هل يكون شابي ألونسو كلمة سر ليفركوزن لخطف باكورة ألقابه

ليفركوزن (ألمانيا) - لم يكن ممكنا أن يحقق باير ليفركوزن بداية أفضل هذا الموسم في بطولة ألمانيا لكرة القدم، وذلك مع 10 انتصارات وتعادل في 11 مباراة بقيادة المدرّب الصاعد بقوّة شابي ألونسو. ويُعدّ ألونسو (41 عاما) فائزا بالفطرة مع ليفربول الإنجليزي، ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، وكان عنصرا رئيسا في خط وسط منتخب إسبانيا المتوّج بمونديال 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012.
بعد اعتزاله اللعب في 2017 وانتقاله إلى التدريب، هندس صعود الفريق الرديف ريال سوسييداد إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى منذ مطلع الستينات. انتقل إلى ليفركوزن في أكتوبر 2022، عندما كان النادي يترنّح في منطقة الهبوط. رغم التذبذبات المبكّرة حيث فاز مرّة يتيمة في سبع مباريات، رفع ألونسو باير إلى المركز السادس في نهاية الموسم وبلغ معه نصف نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
نجاح شابي ألونسو مع فريق ليفركوزن لم يمرّ مرور الكرام، إذ بدأت التقارير تربطه بتدريب ريال مدريد فريقه السابق
ومع البداية الرائعة لموسم 2023 – 2024 (16 فوزا وتعادل في 17 مباراة في مختلف المسابقات)، بدأت جماهير ليفركوزن تحلم بلقب البوندسليغا الأوّل في تاريخها. وحتى بعيدا عن منطقة الراين – الرور الصناعية المهووسة بكرة القدم، بدأ الوسط الكروي يشعر بقدوم مدرب من الطراز الرفيع إلى الساحة العالمية.
ولم يمرّ نجاح ألونسو مع ليفركوزن مرور الكرام، إذ بدأت التقارير تربطه بتدريب ريال مدريد فريقه السابق. شرح الأخير “لا أعرف متى ستأتي اللحظة. أنا منخرط هنا راهنا بنسبة 100 في المئة وذهني هنا 100 في المئة”.
وتابع “أستمتع بوقتي هنا، ولدي عدة أسباب لأكون إيجابيا حيال المستقبل”. بعدما عُرف بقدرته على اتخاذ القرارات كلاعب، قال ألونسو إنه لن “يتعرّض للضغط” من قبل الآخرين لاتخاذ قرارات “سأتخذ قراراتي بنفسي عندما أشعر بأن الوقت مناسب”.
إمكانات كبيرة
في البوندسليغا التي يحل فيها السبت على فيردر بريمن الثاني عشر، حصد ليفركوزن 31 نقطة من 33 ممكنة، معادلا الرقم القياسي المسجّل باسم بايرن ميونخ بقيادة الإسباني الآخر بيب غوارديولا موسم 2015 – 2016. آنذاك، كان ألونسو لاعبا في خط وسط الفريق البافاري. وقال ألونسو إنه لا يوجد وصفة سحرية وراء نهجه “أتحدّث، أعمل، أظهر، أتحسّن، أقوم بتمرين جماعي، تمرين فردي، لا أعرف أسماء هذه التقنيات: هي محادثة وجها لوجه”.
وأضاف المدرّب أنه كان مدركا “للإمكانات الكبيرة” لفريقه عندما استلم مهمة الإشراف عليه “مع القليل من العمل الجيّد أو تغيير المزاج والثقة، بمقدورنا أن نقدّم الأفضل”.
وفيما يذكّر أسلوب ليفركوزن المرتكز على كثافة التمرير، بطريقة لعب فرق غوارديولا، رفض ألونسو مقارنات مماثلة “ليست تيكي – تاكا.. في الكثير من الأحيان، تكون تيكي – تاكا حيازة دفاعية إلى حد ما. ولعبت فيها، لكن لدينا أشياء أخرى”. وقد تكون فلسفة ألونسو التدريبية واضحة المعالم، لكنه ليس متشبثا بها.
من الواضح إدراكه لأهمية اللاعبين “لست متشدّدا بتطبيق أسلوب لعب محدّد. كلا، لأنك أنت (المدرّب) لست الشخص الأهمّ. الشبان الآخرون (اللاعبون) أكثر أهمية منك”. تابع “كنت ألقى تشجيعا لأكون مبتكرا في أرض الملعب، أن اتخذ قراراتي بنفسي”.
وأردف قائلا “لا يتعلّق الأمر بكوننا رجالا آليين.. لديهم المعرفة والجودة لاتخاذ القرارات الجيّدة”. وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للاعب الوسط السابق وهو يرسل تمريرات بعيدة المدى عالية الدقة خلال التمارين. ويبتسم لاعب الارتكاز السابق ردا على سؤال عما إذا كان أفضل ممرّر في فريقه ويقرّ بأنه يفتقد لأيام اللعب الماضية “لا ينبغي أن أقول هذا الأمر، لكن نعم. أنا مشتاق (للعب)”.
لم يمرّ نجاح ألونسو مع ليفركوزن مرور الكرام، إذ بدأت التقارير تربطه بتدريب ريال مدريد فريقه السابق
وتابع أن التدريب “ليس مماثلا. اللعب أفضل، أفضل بكثير”. ويقول السويسري غرانيت تشاكا، لاعب وسط وقائد أرسنال الإنجليزي السابق، القادم إلى ليفركوزن الصيف الماضي إن مدرّبه حسّن طريقة لعبه “يكشف لي ألونسو عن الكثير، الكثير من التفاصيل الصغيرة في الملعب. هذا أمر مميّز”.
حلم التتويج
يأمل ليفركوزن الذي تأسس عام 1904 عبر شركة صناعة الأدوية باير، في فكّ عقدة مركز الوصيف، مع حلوله ثانيا في الدوري الألماني خمس مرات ومرّة في دوري أبطال أوروبا عام 2002. لكن ألونسو رفض حصر المنافسة على اللقب بين فريقه وبايرن ميونخ المتوّج 11 مرة متتالية بلقب الدوري “لا ينحصر التحدي مع بايرن. التحدي هو ضدّ قدرتنا على تحقيق الإنجاز، المسافة التي يمكننا الوصول إليها، وما إذا كان بمقدورنا الوصول إلى هذا المركز”.
وأوضح “إذا بقينا في هذا المركز في أبريل، سنرى بالطبع، لكن ما زال الوقت مبكرا الآن. يتعيّن علينا الحفاظ على ثباتنا”. آخر مدرّب وضع حدا لهيمنة بايرن كان يورغن كلوب مع بوروسيا دورتموند الذي يشرف راهنا على ليفربول. ويصف لاعب ليفربول السابق كلوب بـ”غير المعقول”، معتبرا أنه أعاد الفريق الأحمر “إلى نخبة الأندية العالمية”.
وقال “كنت أودّ أن ألعب تحت إشراف يورغن كلوب. قدرته على إيصال الرسائل (بوضوح)، وأنا متأكد من الأمور أفضل وراء الأبواب المغلقة”.