاب الأذن الوسطى المزمن إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الأذن الداخلية وعضو التوازن وفقدان حاسة السمع والتهاب السحايا وشلل الوجه ونشوء خرّاج في الجمجمة وتسمم الدم.

وتسمم الدم، أو التهاب الدم، هو عدوى في مجرى الدم تنتج عن انتقال عدوى بكتيرية من مكان آخر في الجسم، مثل الرئتين أو الجلد، إلى مجرى الدم. وغالباً ما يكون تسمم الدم حالة طبية مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها بشكل سريع.

وفي الوضع الطبيعي يكون مجرى الدم خالياً من البكتيريا والميكروبات، ولكن عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم يشكل ذلك خطراً كبيراً بسبب إمكانية انتقال البكتيريا وسمومها إلى جميع أجزاء الجسم. وقد يتطور تسمم الدم بشكل سريع إلى ما يعرف باسم “تعفن الدم” أو “إنتان الدم” ، ويشير الإنتان إلى رد فعل الجسم على العدوى الخطيرة التي تهدد الحياة.

وشدد المركز الاتحادي للتوعية الصحية على ضرورة علاج التهاب الأذن الوسطى المزمن في الوقت المناسب؛ لأنه قد يصبح مهددا للحياة، مشيرا إلى أن التهاب الأذن الوسطى المزمن يعد الالتهاب الأكثر شيوعا لدى البالغين، وهو التهاب يستمر على مدار عدة أسابيع.

من أبرز الأعراض الدالة على التهاب الأذن الوسطى المزمن إفرازات الأذن المتكررة والتدهور المتزايد في حاسة السمع

وأوضح المركز أنه يمكن أن تلتهب الأغشية المخاطية للأذن الوسطى فقط، كما يمكن أيضا أن تلتهب العظام، التي تحد الأذن الوسطى، ولفت إلى أن من أبرز الأعراض الدالة على التهاب الأذن الوسطى المزمن إفرازات الأذن المتكررة والتدهور المتزايد في حاسة السمع.

وأضاف المركز أن أسباب التهاب الأذن الوسطى المزمن تكمن في تضخم اللوزتين البلعوميتين ودخول الرطوبة بشكل متكرر إلى التجويف الطبلي، على سبيل المثال عند إصابة طبلة الأذن، والتهابات الأذن الوسطى الحادة المتكررة والحنك المشقوق.

ويتم علاج التهاب الأذن الوسطى المزمن بواسطة قطرات وبخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، ويمكن أيضا اللجوء إلى المضادات الحيوية في حال الإصابة بعدوى بكتيرية، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء إلى الجراحة، على سبيل المثال شق طبلة الأذن لتصريف السوائل المتراكمة فيها.

ويشير خبراء مايو كلينيك إلى أن التهاب الأذن الوسطى عدوى تُصيب الأذن الوسطى وهي المساحة المملوءة بالهواء التي تقع خلف طبلة الأذن وتحتوي على عظام الأذن الاهتزازية الصغيرة. ويكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأذن مقارنة بالبالغين.

ونظرًا لزوال التهابات الأذن غالبًا دون علاج قد يبدأ العلاج بالسيطرة على الألم ومراقبة المشكلة. وفي بعض الأحيان تُستخدَم المضادات الحيوية لعلاج العدوى.

ويعد بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدوات متعدِّدة في الأذن، ومن الممكن أن يُسبِّب ذلك مشكلات في السمع وغيرها من المضاعفات الخطيرة.

في حالة عدوى الأذن يمكن للأنابيب الضيقة التي تمتد من الأذن الوسطى إلى الجزء الخلفي للحلق (قناة إستاكيوس) أن تتورم وتصاب بالانسداد

ويؤكد الخبراء أنه في حالة عدوى الأذن يمكن للأنابيب الضيقة التي تمتد من الأذن الوسطى إلى الجزء الخلفي للحلق (قناة إستاكيوس) أن تتورم وتصاب بالانسداد. وقد يؤدي ذلك إلى تراكم المخاط في الأذن الوسطى. ومن الممكن أن يصبح هذا المخاط معديًا ويسبب أعراض عدوى الأذن.

ومن الأعراض الشائعة لدى البالغين ألم الأذن وتصريف سائل من الأذن ومشكلة في السمع. وعادة ما تظهر علامات وأعراض عدوى الأذن سريعًا.

وتتضمن العلامات والأعراض الشائعة لدى الأطفال ما يلي:

  • ألم بالأذن، خاصة إثر الاستلقاء
  • ضغط أو سحب على الأذن
  • صعوبة في النوم
  • البكاء أكثر من المعتاد
  • التهيُّج
  • صعوبة السمع أو الاستجابة للأصوات
  • فقدان التوازن
  • حُمَّى بدرجة حرارة 38 درجة مئوية أو أكثر
  • تصريف سائل من الأذن
Thumbnail

ويمكن أن تشير العلامات والأعراض المصاحبة لعدوى الأذن إلى الإصابة بعدد من الأمراض. لذلك يجب تشخيص الحالة بدقة وتلقي العلاج على الفور إذا استمرت الأعراض أكثر من يوم أو إذا كانت تظهر لدى الطفل وكان عمره أقل من 6 أشهر وتمت ملاحظة إفرازات لسوائل أو صديد أو سائل دموي من الأذن.

ويَحدُث التهاب الأذن بسبب بكتيريا أو فايروس يصيب الأذن الوسطى. وتنتج العدوى أحيانًا بسبب مرض آخر مثل البرد أو الإنفلونزا أو الحساسية، مما يسبب احتقانًا وتورُّمًا في الممرات الأنفية والحلق والقناة السمعية.

وتتضمن الأذن الوسطى ثلاثة عظام صغيرة، وهي المطرقة والسندان والركاب. وتنفصل الأذن الوسطى عن الأذن الخارجية بواسطة طبلة الأذن وتتصل بالجزء الخلفي من الأنف والحلق عبر ممرات ضيقة معروفة باسم “قناة إستاكيوس”. وتُعد قوقعة الأذن، ذات التشريح الذي يشبه القوقعة، جزءًا من الأذن الداخلية.

وتتسبَّب غالبية التهابات الأذن في مضاعفات طويلة الأجل. ولكن يمكن أن تتسبب التهابات الأذن المتكررة في مضاعفات خطيرة، منها:

  • ضعف السمع: إن فقدان السمع الخفيف، الذي يظهر ويزول، من الحالات الشائعة التي تحدث نتيجة التهابات الأذن، ولكنه عادةً ما يتحسن بعد شفاء الالتهاب. وقد تؤدي التهابات الأذن المتكررة أو وجود سائل في الأذن الوسطى إلى فقدان سمع أكثر شدة. وإذا تعرَّضتْ طبلة الأذن أو بنى أخرى في الأذن الوسطى لضرر دائم فقد يؤدي ذلك إلى فقدان سمع دائم.
  • تأخُّر النمو أو الكلام: إذا حدث ضعف سمع مؤقت أو دائم لدى الرُّضَّع والأطفال الصغار، فقد يؤدي ذلك إلى تأخُّر في الكلام والمهارات الاجتماعية والمهارات النمائية.
  • انتشار العدوى: يمكن أن تطال العدوى التي لم تُعالَج، أو تلك التي لم تستجِبْ للعلاجات، الأنسجةَ القريبة منها. ويُطلق على العدوى التي تصيب الخشاء، وهو العظم البارز خلف الأذن، اسم “التهاب الخشاء”. وقد تؤدي هذه العدوى إلى تلف في العظم أو تكوين الكيسات المملوءة بالصديد. وفي حالات نادرة تطال عدوى الأذن الوسطى الخطيرةُ أنسجةً أخرى في الجمجمة، وتشمل المخ أو الأغشية المحيطة بالمخ (التهاب السحايا).
  • تمزُّق طبلة الأذن: تشفى غالبية تمزقات طبلة الأذن خلال 72 ساعة. وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًّا.

وتلعب القناة السمعية المتكونة من زوج من الأنابيب الضيقة التي تمتد من الأذن الوسطى وترتفع إلى المنطقة خلف الحلق، دورا في تعديل ضغط الهواء في الأذن الوسطى وتجديد الهواء داخل الأذن، وتصريف الإفرازات الطبيعية من الأذن الوسطى.

ويمكن أن يؤدي تورُّم أنابيب القنوات السمعية إلى انسدادها، مما يسبب تراكم السوائل داخل الأذن الوسطى. وقد يصبح هذا السائل معديًا، ويسبب أعراض عدوى الأذن.

16