فرنسا تدعو إسرائيل إلى هدنة جديدة فورية مستدامة في غزة

باريس – أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال زيارتها تل أبيب الأحد.
وقالت كولونا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين "قتل الكثير من المدنيين"، مشددة على عدم وجوب نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.
من جانبه، شدد كوهين على موقف الحكومة الإسرائيلية الذي يعتبر أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار هي "خطأ" و"هدية لحماس" التي تسيطر على قطاع غزة.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس إثر هجوم السابع من أكتوبر، وبدأت هجوما واسع النطاق أدى لدمار هائل في قطاع غزة. وتسبب القصف المستمر بمقتل 18800 شخص على الأقل، نحو 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس انخرطت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في التصعيد ضد إسرائيل باستهداف السفن والناقلات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تزايدت الدعوات لتشكيل تحالف دولي لحماية طرق الملاحة الدولية.
وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن في البحر الأحمر، بذريعة أنها متوجهة إلى إسرائيل، كان أبرزها في 19 نوفمبر الماضي، عندما أعلنت الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وحذرت وزيرة الخارجية الفرنسية من أن الهجمات في البحر الأحمر "لا يمكنها أن تبقى دون رد"، مؤكدة "نحن ندرس خيارات عدة مع شركائنا" من بينها دور "دفاعي لمنع تكرار ذلك".
وقال كوهين "لا نقاتل حماس فحسب، بل نحارب أيضا الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، الذي يخدم حكم الإرهاب في إيران ويعرض اللبنانيين للخطر"، بحسب ما نقله موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتابع قائلا "نسمع من العالم دعوات إلى وقف إطلاق النار ضد حزب الله وحماس، وهذا سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب، وأنا أدعو جميع الدول إلى أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ".
وتضامنا مع قطاع غزة في ظل حرب إسرائيلية مدمرة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا منذ 8 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل.
ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي أن بإمكان فرنسا أداء "دور هام" لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الدولة العبرية وحزب الله، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وشدد على أن "ليس لدى (إسرائيل) أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا".
ولفت كوهين الى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من الحدود الشمالية مع لبنان، مضيفا "علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم".
ورأى كوهين أن "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني" موضحا "هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة". مضيفا "لن يمنع الحرب سوى تنفيذ القرار 1701".
وفي 11 أغسطس 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع هذا القرار الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب استمرت 33 يوما بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.
ويدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
وتؤكد "حماس" و"حزب الله" أنهما تقاومان الاحتلال الإسرائيلي، إذ تحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في فلسطين ولبنان وسوريا.
ومن المزمع أن تزور وزيرة الخارجية الفرنسية الضفة الغربية المحتلة وتلتقي بوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، للحديث معه بشأن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، قبل أن تتوجه الاثنين إلى بيروت.
وتأتي زيارة كولونا إلى تل أبيب بعد يوم من إدانة باريس غارة إسرائيلية، في غزة، أسفرت عن مقتل موظف بوزارة الخارجية الفرنسية، مطالبة بـ"إلقاء الضوء" على الملابسات.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن أحد العاملين فيها توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال هجوم إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة.
وذكرت الوزارة في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء السبت أن الرجل كان يحتمي في منزل أحد زملائه من القنصلية الفرنسية مع اثنين من زملائه وعدد من أفراد أسرهم.
وأضاف البيان "تعرض المنزل لضربة جوية إسرائيلية مساء الأربعاء مما أصابه بجروح خطرة وقُتل نحو عشرة آخرين" وأشارت إلى أنه توفي بعد ذلك متأثرا بإصابته.
وقال البيان إن فرنسا تندد بالقصف الذي استهدف بناية سكنية.
وأضاف "نطالب بتوضيح السلطات الإسرائيلية للملابسات الكاملة لهذا القصف في أسرع وقت ممكن".
ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي لدى التواصل لمعرفة الرد على ذلك. وتقول إسرائيل إنها تسعى لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بموجب القانون الدولي لكن انتقادات توجه لها من جهات تشمل الولايات المتحدة أقوى حلفائها مفادها أنها بحاجة لبذل مزيد من الجهد في هذا الصدد.