البردي والنخيل في أسبوع دبي للتصاميم

المعرض يوفر مساحة لدعم التواصل بين جيل الرواد والأجيال الناشئة واستكشاف آخر توجهات عالم التصميم، إضافة إلى كونه منصة لعرض أحدث التوجهات والابتكارات في عالم التصميم.
الجمعة 2023/11/10
الاستدامة هي المستقبل

تتطور موهبة الشباب في جميع الفنون من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين في المعارض والملتقيات والورش، وفي أسبوع دبي للتصاميم برزت نماذج وتصميمات لشباب إماراتيين اعتمدوا على مواد بسيطة مثل البردي والنخيل.

دبي – يبرز معرض “مصممون من الإمارات” المقام ضمن فعاليات “داون تاون ديزاين” كمنصة بارزة في فعاليات أسبوع دبي للتصميم خلال الفترة من 7 إلى 12 نوفمبر الجاري، إذ يواصل المصممون والمهندسون استعراض برامجهم وتصميماتهم المستدامة عبر معارض فنية وفعاليات مؤقتة وجلسات نقاش وورش عمل عملية وأعمال تركيبية.

ويعرض “داون تاون ديزاين” أكثر من 300 مصمّم وعلامة تجارية عالمية وإقليمية من أكثر من 40 دولة، في دورته العاشرة هذا العام. كما يرحب ببعض العلامات التجارية الأكثر رواجًا على مستوى العالم.

ويرى المصممون المشاركون أن المعرض يوفر مساحة لدعم التواصل بين جيل الرواد والأجيال الناشئة واستكشاف آخر توجهات عالم التصميم، إضافة إلى كونه منصة لعرض أحدث التوجهات والابتكارات في عالم التصميم.

وقالت فاطمة المحمود القائمة على معرض “مصممون من الإمارات” في “داون تاون ديزاين” إن “هناك مشاركات لنحو 30 مبدعاً يستعرضون 23 عملا إبداعيا تتسم بجمعها بين أصحاب الخبرة والمصممين الصاعدين”، لافتة إلى أن معايير المعرض تستند إلى الاستدامة وكيفية تصميم مساحات معيشية جديدة تحافظ على البيئة في شقيها سواء من المواد الخام المستخدمة أو أدوات التصنيع.

ولفتت المحمود إلى أن المعروضات والتصاميم الموجودة في المعرض جميعها مصنعة داخل الإمارات، مؤكدة أن الأعمال مستوحاة من التراث الإماراتي وأدوات من الطبيعة والبحر وجميعها تستطيع أن تنافس تصميمات عالمية.

oo

أما المصمم ماجد البستكي فقال إن عمله الفني “استراحة النخلة” مستوحى من المشاهد التقليدية للأجداد المزارعين الإماراتيين وهم يستريحون وسط الطبيعة المليئة بأشجار النخيل، مضيفاً أنه تمت إعادة استخدام جذع النخيل، رمز المرونة والمثابرة، من أشجار من مصادر محلية، مما يخلق خيطًا سرديا للاستدامة.

وذكر أنه استنادًا إلى غنى هذا التراث تم استخدامه في تصميم مقعد بأشجار النخيل المحلية من خلال عرض جذع نخيل موضوع أفقيًا كنقطة محورية، مما يثير ارتباطًا عميقا بالطبيعة وتجسيداً للتصميم المستدام داخل إطار معدني أسود أنيق، وهو ما يؤدي إلى تصميم يبدو عصريًا ولكنه مرتبط بالثقافة الإماراتية ارتباطا وثيقا.

وتحت لافتة “الثريا والثريا” تقف ثلاث فتيات إماراتيات، هن آمنة بن بشر ودنى عجلان ودانية عجلان، يشرحن عملهن المبتكر بعنوان “الثريا والثريا”، وهو عبارة عن مجموعة تحتفي بمنطقة الخليج عامة وبالتراث الإماراتي الغني خاصة من خلال استلهامها فكرة صندوق “المندوس” التقليدي، ويحمل هذا الصندوق الخشبي أهمية تاريخية حيث تم استخدامه للحفاظ على الأشياء الثمينة.

وذكرت الفتيات لوكالة الأنباء الإماراتية (وام) أنه من خلال الحفاظ على هيكل صندوق “المندوس” وإعادة استخدامه استطعـن أن يقدمن حلاً متعدد الاستخدامات يجمع بين التخزين والمقاعد، كما تم تزيين المجموعة بأزرار متدرجة ومركّبة وتشكل تمثيلاً عصريًا لصورة الكثبان الرملية، مع دمج المواد المستدامة مثل الزجاج المعاد تدويره والذي يتماشى مع الالتزام بالتصميم المستدام.

وتأكيداً على أهمية الخامات المستوحاة من الطبيعة القديمة برزت “عودة البردي – بيبلوس” للمصممة المصرية آية موج، والتي اعتمدت في تركيباتها على خامات من ورق البردي الذي اشتهر به المصريون القدماء.

oo

واستعرضت المصممة المصرية كيفية استخدام نبات البردي الذي سمي قديماً “بيبلوس”، فبدلاً من أن يتعرض النبات للانقراض وعدم الاهتمام يتم تحويله إلى مواد خام صلبة وصديقة للبيئة، لافتة إلى أن تلك الخامات المستخدمة تعتبر من المواد الخام البديلة عن الرخام والأحجار، كما يمكن استخدام الخامات الجديدة بطريقة سلسة وسهلة في التشكيل من أجل تصميم أثاث عصري مستدام مع ألوان تناسب كل الأذواق.

ويعد أسبوع دبي للتصميم ركيزة أساسية تتماشى مع مكانة دبي باعتبارها عاصمة التصميم والإبداع في منطقة الشرق الأوسط وترسخ موقعها المتميز ضمن منظمة اليونسكو، ويستقبل أكثر من 500 مصمم ومهندس ومبدع من أكثر من 40 دولة.

وتعود مسابقة التصميم السنوية “أشغال مدنية” هذا العام من خلال دعوة المصممين والمهندسين المعماريين إلى تقديم مقترحات مشاريع مبتكرة لتصاميم أثاث خارجي في المناطق العامة، والفائز في هذا العام هو المهندس السوري أحمد القطان عبر مشروعه “ديزاينست” عن عمل مستوحى من الأهمية الثقافية لأبراج الحمام في شبه الجزيرة العربية، ويتم الكشف عن مشروعه في حي دبي للتصميم.

يذكر أن أسبوع دبي للتصميم شهد منذ انطلاقه في عام 2015 تطوراً مستمراً ليصبح من أبرز الأحداث العالمية في مجال التصميم، بفضل مجموعة برامجه الغنية والمتنوعة، والصدى العالمي الذي أحدثه والتزامه بدعم الابتكار والمواهب المحلية.

18