جيل جديد من الأقمار الاصطناعية يتيح قراءة أدق للأحوال الجوية

القمران الاصطناعيان "أي" و"بي" سيمكّنان مهندسي الأرصاد الجوية من تحسين رصدهم من خلال توفير بيانات جديدة لهم.
الأحد 2023/11/12
تحسين توقعات الطقس

تولوز (فرنسا) - كشفت شركة “أيرباص ديفنس أند سبيس” الجمعة في مدينة تولوز الفرنسية عن جيلين جديدين من الأقمار الاصطناعية المخصصة للأرصاد الجوية، تتيح الأدوات المتوافرة فيهما تعزيز مراقبة ظواهر الطقس وتحسين التنبؤات في شأنه.

وأوضح المسؤول في شركة “أيرباص” رونيه فايار أن القمرين الاصطناعيين “أي” و”بي” سيمكّنان مهندسي الأرصاد الجوية من تحسين رصدهم من خلال توفير بيانات جديدة لهم.

وأضاف أن صور أداة “آيس كلاود إيمدجس” الموضوعة على القمر الصناعي “ميت – أوب بي” ستسمح مثلاً “بقياس جزيئات الجليد في السحب للمرة الأولى عالمياً”.

وأضاف فايار أن الأجهزة الموجودة في القمرين الجديدين ستعطي معلومات عن حال الغلاف الجوي لجهة الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة والسحب وهطول الأمطار. وكلما زادت البيانات المتوافرة، زادت دقة التوقعات، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز القدرة على استباق العواصف والأعاصير.

أما رئيس قسم المراقبة في المركز الوطني لبحوث الأرصاد الجوية التابع لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية “ميتيو فرانس” فيليب شامبون فأشار إلى أن “التأثير الأقوى سيكون في مجال التوقعات قصيرة المدى أي ليوم واحد أو اثنين”.

الأجهزة الموجودة في القمرين ستعطي معلومات عن حال الغلاف الجوي لجهة الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة والسحب وهطول الأمطار

وذكّر بأن المراقبة من الفضاء أدّت منذ سبعينات القرن العشرين إلى ثورة في مجال الأرصاد الجوية، ملاحظاً أن المواطنين باتوا أكثر تطلباً في ما يتعلق بموثوقية التوقعات.

وأبرزَ أن ثمة “مجالًا كبيراً للتقدم في التنبؤ بشكل أفضل بهذه الأحداث المكثفة التي تؤثر بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد”، مؤكداً أن “لا مثيل على مستوى العالم للأدوات التي زُوِّد بها الجيل الثاني من ‘ميت أوب'”، واصفاً إياهاً بأنها “الأقمار الاصطناعية الأكثر اكتمالا حتى الآن، وهي من أعاجيب التكنولوجيا فعلاً”.

وحُدد ديسمبر 2025 موعداً لإطلاق القمرين الاصطناعيين اللذين يزن كل منهما 4.3 أطنان من قاعدة كورو في غويانا، على أن يوضعا في مدار قطبي على ارتفاع 832 كيلومتراً. وسيحل القمران محل الجيل الأول من أقمار “ميت أوب” الاصطناعية التي تعمل منذ عام 2002.

ولدى دخول القمرين الاصطناعيين الجديدين الخدمة، سيتفوقان من الناحية التكنولوجية على الأقمار الأميركية التي تحتل الصدارة راهناً، إذ تتنافس أوروبا والولايات المتحدة على الريادة في المجال، بحسب أيرباص.

وقُدّر العمر الافتراضي للقمرين الاصطناعيين الجديدين، اللذين بُنيا في تولوز وفريدريشهافن (جنوب ألمانيا) بطلب من المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية، بسبع سنوات ونصف السنة.

وسيتم استبدالهما لضمان استمرارية البرنامج حتى نهاية أربعينات القرن الحادي والعشرين.

وشددت روزماري مونرو من المنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الاصطناعية للأرصاد الجوية على أن لتحسين توقعات الطقس منافع اقتصادية في حال ساهمت في تجنب تدمير البنية التحتية والمحاصيل أثناء الكوارث الطبيعية.

Thumbnail

وقدّرت قيمة المنافع بـ63 مليار يورو على مدى 21 عامًا، وهي المدة المتوقعة لتشغيل الجيل الثاني من أقمار “ميت أوب” الاصطناعية.

وشرحت أن “التنبؤات الأكثر كفاءة تؤدي إلى توقع أفضل للعواصف العنيفة، ويمكن تالياً الحد من الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية والمحاصيل”.

وستكون للجيل الجديد من الأقمار الاصطناعية منافع في مجال الطيران أيضاً لجهة إدارة حركة الرحلات.

وقالت مونرو “من المعلوم أن المناخ يتغير، ونحن بحاجة إلى المزيد من البيانات من الأقمار الصناعية للتكيف”.

وبالإضافة إلى توقعات الطقس، سيكون قياس آثار التلوث وجودة الهواء من مهام القمرين الاصطناعيين أيضاً.

وسيحمل أحد القمرين الاصطناعيين أيضاً وحدة “أرغوس-4” التي تتيح تحديد مواقع نداءات الاستغاثة الصادرة من أجهزة “أرغوس” لتحديد المواقع الجغرافية البحرية.

13