"كوب 28" يعزز مكانة الإمارات وجهة للسياحة المستدامة

المؤتمر يفتح الأبواب واسعة أمام محبي البيئة والطبيعة.
السبت 2023/10/28
وجهة لسياحة المؤتمرات

تسعى دولة الإمارات للترويج للسياحة من خلال مؤتمر المناخ "كوب 28" الذي سيحضره أكثر من 70 ألف مشارك من كافة أنحاء العالم كما سيكون محط اهتمام وسائل الإعلام، وهي فرصة للاطلاع على الوجهات السياحية المتنوعة من الفنادق الفخمة إلى المحميات الطبيعية التي تعد رافدا من روافد السياحة المستدامة.

أبوظبي - رسّخت الإمارات مكانتها كوجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وغدت جسراً يربط بين الشرق والغرب وواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في هذا النوع من السياحة.

وتشكِّل استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28” خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي نقلة نوعية للسياحة في الإمارات، حيث يفتح المؤتمر الأبواب واسعة أمام محبي السياحة بشكل عام والسياحة البيئية والمستدامة بشكل خاص.

وتبنت الإمارات إستراتيجيات رائدة لتعزيز الاستدامة في قطاع السياحة، وتبرز في هذا الخصوص “الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031” التي أطلقتها العام الماضي بوصفها واحدة من أهم أهداف السنوات المقبلة. وتهدف الإستراتيجية إلى ترسيخ مكانة الإمارات كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال جذب استثمارات سياحية إضافية، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليونا.

◙ صحراء فاخرة
◙ صحراء فاخرة

ويعد مؤتمر المناخ فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم إلى الوجهات السياحية الصديقة للبيئة في الإمارات، والمحميات الطبيعية المتفردة على مستوى العالم، وكذلك تسليط الضوء على قصة نجاح الدولة في الانتقال من بيئة صحراوية إلى وجهة سياحية عالمية تجمع بين عراقة الجذور وحداثة البنى التحتية والخدمات العصرية التي تنافس أهم الدول على مستوى العالم.

وتجلى ذلك في وجهاتها السياحية الفاخرة، وهندستها المعمارية المذهلة واحتضانها لـ”برج خليفة”، أعلى برج في العالم، وكذلك احتضانها لمتحف اللوفر - أبوظبي ومتحف دبي ومتحف المستقبل، وتقديمها خيارات متنوعة للإقامة والزيارة والسياحة على امتداد التنوع الجغرافي بين الصحاري والجبال والشواطئ المميزة، فضلاً عن موروثها الثقافي الذي يقدم رسالة إنسانية جسدتها قيم التسامح والتعايش التي تنعم بها وتدعو إليها دولة الإمارات.

وسيحتضن مؤتمر “كوب 28” أكثر من 70 ألف مشارك من كافة أنحاء العالم، وسيطّلعون بلا شك على قصة نجاح البلاد في تبني الاستدامة ضمن أجندتها السياحية نظراً لما تحظى به السياحة المستدامة من أهمية كبيرة ضمن الرؤية المستقبلية للإمارات، وبرهنت على ذلك من خلال بنيتها التحتية المستدامة وفنادقها الخضراء. وتبرز أهمية استضافة مؤتمر “كوب 28” في لفت أنظار العالم إلى الإمارات، وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، ومناقشة قضايا التغير المناخي ووضع التصورات والحلول لها.

وجاء اختيار مدينة إكسبو دبي لاحتضان فعاليات المؤتمر ليربط بين القضايا العالمية الملحة والمعطيات الإنسانية التي جسدها “إكسبو 2020 دبي” في جمع العالم في بقعة واحدة على مدى 6 أشهر، وقدمت من خلاله الإمارات مثالاً ساطعاً عن إمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة البشرية، كما تقدم مدينة إكسبو دبي ترجمة واقعية بشأن مفهومها للاستدامة وتحقيق أفضل طرق العيش التي تجمع بين الرفاهية وحماية الأرض.

◙ مؤتمر المناخ فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم إلى الوجهات السياحية الصديقة للبيئة في الإمارات

كذلك تمثل دبي إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، لاسيما بعد فوزها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع تريب أدفايزر للعام الثاني على التوالي، وذلك بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة وبنية تحتية متطورة وما تقدمه من تجارب فريدة وخدمات راقية.

ويظهر الدور المميز لمؤتمر المناخ في التعريف بالوجهات السياحية في الإمارات نظراً للأهمية الكبيرة لسياحة المعارض والمؤتمرات بشكل عام بوصفها أحد أهم أنماط السياحة التي تعد فرصة لتوجيه أنظار العالم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى البلد المضيف والوقوف على أبرز المعالم السياحية فيه، الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة لتشجيع الزوار للتعرف على معالم الإمارات، لاسيما مع وجود شبكة واسعة نشطة من الناقلات الجوية التي تربط الإمارات بمختلف دول العالم.

في الوقت ذاته يفسح المؤتمر المجال لتقديم حلول عملية لآليات تكيف صناعة السفر مع أزمة المناخ العالمية، إذ وفقاً لدراسات وأبحاث دولية يتسبب قطاع السياحة والسفر بما نسبته 9 إلى 12 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم، 8 في المئة منها لقطاع الضيافة ونحو 2.8 في المئة لقطاع الطيران، الأمر الذي يتطلب تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 66 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2050.

وتحافظ الإمارات في جميع خططها السياحية على الاعتبارات البيئية للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية. وشهدت السياحة البيئية في الإمارات خلال العقدين الأخيرين نمواً كبيراً، كونها تستهدف فئة السياح الذين يبحثون عن تجارب سياحية تساهم في المحافظة على البيئة والإرث الوطني.

محميات رحبة
◙ محميات رحبة

وتعتبر المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية. ويعد مؤتمر "كوب 28" إحدى المحطات الداعمة لقطاع الطيران وانتعاش الرحلات الجوية بين الإمارات ودول العالم، لاسيما مع استضافة المؤتمر لأكثر من 70 ألف مشارك يستفيدون من شبكة واسعة نشطة للناقلات الوطنية التي تفوقت بجدارة على العديد من نظيراتها إقليميا وعالمياً من حيث عدد الوجهات والأداء التشغيلي والخدمات المقدمة للمسافرين.

ومن المتوقع أن يترافق مع المؤتمر ازدياد طلبات الحجز على الفنادق وزيادة نسبة الإشغال سواء من المشاركين أو من الزوار في المنطقة للوقوف على الحدث العالمي الكبير. وتشجع الإمارات الفنادق على تبني إستراتيجيات صديقة للبيئة والعمل على تقليل التلوث البيئي، لاسيما في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة المؤتمر وذلك من خلال تطبيق ممارسات خضراء في أعمال الإنشاء، والصيانة، والخدمات، وتقليل إهدار الطعام، وتوفير الطاقة النظيفة، وإدارة استهلاك المياه، والحد من الانبعاثات الكربونية.

في المقابل، أبدى القطاع الفندقي التزامه الكبير بالسعي نحو تعزيز وترسيخ الممارسات الواعية بيئياً، حيث تعمل الفنادق داخل البلاد على مضاعفة جهودها لتحقيق إستراتيجية الحياد المناخي بحلول 2050، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري عبر اعتماد حلول مبتكرة وسياسات وإستراتيجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.

◙ مؤتمر فاعل

16