مانشستر يونايتد ونيوكاسل.. عملاقا إنجلترا على مشارف الهاوية

راتكليف لا يثير مخاوف تين هاغ وإيدي هاو مصر على مواصلة الحلم.
الأحد 2023/12/17
خطوات متثاقلة ترسخ الفشل

تعيش جماهير مانشستر يونايتد ونيوكاسل حالة من الإحباط بعد الوداع المبكر لدوري أبطال أوروبا، ولكن يبدو أن الأمر سيتمد إلى إنجلترا كلها! حصول الثنائي على المركز الثالث وتوجههما إلى الدوري الأوروبي كان سيجعل الأمور أخف ضررا، ولكنهما ودعا المسابقات الأوروبية بشكل كامل بعد تذيل كل منهما لمجموعته، وهو الأمر الذي يهدد حصول إنجلترا على مكان إضافي في دوري الأبطال الموسم القادم.

لندن - "على مشارف الهاوية!" هذه هي حال مانشستر يونايتد، أحد عمالقة الدوري الإنجليزي لكرة القدم الذي وجد نفسه خارج دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من دور المجموعات، ليستمر "الشياطين الحمر" في فقدان بريقهم الذي يبدو أنّه عفّى عليه الزمن.

يونايتد الذي سبق أن أحرز دوري الأبطال ثلاث مرات (1968، 1999 و2008) في حقبات مختلفة من تألق أمثال بوبي تشارلتون، ديفيد بيكهام والبرتغالي كريستيانو رونالدو، واجه كابوسا في أمسية الثلاثاء عندما ودّع المسابقة القارية المرموقة إثر خسارته أمام بايرن ميونخ الألماني 0-1 في عقر داره أولد ترافورد، ناهيك عن تذيّله ترتيب المجموعة على غرار ما حصل معه في موسم 2005-2006. وهذه المرة الرابعة فقط ينهي فيها ناد إنجليزي مغامرته في دوري الأبطال في المركز الأخير.

وخلال العقد الماضي، كان بلوغ مانشستر يونايتد إلى ربع نهائي نسختي 2014 و2019 هو أفضل ما حققه. وهي نتيجة بالتأكيد لن تُرضي طموحات جماهيره. والأسوأ من ذلك، أن نسخة 2023 من الشياطين الحمر تعرّضت لأربع هزائم في ست مباريات، رغم أنّه كان الفريق الأفضل هجوما في المجموعة (12 هدفا بالتساوي مع بايرن)، بيد أنّ دفاعه جاء كارثيا بعد أن تلقى في مرماه 15 هدفا وهو رقم قياسي لناد إنجليزي.

لم يمرّ خروج مانشستر يونايتد من الدور الأول في مجموعة تضمّ كوبنهاغن الدنماركي المتأهل بمفاجأة لافتة، وقلعة سراي التركي، مرور الكرام بالنسبة للصحافة البريطانية. افتتحت “تايمز” صفحاتها الرياضية بصورة للقائد البرتغالي برونو فرنانديش ساجدا وقبضة واحدة على الأرض، وعنونت "الحضيض"، في إشارة واضحة إلى الدرك الذي وصله النادي.

من جهتها، قالت صحيفة "ديلي ميل"، "إنها الضربة القاضية ليونايتد، موسم الرعب الذي يأخذ منعطفا جديدا". وألقت "صن" الضوء على حجم الفشل الذي حققه يونايتد من خلال عدم حصوله حتى على القليل من العزاء بالتأهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروباليغ" وقالت "لم يخرج يونايتد فقط، بل أقصي، تم إقصاؤه".

موسم الرعب

◙ خروج مخيب للآمال
◙ خروج مخيب للآمال 

وبعد خروجه من كأس الرابطة التي كان يحمل لقبها، لم يعد أمام يونايتد سوى مسابقتي الدوري والكأس، وإحراز لقب مسابقة الكأس قد يكون جيدا جدا قياسا لـ”عيوبه” الحالية، وإنقاذ موسمه يبدأ من احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى على الأقل في الدوري.

ولخّص المدافع التاريخي ليونايتد ريو فرديناند ظروف فريقه السابق قائلا “أعتقد أن هذا هو أفضل السيناريوهات الأسوأ. فضلت مغادرة أوروبا بالكامل للتركيز على البطولة واستعادة لياقة اللاعبين بدلا من المشاركة في يوروبا ليغ وبذل المزيد من الجهود".

مع اقتراب منتصف الموسم، يحتل فريق المدرب الهولندي إريك تن هاغ المركز السادس، متقدما بفارق نقطة واحدة عن نيوكاسل وبرايتون، وهو خارج للتو من هزيمة مذلّة على يد بورنموث بثلاثية نظيفة في أولد ترافورد.

;خسر يونايتد 12 من أصل 24 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، والمفارقة أنّه عدد الهزائم نفسه الذي تلقاه طوال الموسم الماضي بأكمله (في 62 مباراة)، حين ظنّ كثيرون أنّه بداية عودة يونايتد إلى سابق عهده من التألق، وذلك بعد وصول تن هاغ من أياكس مزهوا بنتائجه الواعدة.

◙ إريك تين هاغ يتوقع أن يحصل على فرصة لإقناع المستثمر الجديد السير جيم راتكليف بخططه لإصلاح الفريق

إلا أنّ الموسم الثاني للمدرب الهولندي يبدو مظلما بسبب النتائج السيئة والإصابات، ولكن أيضا بسبب أوضاع اللاعبَين البرازيلي أنتوني (يخضع للتحقيق في شبهات تعنيف صديقته السابقة) ومايسون غرينوود (استغنى عنه النادي بعد اتهامات بمحاولة اعتداء على فتاة) والكباش مع المهاجم جايدون سانشو الذي غاب عن الملاعب منذ سبتمبر.

الظروف الملبّدة في الطرف الأحمر من مانشستر لا تقتصر فقط على الفنيات، فالنادي يعيش باستمرار تحت وطأة العلاقة المضطربة بين مشجعيه ومالكي النادي “عائلة غلايزر”، لاسيما وأنّ عملية البيع الجزئية أو الكلية لأسهم النادي والمستمرة منذ قرابة العام تزيد من توتر المشجعين.

وقد تصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما يواجه يونايتد غريمه اللدود ليفربول متصدر الدوري الأحد. ويخشى يونايتد تكرار الخسارة المذلّة أمام ريدز 0-7 في مارس الماضي. وتعرّض يونايتد لنكسة إضافية مع إصابة لاعبيه هاري ماغواير ولوك شو خلال المواجهة الأخيرة أمام بايرن.

لا يشعر إريك تين هاغ، مدرب مانشستر يونايتد، بالقلق من الإدارة الجديدة للنادي الإنجليزي، بحسب تقرير صحفي. ووفقا لما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، يبدو تين هاغ واثقا من أنه سيتم منحه الوقت، لتقديم رؤيته المستقبلية مع الشياطين الحمر.

وأضافت الصحيفة أن المدرب الهولندي، يتوقع أن يحصل على فرصة لإقناع المستثمر الجديد، السير جيم راتكليف، بخططه لإصلاح الفريق في الصيف المقبل. وقالت إن اجتماع تين هاغ الأول سيكون مع المدير الرياضي ديف برايلسفورد، وليس راتكليف نفسه.

ويشعر المدير الفني بالضغط الشديد في مانشستر يونايتد، بعد خروج مبكر من دوري أبطال أوروبا، باحتلال الفريق المركز الأخير في مجموعته. كما قد تتفاقم الأمور إذا خسر يونايتد أمام غريمه اللدود ليفربول في البريميرليغ. ومن المقرر تأكيد حصول راتكليف على 25 في المئة من أسهم مانشستر يونايتد، مقابل 1.25 مليار جنيه إسترليني، في غضون 6 أسابيع من الآن.

وداع الحلم

◙ وداع مر
◙ وداع مر

انتهت مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا موسم 2023-2024، باكتمال عقد المتأهلين لدور الـ16 في انتظار القرعة، والتي من المنتظر أن تسفر عن مواجهات نارية بين كبار الفرق والتي تسعى إلى المنافسة على اللقب.

وتقام قرعة دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا الاثنين المقبل بوجود 16 فريقا مقسمة على تصنيفين، الأول يضم كلا من بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند الألمانيين، والثنائي الإنجليزي أرسنال ومانشستر سيتي، وفرق ريال مدريد وبرشلونة وريال سوسيداد وأتلتيكو مدريد الإسبانية، وفي التصنيف الثاني تظهر فرق إنتر ميلان ونابولي ولاتسيو الإيطالية، وباريس سان جرمان الفرنسي، وكوبنهاغن الدنماركي ولايبزيغ الألماني وبورتو البرتغالي، وإيندهوفن الهولندي.

وانتقل كل من قلعة سراي التركي ولانس الفرنسي وسبورتنغ براغا وبنفيكا البرتغاليين وفينورد الهولندي، وميلان الإيطالي ويونغ بويز السويسري وشاختار دونيستك الأوكراني إلى الدوري الأوروبي بعد احتلالها المركز الثالث في مجموعاتها.

وودع المنافسات كل من مانشستر يونايتد ونيوكاسل الإنجليزيين وإشبيلية الإسباني ويونيون برلين الألماني وريد بول سالزبورغ النمسوي وسيلتك الأسكتلندي، وسرفينا زفيزدا الصربي ورويال أنتويرب البلجيكي، بعد احتلالها المركز الرابع في مجموعاتها. وتقام مباريات ذهاب دور الـ16 أيام 13 و14 و20 و21 فبراير 2024، على أن تكون لقاءات الإياب أيام 5 و6 و12 و13 مارس 2024.

◙ وقوف محير في زمن فارق
◙ موسم الرعب ليونايتد الذي يأخذ منعطفا جديدا

وبذلك ودع نيوكاسل يونايتد حلمه بتخطي دور المجموعات، بعد أن احتل المركز الرابع برصيد خمس نقاط، بتحقيق فوز واحد وتعادلين، وتلقى ثلاث هزائم. “سنستخدم خروجنا كحافز لنا في الفترة المقبلة”، هكذا علق أيدي هاو المدير الفني لنيوكاسل يونايتد الإنجليزي على خروجه من منافسات دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، بعد العودة إلى المشاركة بعد سنوات عدة غاب عنها "ماكبايس".

ودافع إيدي هاو عن لاعبيه بعد الفشل في احتلال المركز الثالث في دوري أبطال أوروبا، والانتقال للمشاركة في الدوري الأوروبي، مؤكدا أن فريقه يتطلع حاليا إلى إنهاء موسم الدوري الإنجليزي الممتاز في المربع الذهبي من أجل التأهل لدوري أبطال أوروبا.

وقال هاو "أردنا التأهل في دوري أبطال أوروبا بالطبع، كان هذا مما نعتزمه قبل المباراة وخلالها". وأضاف "لم أكن واثقا في تلك اللحظة إن كان من الممكن نزع هذه الرغبة من اللاعبين، إذا نظرت إلى الأهداف التي استقبلناها، لقد جاءت من خلال أخطاء قد تحدث في أي لحظة، سواء كنت استباقيا أم كان رد فعل".

وأشار "بالطبع أتحمل مسؤولية ذلك، لكني كنت أفضل أن نذهب ونهاجم ونحاول الفوز بدلا من أن نكون مجرد رد فعل". وأوضح "نشعر بخيبة أمل كبيرة، من الصعب تقبل الأمر حاليا، الأولاد لعبوا بشكل جيد للغاية في الشوط الأول، وأعتقد أننا ظهرنا بشكل طيب".

وتابع “كنا نأمل أن يأتي الهدف في وقت مبكر، وفي الشوط الثاني حاولنا التماسك وبحثنا عن الهدف الثاني". وواصل هاو حديثه قائلا "شعرت بخيبة أمل كبيرة بعد استقبالنا الهدف الأول، لأننا اعتقدنا أنها كانت لحظة حاسمة، لم يكن مستوانا جيدا بشكل كاف في الشوط الثاني، كان هدفا غير معهود حقا بالنسبة لنا".

واحتل نيوكاسل يونايتد المركز الرابع في ترتيب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي برصيد 71 نقطة خلف مانشستر سيتي وأرسنال ومانشستر يونايتد، ليشارك مباشرة في دوري الأبطال، بعد غياب 20 عاما، منذ آخر مشاركة له في موسم 2003 – 2004، والذي ودع خلالها من التصفيات المبدئية قبل خوض دور المجموعات، وكان ظهر من قبلها في مناسبتين موسم 1997 – 1998 وخرج وقتها من دور المجموعات، وموسم 2002 – 2003 من الدور الثاني.

ومن المنتظر أن تسفر القرعة عن مواجهات نارية بين كبار الأندية الأوروبية للمنافسة على اللقب في النسخة الحالية، بخاصة بعد وقوع كل من إنتر ميلان وباريس سان جرمان بين أندية التصنيف الثاني في الدور المقبل.

ومن المواجهات القوية المتوقعة في دور الـ16 إمكانية سقوط باريس سان جرمان أمام ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ وأرسنال. وعلى النهج نفسه، يمكن لإنتر ميلان متصدر الدوري الإيطالي في الموسم الحالي، مواجهة بايرن ميونخ وأرسنال وريال مدريد ومانشستر سيتي وبرشلونة.

نظام جديد

◙ حيرة كبيرة
◙ حيرة كبيرة

شهد التصنيف الأول في قرعة دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا سيطرة إسبانية، بوجود أربعة أندية وهي ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وريال سوسيداد، إلى جانب ناديين إنجليزيين وهما أرسنال ومانشستر سيتي، وهو ما ينذر بوجود منافسة كبيرة على اللقب من جانب إسبانيا.

وواصلت الأندية الإسبانية فرض نفسها بالبطولة الأوروبية بغزارة، بخاصة أنها الأكثر تتويجا بلقب دوري أبطال أوروبا، برصيد 19 مرة متمثلة في فريقين ريال مدريد 14 لقبا وبرشلونة خمسة ألقاب، مع الاستحواذ على المركز الثاني في 11 مناسبة سابقة.

◙ المدير الفني لنادي نيوكاسل يونايتد إيدي هاو، دافع عن لاعبيه بعد الفشل في احتلال المركز الثالث في أبطال أوروبا

النظام الجديد للأبطال الموسم القادم بزيادة عدد الفرق من 32 إلى 36 فريقا، مما يعني وجود أربعة أماكن متاحة للتنافس عليها بين الدوريات المختلفة للحصول عليها. المكان الأول يأتي باحتلال أحد الفرق للمركز الثالث بالدولة المتواجدة بالمرتبة الخامسة لتصنيفات الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا حاليا، ومقعد آخر لبطل محلي خارج الدوريات الكبرى ويتأهل عن طريق التصفيات، بالإضافة إلى مقعدين من الدول التي حققت أفضل العروض الجماعية عن طريق أنديتها في المسابقات الأوروبية للموسم السابق.

وهو ما يعني أن حصول أحد الفرق بالدوري الألماني، الإسباني، الإيطالي أو الإنجليزي على المركز الخامس هذا الموسم سيكون كافيا للصعود إلى دوري الأبطال بشكل مباشر. الأمر يعتمد على ما يُعرف بنقاط الأداء التي تعتمد على أداء الفرق في أوروبا، وما حدث لمانشستر يونايتد ونيوكاسل يقلل من فرص إنجلترا في الحصول على هذا المقعد، ولكن فوز مانشستر سيتي بكل مبارياته في دور المجموعات يجعل الأمور أقل ضررا، بالإضافة إلى النتائج الجيدة الأخرى لأرسنال وليفربول.

أندية وست هام وبرايتون وأستون فيلا كذلك يمكنها مساعدة الدوري الإنجليزي على الظفر بالمقعد الخامس في حالة مواصلة مشوارها إلى مراحل متقدمة في الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر. وفي نهاية التقرير أوضح الموقع الإنجليزي أن ألمانيا تحتل حاليا المركز الأول في ما يتعلق بنقاط الأداء للاتحاد الأوروبي بـ13.36 نقطة، ثم إيطاليا في المركز الثاني 13.14 وإنجلترا بالمركز الثالث 12.13 ثم إسبانيا 12.06 وفرنسا 10.42.

◙ مشروع النهوض يتبخر في لحظة فارقة من تاريخ العملاق الإنجليزي
◙ مشروع الإصلاح الذي قدم من أجله تن هاغ لا يجد طريقه الصحيح 

16