المشي إلى الوراء يحسن التوازن ويساعد على حرق الدهون

لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - رغم الدراسات العديدة التي أثبتت فوائد المشي الصحية، إلا أن هدف الوصول إلى 10 آلاف خطوة في اليوم، قد يبدو صعبا بعض الشيء على الكثيرين.
ومن أجل الاستفادة من المشي دون القيام بآلاف الخطوات يوميا، يقول الدكتور مايكل موسلي، ضيف البودكاست “جاست وان ثنغ”، “إن المشي إلى الخلف (المشي العكسي)، بدلا من المشي إلى الأمام، لبضع دقائق فقط يمكن أن تكون له بعض الفوائد الصحية المدهشة”.
وأشار في أحدث حلقة من البودكاست الخاص به إلى أنه يتبع هذه الممارسة “الغريبة” (المشي إلى الوراء) للمساعدة في علاج “الوخزات” التي يتعرض لها في أسفل ظهره وركبتيه.
إحدى الفوائد الرئيسية للمشي العكسي هي الاستخدام المختلف لمجموعات العضلات الرئيسية، وعلاج الآلام
وأوضح أن “هذه تقنية تم استخدامها في العلاج الطبيعي لعقود من الزمن من أجل إعادة تأهيل إصابات أسفل الساق. ويمكن أن تحسن مشيتك وقدرتك على الحركة، وهناك قدر مذهل من الدراسات العلمية الجيدة التي توضح كيف يمكن للمشي إلى الخلف أن يقوي ذاكرتك ومهارات حل المشكلات”.
ووصف موسلي المشي إلى الوراء بأنه “ممارسة قديمة جدا. ويعتقد أنها نشأت في الصين، حيث لا تزال شائعة حتى يومنا هذا”. وتابع “في الواقع، لدى الصينيين قول مأثور مفاده أن: مئة خطوة إلى الوراء تساوي ألف خطوة إلى الأمام”.
وللمشي مئة خطوة إلى الوراء فوائد عدة تشمل حرق المزيد من السعرات الحرارية والتقليل من آلام الظهر وتحسين التوازن وتعزيز الذاكرة قصيرة المدى.
ووفقا لموسلي، خبير النظام الغذائي، فإن السير إلى الخلف يستهلك طاقة أكبر(نحو 30 في المئة، وفقا للدراسات ) لذلك فهو يساعد الجسم على حرق سعرات حرارية أكثر قليلا من المشي إلى الأمام.
وأشار إلى دراسة نشرتها “المجلة العالمية للطب الرياضي”، وجدت أن المشاركين الأصحاء فقدوا 2.5 في المئة من الدهون في الجسم عن طريق إضافة المشي إلى الوراء إلى خطة تمارينهم.
وقال موسلي “يستخدم المشي إلى الخلف عضلات أقل نشاطا في حالة المشي إلى الأمام، مثل ربلة الساق، بالإضافة إلى عضلات الفخذ الرباعية، وهي العضلة الكبيرة الموجودة في الجزء الأمامي من الفخذ”.
وأضاف أن المشي العكسي يمكن أن يعزز الذاكرة قصيرة المدى أيضا، واستشهد بدراسة أجراها باحثون من جامعة روهامبتون، حيث اختبروا ذاكرة المشاركين بشأن مقطع فيديو بعد أن طلبوا منهم المشي إلى الخلف أو الأمام أو الوقوف ساكنين، ووجدوا أن الذين يمشون بشكل عكسي “يتذكرون باستمرار المزيد عن الفيديو أكثر من الآخرين”.
المشي إلى الخلف يستخدم عضلات أقل نشاطا في حالة المشي إلى الأمام، مثل ربلة الساق
وأوضح أن “المشي إلى الخلف ينشط أجزاء مختلفة من الدماغ مقارنة بالمشي إلى الأمام”، ما يساعد على “تعبئة موارد الدماغ”، ويشمل ذلك قشرة الفص الجبهي، التي تشارك في التخطيط وصنع القرار والذاكرة.
وقالت البروفيسورة جانيت دوفيك من جامعة نيفادا بلاس فيغاس، والتي كانت ضيفة في البودكاست، إن إحدى الفوائد الرئيسية للمشي العكسي هي “الاستخدام المختلف لمجموعات العضلات الرئيسية”، والتي يمكن أن تسهم في علاج آلام الظهر.
وأوضح موسلي أن العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الساقين، أوتار الركبة، تمتد عند المشي إلى الخلف.
وأضافت دوفيك أن “وجود التمدد يسمح بنطاق أكبر من الحركة وبالتالي يقلل الضغط على الظهر”.
وأشارت إلى أنها أجرت دراسة صغيرة على رياضيين وجدت فيها أن 80 في المئة منهم تمكنوا من تخفيف آلام الظهر من خلال المشي العكسي. وقالت إن هذه الممارسة يمكن أن تساعد على “تحسين الاستقرار والتوازن”.
ووجدت أن كبار السن الذين ساروا لمدة 15 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع، لمدة أربعة أسابيع، كانوا قادرين على تحسين توازنهم.
واقترحت دوفيك الشروع في تجربة المشي العكسي ببطء وزيادة السرعة بشكل تدريجي لفترة أطول من الوقت، وأوصت بالبدء بدقيقة أو دقيقتين، ثم إضافة دقيقة أخرى كل يومين.