مروان البرغوثي على رأس قائمة حماس في صفقة تبادل الأسرى

القدس – قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، إن حركة حماس تصر على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى المقبلة مع إسرائيل 3 قادة فلسطينيين بارزين، وهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حركة حماس عبدالله البرغوثي".
وتبدي حركة حماس رغبتها في الإفراج عن البرغوثي إلى جانب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعادات لما سيحققه ذلك من مكاسب سياسية لها حتى داخل حركة فتح نفسها.
وتشير استطلاعات الرأي العام الفلسطينية إلى أن البرغوثي هو الأكثر شعبية فلسطينيا من قادة "فتح" لرئاسة السلطة الفلسطينية بعد الرئيس محمود عباس وهو معتقل منذ 2002 ومحكوم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما.
واعتبرت الصحيفة أن الإفراج عن مروان البرغوثي "قادر على تغيير وجه السلطة الفلسطينية".
أما أحمد سعدات فقد اعتقلته إسرائيل في ديسمبر 2008 وحكمت عليه بالسجن 30 عاما واتهمته بالضلوع في عملية قتل الوزير الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي عام 2001.
في حين أن عبدالله البرغوثي وهو أحد أبرز قادة حماس، يقضي حاليا حكما بالسجن 67 مرة مدى الحياة وهو حكم غير مسبوق في تاريخ المحاكم الإسرائيلية.
وتتهم إسرائيل البرغوثي، وهو مهندس، بصناعة عبوات ناسفة أدت إلى مقتل 66 إسرائيليا وإصابة 500 اخرين.
وكانت إسرائيل رفضت أن تشمل القادة الفلسطينيين الثلاثة في صفقة التبادل في عام 2011 والتي شملت تبادل الجندي جلعاد شاليط بأكثر من ألف أسير فلسطيني.
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على تقرير "يديعوت أحرونوت".
و تتواصل الجهود الدبلوماسية على عدة جبهات لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة. وسمح توقف في القتال بين 24 نوفمبر ومطلع ديسمبر بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.
وفي إطار مساعي التهدئة، وصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى القاهرة الأربعاء لمناقشة "هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس أربعين أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين"، وفق ما صرح مصدر مقرب من حماس لوكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة أيضا سيتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، تجري إسرائيل حوارا مع قطر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى هدنة تسمح بالإفراج عن رهائن.
لكن مواقف المعسكرين ما زالت متباعدة جدا على ما يبدو. فحماس تطالب بوقف كامل للقتال قبل إجراء أي مفاوضات بشأن مصير الرهائن، بينما تبدو إسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل "القضاء" على الحركة التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية".
ولقطع الطريق امام اية اتفاقات جزئية أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها لأي محادثات بشأن تبادل المحتجزين الإسرائيليين إلا بعد انتهاء "العدوان" الإسرائيلي، بحسب ما جاء في بيان نشرته حماس اليوم الخميس حيث اضاف البيان "هناك قرار وطني فلسطيني بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد وقف شامل للعدوان"
وبالإضافة إلى حماس، تحتجز حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة فلسطينية مسلحة أصغر، رهائن في غزة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، عن تقديرات إسرائيلية رسمية تفيد بأن التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وهدنة إنسانية في قطاع غزة، لن تتحقق قبل شهر يناير المقبل.
واستنادا إلى هذه التقديرات التي نشرتها وسائل الإعلام، فإن المفاوضات ستنضج على الأرجح في شهر يناير المقبل وستشمل 30-40 محتجزا إسرائيليا مقابل هدنة أسبوع إلى أسبوعين، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين بارزين وانسحاب الجيش من بعض المناطق في غزة.
وقالت القناة "13" العبرية، مساء الأربعاء "يقدر مسؤولون إسرائيليون (لم تحدد هويتهم) أن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل جديدة ليست مواتية قبل الشهر المقبل".
وأضافت "الخطوط العريضة هي مهلة تصل إلى أسبوعين مقابل إطلاق سراح 30 إلى 40 رهينة (أسرى إسرائيليين)، وإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين البارزين والانسحاب من بعض المناطق” في غزة.
وتابعت " في إسرائيل هم أيضاً على استعداد للنظر في تغيير الانتشار العسكري في غزة، بما يتوافق مع خطط الحرب".
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه "إذا تم تنفيذ الصفقة بين المرحلة الحالية من القتال والمرحلة التالية، فمن المتوقع أن تغير إسرائيل انتشارها العسكري داخل غزة".
وكانت مصادر إسرائيلية قالت لوسائل الإعلام في الأيام الماضية، إن تل أبيب "ستنتقل الى المرحلة الثانية من الحرب في غضون منتصف الشهر المقبل".
وقالت القناة "13" الإسرائيلية "قال مسؤولون إسرائيليون كبار: ليس لدينا مشكلة في ربط هذا الأمر بصفقة، وتصويره كما لو كان إنجازًا لحماس".
واستدركت "يقول مسؤول إسرائيلي كبير إن حماس تطالب إسرائيل بإنهاء القتال (الحرب) مقابل الصفقة إلا أن هذا لن يحدث".
وقال مسؤول كبير، لم تسمه القناة "أعربت إسرائيل لقطر والولايات المتحدة عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".
وأضاف "الشرط الإسرائيلي هو أن يشمل المرضى والجرحى من جميع الأعمار، بالإضافة إلى كبار السن من الرجال والنساء الذين ما زالوا في الأسر".
ولم تعلق حماس رسميا على هذه المواقف الإسرائيلية.
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت إلى اتصالات لاستكشاف فرص التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية جديدة يتخللها تبادل لإطلاق أسرى إسرائيليين في غزة مقابل فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ووفق إحصاءات إسرائيلية أسرت حماس نحو 239 شخصا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى مطلع ديسمبر الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف قتيل فلسطيني، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.