الصحافة الإسرائيلية تكشف تفاصيل "ضربة مؤلمة" لجنود جولاني في حي الشجاعية

المعركة التي استمرت لساعتين وصفها الإعلام العبري بالكارثة بعد مقتل تسعة جنود من لواء النخبة في كمين نصبته كتائب عزالدين القسام.
الخميس 2023/12/14
معركة الشجاعية تربك الجيش الإسرائيلي

القدس – ليست الأنفاق وحدها التي ترعب إسرائيل في عملياتها البرية داخل قطاع غزة، وإنما الكمائن التي ينصبها مقاتلي حركة حماس أمام جيش مسلح بأحدث العتاد والآليات فلا يعلمون من أين يأتيهم الموت، وما حدث لدى محاولة تطهير حي الشجاعية شرق مدينة غزة أوضح مثال على ذلك، بحسب ما ترويه الصحافة الإسرائيلية نفسها.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء المعركة التي دارت في حي الشجاعية، بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة "حماس" بأنها "حادثة خطيرة استمرت لأكثر من ساعتين"، فيما وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ما جرى بأنه "كارثة الشجاعية".

وكشفت "يديعوت أحرونوت" في تقريرها عن ملابسات مقتل 9 جنود إسرائيليين، قالت إنهم لقوا مصرعهم في كمين نصبته كتائب عزالدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس بحي الشجاعية (شمال قطاع غزة) للقوات الإسرائيلية خلال معارك، وقعت ظهر الثلاثاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء في بيانين منفصلين مقتل 10 عسكريين بينهم 6 ضباط في معارك شمال القطاع، وسمح الجيش بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء "جولاني" قتلوا في الكمين وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.

وتأسس لواء "جولاني" للمشاة في 22 فبراير 1948، أي حتى قبل قيام دولة إسرائيل، وشارك في معارك عديدة منها في محيط بحيرة طبرية، بحسب موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت.

وهو أول الألوية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي، لذلك يحمل أيضا اسم "اللواء 1"، وينتمي إلى سلاح المشاة، ويعتبر من قوات النخبة في الجيش، ويضم في صفوفه آلاف الجنود.

وينظر إلى جنود هذا اللواء على أنهم نخبة الجيش، لكون بعض وحداته وخاصة "إيغوز" يخضعون لتدريبات قاسية واختبارات صارمة، تتعلق بنصب الكمائن واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه، ويتطلب الأمر قدرات بدنية وقتالية عالية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" "قُتل 9 مقاتلين بينهم عميد ومقدم في معركة الشجاعية".

وأضافت "الحادثة الخطيرة في الشجاعية والتي قُتل فيها مقاتلون من اللواء جولاني، والوحدة التكتيكية للإنقاذ الخاص 669، بينهم العميد إسحاق بن باشيت، القائد السابق للواء يفتاح، وقائد الكتيبة 13 المقدم تومر غرينبرغ، بدأت الثلاثاء عند الساعة 16:30، واستمرت حوالي ساعتين ونصف".

واندلعت المعارك -وفق الصحيفة- "عندما شارك فريق مشترك من الكتيبة 53 مدرعات، يضم أيضا قوة النخبة جولاني وقوة هندسية، في تطهير القصبة (منطقة كثيفة السكان) شمال غرب حي الشجاعية من مسلحي حماس".

وتابعت "دخلت قوة من الجيش الإسرائيلي لتمشيط موقع مكون من ثلاثة مبان متجاورة وساحة من اتجاهين، وعثرت على فتحة نفق في الموقع، وعندما دخلت أحد المباني، أطلق المسلحون تجاهها عبوة ناسفة، إلى جانب قنابل يدوية ونيران من بنادق إم 16".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "القوى الأولى المكونة من 4 مقاتلين أصيبت، ثم حاولت القوة الموجودة في الخارج الاشتباك مع المسلحين ولكن في هذه المرحلة انقطع الاتصال مع أحد الضباط".

وبحسب "يديعوت أحرونوت" تزايدت آنذاك المخاوف من أن يكون الضابط الإسرائيلي قد اختطف وتم اقتياده إلى أحد الأنفاق، لذا تحركت قوة النخبة "جولاني" التي كانت في مكان قريب، بسرعة ووصلت إلى موقع المعركة.

لكن القوات المتقدمة قوبلت هي الأخرى بوابل من النيران، وعندما تقدمت وحدة الإنقاذ 669 تعرضت لكمين وقتل اثنان من عناصرها، وفق المصدر ذاته.

وأفادت الصحيفة بأن عملية الإنقاذ "استمرت بينما كان المسلحون يواصلون إطلاق النار وإلقاء المتفجرات من جميع الاتجاهات في الموقع (خارج المبنى الذي حاولت القوة الأولى اقتحامه)".

وأردفت "اكتشفت قوة الإنقاذ أن المقاتلين الأربعة من القوة الأولى قتلوا في المبنى، وتعرضت قوة المقدم غرينبيرج لإطلاق نار من مبنى ثانٍ بالموقع، ومع المعركة الشرسة التي تلت ذلك، أطلق الجنود الإسرائيليون قذائف الماتادور (مضادة للدروع) على مبنى مجاور، اشتعلت فيه النيران وانفجر بسبب كثرة العبوات الناسفة الموجودة فيه".

من جانبها، قالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية في تعليقها على معركة الشجاعية "نرى أنه بعد معركة الثلاثاء أن ذلك الحي لا يزال يمثل نواة صلبة لقوة حماس المقاومة التي لا تزال تتواجد بشمال القطاع".

وأضافت "لا يزال الشجاعية الرمز والنواة الصلبة لحماس منذ أيام الجرف الصامد (الحرب على غزة 8 يوليو 2014 – 26 أغسطس 2014)".

وتابعت "رغم مقتل قائدي كتيبة الشجاعية بفارق أسبوع واحد، فإن ذلك لم يكسرهم، وقد حاولوا في الجيش الإسرائيلي كسر معنويات هذه الكتيبة حتى قبل العملية البرية، لكنهم لم ينجحوا للأسف".

وفي السياق، قال شهود عيان ومصادر محلية، إن اشتباكات "غير مسبوقة" تركزت في حي الشجاعية ومحيط مخيم جباليا، وذلك بعد أن وقعت قوة من الجيش الإسرائيلي في "كمين محكم" في الشجاعية شرق غزة، فجرا.

وأضافت المصادر أن "الكمين تخلله إطلاق نار بشكل مباشر على وحدة خاصة من القوات الإسرائيلية، وتم تفجير عبوة ناسفة فيها".

وأوضح أن "القوة الأولى حصلت على مساندة من قوة ثانية وقعت هي الأخرى في كمين مشابه حيث تم إطلاق النار عليها بشكل مباشر".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب البرية بالقطاع في 27 أكتوبر الماضي، إلى 619 بينهم 139 مصابون جروحهم خطيرة، فيما بلغ عدد قتلاه منذ بداية المعارك 115.

وفي مخيم جباليا، لم تنجح قوات الجيش الإسرائيلي التوغل لأعماقه رغم محاصرته منذ عدة أيام وتنفيذ عمليات عسكرية على أطرافه، بحسب ذات المصدر السابق.

وشهد المخيم، الأربعاء، اشتباكات مكثفة على أطرافه الغربية والجنوبية والشمالية، وكذلك المناطق الشمالية من القطاع في بلدة بيت لاهيا والشمالية الغربية، وسط قصف جوي ومدفعي.

واستهدف مقاتلو الفصائل عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشمالية من القطاع، بحسب بيانات منفصلة عن كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقالت كتائب القسام، إنها "استهدفت دبابتي ميركافا في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة بقذائف الياسين 105".

وأضافت في بيان آخر "استهدفنا جرافة بقذيفة الياسين 105 في تل الزعتر شمال القطاع".

وأما سرايا القدس، فقد استهدفت وفق بيانها، "3 آليات وناقلة جند بقذائف تاندوم وعبوات ناسفة في مخيم جباليا ومنطقة التوام".

وفي مدينة خان يونس، ما زالت قوات الجيش الإسرائيلي تتمركز في مواقعها بمناطق شرق وشمال والشمال الغربي للمدينة.

وأفادت المصادر المحلية، أن قوات الجيش الإسرائيلي حاولت تنفيذ عملية إنزال بحري غرب المدينة، فجر الأربعاء، إلا أنها فشلت بعد أن واجهت مقاومة ضارية من مقاتلي الفصائل.

واستهدف مقاتلو الفصائل في مدينة خان يونس، آليات ومركبات إسرائيلية عسكري وتجمعات للجنود موقعين إصابات محققة، بحسب بيانات صدرت عن كتائب القسام، وسرايا القدس.

وقالت "القسام" في بيان "تمكن مقاتلونا من تدمير ناقلة جند صهيونية بشكل كامل شرق مدينة خان يونس بقذيفة P29".

وفي بيان لحركة حماس قالت فيه، إن كتائب القسام "استهدفت 7 دبابات وناقلتي جند بقذائف الياسين 105 وعبوات شواظ، في محوري شرق وشمال المدينة".

وأفادت الكتائب، في بيان منفصل، "باشتعال النيران في دبابة ميركافا استهدفتها في منطقة معن بالمدينة".

وقالت إنها "قصفت تجمعات العدو المتوغلة في محيط شارع 5 بخان يونس بقذائف الهاون".

وأما سرايا القدس، فقد قالت إنها "قصفت الحشود العسكرية الإسرائيلية في محاور التقدم شرق خانيونس بصواريخ وقذائف هاون".

وأوقع مقاتلو الفصائل الفلسطينية قوات من الجيش الإسرائيلي في كمين أسفر عن قتلى وجرحى.

وقالت كتائب "القسام" وسرايا القدس، في بيانين منفصلين، إنهما نفذتا "عملية مشتركة تمكنا خلالها من إيقاع قوة قوامها 15 جنديا في كمين محكم، والاشتباك معهم من مسافة صفر في منطقة المغراقة جنوب غزة".

وأضافت "أوقعنا جميع القوة بين قتيل وجريح، وبعدها قصفنا المنطقة بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل".

وفي بيان منفصل، قالت "القسام" إنها استهدفت "غرف القيادة الميدانية للعدو في المحور الجنوبي لمدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وبصواريخ رجوم قصيرة المدى".

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، في مقال تحليلي بصحيفة "هآرتس" العبرية إن الظروف القتالية ميدانيا والالتحام من مسافات قريبة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس "قلل من الأفضلية النسبية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا والاستخبارات".

كما وصف شبكة الأنفاق التي أقامتها حماس بأن "حجمها وتعقيدها تجاوزا كل ما توقعته المخابرات الإسرائيلية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة إلى 619، بينهم 139 جروحهم خطيرة، فيما بلغ عدد قتلاه منذ بداية المعارك 115.

ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 18 ألفا و608 قتلى و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 18 ألفا و608 قتلى و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.