رسالة لنابليون بونابارت من موسكو في المزاد

نيويورك (الولايات المتحدة) - طُرحت رسالة كتبها نابليون الأول في سبتمبر 1812 للبيع بسعر 55 ألف دولار ضمن مزاد في الولايات المتحدة، وسط اهتمام متواصل بمقتنيات الإمبراطور الفرنسي قبل بدء عرض فيلم عنه للمخرج ريدلي سكوت.
وكتب نابليون في هذه الوثيقة التاريخية التي وقعها بتاريخ 18 سبتمبر 1812 من موسكو في خضم حملته على روسيا “لقد اجتزت اليوم الأحياء الرئيسية. كانت مدينة مذهلة. أقول كانت لأنّ النيران دمّرت أكثر من نصفها”.
ويعرض هذه الرسالة، التي ثَبُت أن نابليون كتبها على غرار عشر رسائل أخرى، للبيع عبر الإنترنت منذ الأسبوع الماضي التاجر المتخصص في هذا النوع من الوثائق نايثن راب، صاحب “راب كولّكشن” في فيلادلفيا.
وقال نايثن راب إنّ “هذه الرسالة المكتوبة من موسكو نادرة جداً، وهي ببساطة استثنائية”.
وبخط طويل ومنتظم لكن تصعب قراءته أحيانا، كتب الإمبراطور الفرنسي من موسكو “عثرنا على كهوف مليئة بالنبيذ والبراندي سنكون بأمسّ الحاجة إليها”.
ويقول مؤرخون إنّ الجيش الإمبراطوري الفرنسي فرض سيطرته على موسكو دون معارك في 14 سبتمبر 1812، ثم احتلّها حتى 23 أكتوبر. وكانت رسالة أخرى لنابليون مكتوبة في 20 أكتوبر 1812، بيعت عام 2012 ضمن مزاد في باريس لقاء 187500 يورو (حوالي 205334 دولاراً).

وفي رسالتين أخريين مكتوبتين من الكرملين في 23 و24 سبتمبر 1812، كتب نابليون إلى رجل الدولة خلال الإمبراطورية الفرنسية الأولى جان
جاك ريجيس دو كامباسيريس “إنّ مختلف الأمور تسير هنا على ما يرام. الطقس ليس حاراً ولا بارداً، وصحّتي جيدة جدا”.
وتطرح “راب كولّكشن” هاتين الوثيقتين اللتين يعود تاريخهما إلى أكثر من قرنين بسعر تقديري يتراوح بين 18 و25 ألف دولار.
ويشير مؤرخون فرنسيون وروس إلى أنّ الحملة على روسيا التي استمرت من يونيو إلى ديسمبر 1812 خلفت مئات آلاف القتلى والمفقودين في صفوف الطرفين.
ورأى المؤرخ راب، أنّ “إرث” نابوليون “ليس أبيض ولا أسود، بل رمادي جداً”، مشيراً إلى أنّ “نابليون شخصية عملاقة ويحظى بإعجاب كبير من الأميركيين الذين يعتبرونه زعيماً إمبراطورياً قوياً”.
وتشير مجموعة راب إلى أن “نابليون بونابرت كان أحد ألمع القادة في التاريخ العسكري، حمل رسالة الثورة الفرنسية عبر أوروبا”.