إسرائيل باتت مجبرة على تقديم تفاصيل خسائرها البشرية في غزة

القدس - وجد الجيش الاسرائيلي نفسه، بعد شهرين من بداية العملية العسكرية في غزة، مجبرا على تقديم تفاصيل دقيقة عن خسائره البشرية بعد أن بدأت التقارير الصحفية المحلية تؤثر على معنويات الجنود وتصدم عموم الإسرائيليين بقدرات حماس على إيقاع الخسائر في صفوفه، وأيضا حجم القتلى والجرحى نتيجة النيران الصديقة في مدينة أصبحت كومة من الأنقاض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل 425 من جنوده وإصابة 1593، بينهم 255 في حالة خطرة، منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وللمرة الأولى دشن الجيش الإسرائيلي صفحة على موقعه الإلكتروني تنشر أعداد القتلى والجرحى وحالاتهم.
وقال الجيش في بيان “منذ بداية الحرب قُتل 425 جنديا، بينهم 97 منذ بداية العملية البرية” في قطاع غزة يوم 27 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن 1593 جنديا وضابطا أصيبوا منذ بداية الحرب، بينهم 255 في حالة حرجة، و446 في حالة متوسطة، و829 وصفت إصاباتهم بالطفيفة.
للمرة الأولى دشن الجيش الإسرائيلي صفحة على موقعه الإلكتروني تنشر أعداد القتلى والجرحى وحالاتهم
ومنذ بداية التوغل البري بغزة، وفقا لبيان الجيش، أُصيب 559 جنديا وضابطا، بينهم 127 أصيبوا بجروح بالغة، و213 بجروح متوسطة، و219 بجروح طفيفة.
وجاءت الإحصائيات التي نشرها الجيش الإسرائيلي ردا في ما يبدو على حديث في الإعلام العبري عن وجود ما يزيد عن 5 آلاف جندي مصاب.
والسبت، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن ما يزيد عن 5 آلاف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ بداية الحرب، بينهم أكثر من 2000 تم الاعتراف بهم رسميا “كمعاقين”.
وقالت الصحيفة “الأرقام التراكمية منذ 7 أكتوبر هي أرقام فلكية: أكثر من 5000 جندي جريح وصلوا إلى المستشفيات، وأكثر من 2000 تم الاعتراف بهم رسميًا على أنهم معاقون في الجيش الإسرائيلي وتم استقبالهم من قبل وزارة الدفاع”.
وأضافت أن من بينهم أيضا “1000 جريح من الجنود النظاميين، لذلك يتم توفير الرعاية لهم من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي”. ولم توضح الصحيفة ما إذا كان بقية الجنود الجرحى جنودا نظاميين أم لا.
ونقلت الصحيفة عن ليمور لوريا، رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها “لم نمر قط بأيّ شيء مماثل لهذا. أكثر من 58 في المئة من الجرحى الذين نستقبلهم يعانون من إصابات خطرة في اليدين والقدمين، بما في ذلك تلك التي تتطلب عمليات بتر”.
وتابعت لوريا “حوالي 12 في المئة منها عبارة عن إصابات داخلية في الطحال والكلى وتمزق الأعضاء الداخلية، وهناك أيضًا إصابات في الرأس والعينين”.
وزادت المسؤولة أن هناك “حوالي 7 في المئة مصابون نفسيا، وهو رقم نعلم أنه سيرتفع بشدة، لأن الافتراض هو أن كل جسد مصاب هو أيضًا مصاب نفسيا، وأيضًا لأن الإصابات النفسية يتم اكتشافها دائمًا بعد أشهر أو أكثر من الحرب”.
بدوره، قال رئيس منظمة المعاقين في الجيش الإسرائيلي المحامي عيدان كاليمان “تدخل إسرائيل حدثًا غير مسبوق على المستوى العالمي، وذلك حتى قبل أن نتحدث عن المدنيين الذين يعتبرون ضحايا الأعمال العدائية”.
وأضاف “هناك عدد كبير من الجرحى هنا، حتى قبل موجة ما بعد الصدمة التي ستجتاحنا خلال عام تقريبًا”.
وبحسب الصحيفة العبرية، دخل إلى منطقة غلاف غزة في الفترة من السبت 7 أكتوبر وحتى الخميس من نفس الأسبوع، أكثر من 100 ألف شخص للقتال وإنقاذ وإجلاء المدنيين والتعامل مع الجثث.
وحتى قبل الحرب الحالية كانت “منظمة المعاقين” تضم 60 ألف معاق من الجيش الإسرائيلي، بحسب المصدر ذاته.
وقالت لوريا إن “الحرب الحالية تغير بشكل كبير هيكل هذا المجتمع. نستقبل مجموعة كبيرة جدًا من الشباب، ولأول مرة أيضًا عددًا كبيرًا جدًا من المجندات، وهو أمر لم نعرفه بعمق حتى الآن وسيتعين علينا دراسته”.
وبوتيرة غير منتظمة، تعلن كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، عن قتلها جنودا إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء السبت الماضي 17 ألفا و700 قتيلا، و48 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وشنت حماس في 7 أكتوبر الماضي هجوما ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، حيث قتلت في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.