ضعف السمع يرفع خطر الإصابة بالخرف

برلين - حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة من أن ضعف السمع يرفع خطر الإصابة بالخرف؛ نظرا لأنه يتسبب في تراجع الأداء الذهني والإدراكي وتدهور الذاكرة.
وأوضحت الرابطة أن ضعف السمع يرجع إلى أسباب عدة تتمثل في التقدم في السن؛ حيث تتدهور حاسة السمع بدءا من عمر 50 عاما، وتمزق طبلة الأذن، والتهابات الأذن مثل التهاب الأذن الوسطى والتهاب السحايا أو التهاب الأعصاب، والتعرض المفرط للضوضاء الصاخبة، وتضيق القناة السمعية بسبب نمو العظام في الأذن.
وقد يندرج ضعف السمع أيضا ضمن العواقب طويلة المدى لبعض الأمراض الخطيرة في الدماغ مثل السكتة الدماغية أو النزيف الدماغي أو الورم.
وينبغي علاج ضعف السمع على وجه السرعة للحفاظ على القدرة على التواصل مع الآخرين، ومن ثم الحد من خطر الإصابة بالخرف. ولتحسين حاسة السمع يمكن اللجوء إلى استعمال سماعة أذن طبية، إلى جانب علاج الأسباب المؤدية إلى ضعف السمع، على سبيل المثال الأدوية لعلاج العدوى والالتهابات والجراحة في حالة تمزق طبلة الأذن.
ولا تزال الأوساط الطبية تعيد التذكير بأهمية المعالجة الطبية لحالات ضعف السمع والصمم لدى الأطفال والبالغين، وتعطي الأمر أهمية أكبر تفوق التي يُقدرها المُصابون بهذه المشكلة الصحية. وضمن عدد 8 أغسطس من مجلة “لانست” الطبية، أفاد تقرير لجنة “لانست” 2020 للوقاية من الخرف، والتدخل، والرعاية بأن من بين مجموعة عوامل الخطورة القابلة للتعديل لارتفاع احتمالات الإصابة بالخرف، وعددها اثنا عشر عاملاً، فإن ضعف السمع احتل النسبة الأعلى في عمق التأثير الصحي للتسبب باحتمالات الإصابة بالخرف وضعف الذاكرة.
ضعف السمع يرجع إلى أسباب عدة من أبرزها التقدم في السن حيث تتدهور حاسة السمع بدءا من عمر 50 عاما
وأوضح التقرير أن مجموعة العناصر الرئيسية التالية: تدني مستوى التعليم، ارتفاع ضغط الدم، ضعف السمع، التدخين، السمنة، الاكتئاب، الخمول البدني، مرض السكري، ندرة التواصل الاجتماعي، تلوث الهواء، إصابات الرأس في الحوادث وتناول الكحول، تمثل في الواقع اثني عشر عامل خطورة كل منها قابل للتعديل للإصابة بالخرف، وأن استهداف الاهتمام بها جميعاً والتثقيف الطبي حولها لعموم الناس والعمل العلاجي على التخفيف من تأثيراتها الصحية، تثمر خفض احتمالات الإصابة بالخرف وتأخير الإصابة به بنسبة تتجاوز أكثر من 40 في المئة.
وعندما قام الباحثون بتقييم مدى مساهمة كل عامل خطورة من العوامل الاثني عشر في الإصابة بالخرف، مُعبرا عنه بالجزء المنسوب إلى السكان “بي.إي.أف”، كان لفقدان السمع التأثير الأكبر.
ومصطلح “بي.إي.أف” يُقصد به نسبة حصول مشكلة صحية ما (الخرف مثلاً) بين الناس، بسبب وجود عامل خطورة معين (ضعف السمع مثلاً) لديهم. ما يعني أن عمق تداعيات ضعف السمع على الذاكرة أقوى ضرراً وتسبباً بالخرف مقارنة بمدى احتمالات تسبب أي من العوامل الأخرى بالخرف.
وعلق البروفيسور جيل ليفينغستون من كلية لندن الجامعية ورئيس فريق إعداد التقرير بالقول “الدليل على أن فقدان السمع هو أحد أهم عوامل خطورة الإصابة بالخرف، هو دليل قوي للغاية. وتظهر الدراسات الجديدة أن تصحيح فقدان السمع باستخدام السماعة يبطل أي خطر متزايد لضعف السمع مستقبلاً على الذاكرة”.
وأوضح أن فقدان السمع مشكلة شائعة، وينطوي على مخاطر نسبية عالية للإصابة بالخرف، لذا هو يسهم بقدر كبير في حالات الخرف. وهو جانب يمكننا تقليله بسهولة نسبياً عن طريق تشجيع استخدام المُعينات السمعيّة. ويجب أن يكون الحصول عليها أكثر سهولة، وأكثر راحة، وأكثر قبولاً، ويمكن أن يحدث ذلك فرقاً كبيراً في الحد من حالات الخرف في المستقبل.