تمارين الكارديو المريحة أحدث اتجاهات عالم الرياضة واللياقة البدنية

يعد الركض المريح في الحديقة مع الاستماع إلى بودكاست ممتع أو ممارسة تمارين قوة التحمل في المنزل أثناء مشاهدة المسلسل المفضل في ظل إضاءة حالمة، توجها جديدا في عالم الرياضة واللياقة البدنية يعرف بتمارين الكارديو المريحة. وتعتبر هذه التمارين بمثابة سلاح فعال لمحاربة التوتر النفسي والأمراض المترتبة عليه.
ساربروكن (ألمانيا) - تمثل تمارين الكارديو المريحة أحدث اتجاهات عالم الرياضة واللياقة البدنية حاليا.
وأوضح دانيال كابتاين المُحاضر في الجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية، أن تمارين الكارديو المريحة هي اتجاه جديد يتمثل في ممارسة تمارين قوة التحمل على نحو مريح وممتع، وليس على نحو شاق ومتعب.
ومن أمثلة الاتجاه الجديد الركض المريح في الحديقة مع الاستماع إلى بودكاست ممتع أو ممارسة تمارين قوة التحمل في المنزل أثناء مشاهدة المسلسل المفضل في ظل إضاءة حالمة.
وعن مميزات هذا الاتجاه، أوضح كابتاين أن تمارين الكارديو المريحة تعمل على تسهيل ممارسة التمارين الرياضية بشكل كاف في الحياة اليومية، مشيرا إلى أن النشاط البدني منخفض الشدة يعمل على تحفيز الجهاز القلبي الوعائي، ويساعد على تليين المفاصل وتنشيط العضلات على نحو مريح ولطيف للغاية.
وبالإضافة إلى ذلك، تعد تمارين الكارديو المريحة سلاحا فعالا لمحاربة التوتر النفسي والأمراض المترتبة عليه.
ويشير خبراء اللياقة البنية إلى أن واحدة من الإشكاليات التي تواجهها كثيرات عند ممارستهن الرياضة هي افتقادهن إلى الشعور بالمتعة المفترض أن يكون حاضرا وقت ممارسة أي تمارين، حتى وإن كانت التمارين من النوع الشديد الذي يحتم على ممارسيه ضرورة الضغط على أنفسهم ليستفيدوا منها.
تمارين الكارديو المريحة اتجاه جديد يتمثل في ممارسة تمارين قوة التحمل على نحو مريح وممتع، وليس على نحو شاق
وانطلاقا من تلك الإشكالية، جاءت فكرة تحويل التمارين من كونها مجهودا بدنيا يجب تحمله إلى شيء ترفيهي يمكن الاستمتاع بأدائه، وظهر مؤخرا ترند جديد على منصة تيك توك يعرف بتمارين الكارديو المريحة، حيث تحدث عن فكرته حساب يدعى “هوب زيكربراو” في مجموعة فيديوهات ملخصها ضرورة توفير الأجواء التي تبعث على الاسترخاء وقت ممارسة الرياضة.
وتنطوي فكرة الترند على استخدام إضاءة خافتة وشموع معطرة ومشروبات صحية مثل القهوة البروتينية أو مشروب الطاقة وكوب كبير ممتلئ بالماء وتشغيل برنامج تلفزيوني، وذلك لضمان توفير كافة الأجواء التي من شأنها ضمان الشعور بالاستمتاع للمرأة عند ممارسة التمارين الرياضية.
والمميز في التمرين أنه من الممكن تطبيقه في المنزل خلال ارتداء البنطلونات الرياضية أو البيجامات المريحة وحتى الجوارب في أجواء تشبه الأجواء الموجودة في المنتجعات الصحية الشهيرة.
وقالت المدربة الشخصية لوسي كوان إن الهدف من تمارين الكارديو المريحة هو توفير شعور الاستمتاع أثناء ممارستها، وأنه بدلا من الانخراط في نوعية التمارين عالية الكثافة وغزيرة التعرق، يمكن المشاركة في النشاطات التي تشعر المتدربين بارتياح وتمنحهم بعض الحيوية في نفس الوقت، وبالتالي الاستفادة بشكل مميز على الصعيدين البدني والنفسي.
كما يعد التمرين بديلا مميزا لمن يستصعبون ممارسة التمارين عالية الكثافة، حيث تساعدهم على البدء بشكل صحيح وتضعهم على المسار الذي يضمن لهم الاستفادة من ممارسة الرياضة.
وممارسة التمرين غاية في البساطة، إذ كل ما على المرأة فعله هو الاشتراك في تمرين بسيط منخفض الكثافة لمدة تتراوح من 40 إلى 60 دقيقة أثناء مشاهدة برنامجها التلفزيوني المفضل أو أثناء استماعها لحلقات البودكاست التي تحرص على متابعتها، ويمكن القول إن الفكرة من الترند هي إضفاء طابع الرومانسية على التمارين الرياضية للمداومة عليها والاستمتاع بتأديتها.
وقال خبير اللياقة البدنية المقيم في مانهاتن بنيويورك سادي كورزبان إن الترند المنتشر حاليا يعد خيارا رائعا لمن يود ممارسة الرياضة في أي مكان يشعر فيه بالراحة والاستمتاع معا.

والجيد أنه يمكن ممارسة ذلك التمرين، بما ينطوي عليه من تفاصيل، في أي وقت من اليوم، سواء في الصباح، بعد الظهر أو في المساء، حين يتسنى للمتدرب الوقت المناسب للاسترخاء والاستمتاع.
ومع أن الترند اسمه “تمارين الكارديو المريحة”، لكن يبقى بإمكان المرأة ممارسة أي نوع من أنواع التمارين، مثل اليوغا، تمرين الجسم بالكامل، روتين الرقص، تمارين الهيت أو حتى البيلاتس، ففكرة الترند غير مرتبطة بنوع التمرين، وإنما بإيجاد وقت للنفس والتواصل مع الجسد.
ومن أحد الأسباب التي تجعل الفرد يشعر بالرضا بعد ممارسة الرياضة هو أنها تتسبب في إفراز هرمون السعادة المعروف بالإندورفين، فضلا عن الشعور بالراحة الذي يخلص الفرد من أجواء التوتر عند تحريك الجسم وإشراكه في بعض التمارين التي تعزز من حيويته، ويمكن القول إن ترند تمارين الكارديو المريحة الرائج حاليا يعد طريقة رائعة لجعل التمارين أحد أشكال العناية بالذات.
وتعد تمارين الكارديو من أهم التمارين الرياضيّة التي تُمارس بشكل كبير وعلى نطاق واسع، وهي تتطلب مجهوداً عالياً ورشاقة، فهي ترفع معدل نبضات القلب لمدة طويلة نوعاً ما، لذلك تعتبر من أفضل التمارين لجسم الإنسان. وتعتمد تمارين الكارديو بشكل رئيسي على حرق الأكسجين وسكر الدم في الجسم لإنتاج الطاقة، وبالتالي فهي من أهم التمارين التي تُمارس لخسارة الوزن وحرق الدهون في مختلف أنحاء الجسم.
وتُقسم تمارين الكارديو إلى قسمين رئيسيين بحسب شدة التمرين، وهما الكارديو بسرعة ثابتة مثل المشي بسرعة ثابتة لمدة نصف ساعة، وتمارين بسرعة متفاوتة الشدة والسرعة أو عالية الشدة مثل “هيت”.
ويعد المشي الأكثر ممارسة من بين التمارين الأخرى نظراً إلى سهولة أدائه وفعاليته في حرق الدهون، كما يعد مناسباً لجميع فئات الأعمار بالإضافة إلى الحوامل أيضاً، ويمكن أداء التمرين في أي مكان مفضل أو مريح، وتجدر الإشارة إلى أنّ تمرين المشي يحرق 300 سعرة حرارية أو أكثر.
وتعتبر تمارين الكارديو من التمارين الرياضيّة الخفيفة، والتي من شأنها أن ترفع معدل نبضات القلب وتقوية عضلته مما يزيد الشعيرات الدموية ونسبة الأكسجين في الجسم، وينتج عنها حرق للدهون بشكل أكبر، حيث تتم ممارستها بشكل مُتدرج حتى ينتج الجسم العرق بشكل معتدل. فعندما يكون الشخص لا يستطيع الكلام خلال ممارسة الرياضة فذلك يعني أنّ التمرين خاطئ، لذلك لا بدّ من إنقاص حدّته، وإذا كان العكس فيجب رفع حدّة التمرين، ويُنصح باستخدام تمارين الكارديو ثلاث مرات في الأسبوع بمعدل 30 دقيقة كل يوم.