ما تأثير أمراض القلب على الحياة الجنسية للأفراد؟

ممارسة الجنس تعمل على تدريب الجهاز القلبي الوعائي وتساعد على إفراز هرمونات السعادة.
الجمعة 2023/11/17
ممارسة الجنس عبء على الجهاز القلبي الوعائي

دوسلدورف (ألمانيا) - بعد الإصابة بأزمة قلبية أو إجراء عملية لصمام القلب أو تركيب منظم لضربات القلب أو مزيل للرجفان الأذيني كثيرا ما يتبادر إلى ذهن المريض السؤال التالي: ما مدى تأثير الأمراض القلبية على الحياة الجنسية؟

وللإجابة عن هذا السؤال، أوضح الدكتور كريستوف فالد أن ممارسة الجنس تعمل على تدريب الجهاز القلبي الوعائي، فضلا عن أنها تساعد على إفراز هرمونات السعادة، مما يعد مفيدا للحالة النفسية.

وأضاف طبيب القلب الألماني أنه يمكن لمريض القلب ممارسة الجنس بشرط تناول الأدوية بانتظام مع مراعاة ممارسة الجنس باعتدال ودون أن يثقل كاهله، نظرا لأن ممارسة الجنس تعد عملية شاقة وتشكل عبئا كبيرا على الجهاز القلبي الوعائي، حيث إنها تؤدي على سبيل المثال إلى ارتفاع ضغط الدم.

أدوية فشل القلب قد تقلل الرغبة الجنسية أو تسبب آثارا جانبية غير مرضية من الناحية الجنسية لدى الكهول

لذا شدد طبيب القلب الألماني على ضرورة الانتباه إلى العلامات التحذيرية، التي تشير إلى تعرض الجهاز القلبي الوعائي للإرهاق، والمتمثلة في ضيق التنفس الشديد والشعور بضغط على الصدر وخفقان القلب وعدم انتظام ضربات القلب.

وذكرت جمعية القلب الأميركية مؤخرا أنه لا يوجد مانع من العودة إلى النشاط الجنسي بعد الإصابة بالأزمة القلبية، طالما اتخذت الاحتياطات المناسبة.

وقالت جمعية القلب الأميركية بخصوص مرضى القلب والجنس، وخاصة الأشخاص الذين يصابون بالنوبة القلبية ويتعافون منها، إنه يمكنهم القيام بالنشاط الجنسي دون خوف. وأضافت في بيان أنه يجب على النساء تلقي المشورة بشأن وسائل منع الحمل لأن الحمل غير المرغوب فيه قد يكون له تأثير سلبي على القلب، في حين أن الرجال يجب أن يكونوا حذرين عند أخذ الأدوية لعلاج الانتصاب التي قد تكون خطرة على القلب.

ووفقا لمعدي البيان، ومن بينهم خبراء في أمراض القلب، وخبراء اللياقة واختصاصو المشورة الجنسية، فالنشاط الجنسي هو قضية هامة وملحة لجودة حياة الرجال والنساء الذين يعانون من أمراض القلب ولأزواجهن وزوجاتهم، لكن لسوء الحظ، فهذه أيضا قضية لا تحظى باهتمام ضمن الإطار السريري ولا يتم طرحها في محادثات المرضى مع أطبائهم نتيجة عدم الراحة والحرج من الحديث حول هذا الموضوع.

وعادةً ما تشبه العلاقة الجنسية ممارسة التمارين الرياضية معتدلة المستوى، فهي تقع بوجه عام في نفس مستوى النشاط المبذول أثناء صعود مجموعة أو اثنتين من الدرج. لذا ليس غريبًا أن يقلق المصابون بفشل القلب من الضرر الذي قد تسببه ممارسة العلاقة الجنسية لقلوبهم، وخاصةً بعد إجرائهم عملية جراحية. بالإضافة إلى ذلك، قد تقلل أدوية فشل القلب الرغبة الجنسية أو تسبب آثارًا جانبية غير مُرضية من الناحية الجنسية. يقول أكثر من نصف الأشخاص المصابين بفشل القلب إنهم يمارسون الجنس بمعدل أقل أو لا يمارسونه على الإطلاق بسبب حالة قلبهم. كما أبلغ حوالي 3 من كل 10 أشخاص، أو أكثر قليلا، عن تعرضهم لمشاكل في الأداء الجنسي.

عادةً ما تشبه العلاقة الجنسية ممارسة التمارين الرياضية معتدلة المستوى، فهي تقع بوجه عام في نفس مستوى النشاط المبذول أثناء صعود مجموعة أو اثنتين من الدرج

وتذكر جمعية القلب الأميركية أن ممارسة العلاقة الجنسية نادرا ما تسبب نوبات قلبية. لكن سيكون من الأفضل تجنبها حتى يخبر الطبيب المريض بأن حالة قلبه مستقرة. فعلى سبيل المثال، سيكون المريض معرضًا بنسبة كبيرة لخطر حدوث مضاعفات أثناء ممارسة العلاقة الجنسية إذا كان مصابًا بفشل القلب من الدرجة الرابعة حسب تصنيف جمعية القلب في نيويورك، أو إذا كان قد أجرى جراحة في القلب خلال الأسبوع أو الأسبوعين السابقين للممارسة.

ويجب عليه تناول كل أدويته وفق إرشادات الطبيب. وعدم تفويت أدوية القلب خشية الإصابة بآثار جانبية على الصحة الجنسية. وكذلك ينبغي عليه ألا يجرب الأعشاب أو المكملات الغذائية التي تهدف إلى تعزيز الرغبة الجنسية.

إذا كان يواجه أي صعوبات من الناحية الجنسية، فلا يخجل من استشارة الطبيب.

وتوصي جمعية القلب الأميركية والجمعية الأوروبية لأمراض القلب بأن يُجرى فحص كل شخص مصاب بأمراض القلب للكشف عن المشكلات الجنسية التي تواجهه وتقديم المشورة كجزء من إعادة تأهيله. كما يمكن أن تساعد الاستشارات الجنسية في وجود الزوجة على الإجابة عن الاستفسارات وتقوية الأجواء الحميمة وتقديم نصائح مفيدة حول كيفية استئناف العلاقة الجنسية بأمان.

16