الأنامل السعودية تضع بصمتها على أسبوع الأزياء بالرياض

اتجهت السعودية إلى الاستثمار في قطاع الترفيه فعملت على تطوير كنوزها السياحية كما تحاول أن تركز جهودها على الفعاليات الرياضية، وهي اليوم تنظم أسبوع الأزياء الأول من نوعه في الرياض دعما للطاقات والمواهب المبدعة في عالم الموضة.
الرياض - انطلق الجمعة أسبوع الأزياء الأول من نوعه في قلب العاصمة السعودية الرياض، ويمتد حتى الاثنين المقبل، مستعرضا تصاميم تقدمها 30 علامة تجارية سعودية، ويستهدف استقطاب مجتمع الأزياء العالمي، ومنهم المشاهير، وكبار الشخصيات، والمشترين، للاحتفاء بمشهد الأزياء السعودي المزدهر. وتأتي المبادرة من هيئة الأزياء التي تقع تحت مظلة وزارة الثقافة السعودية لجذب كل محبي الأزياء وتصميم أجمل الأزياء الراقية.
وانطلقت الفعالية في اليوم الأول بحفل عشاء حضره أكثر من 250 شخصية مؤثرة في مجتمع الأزياء الدولي، وتابعت معرضا يضم منتجات صمّمتها علامات تجارية سعودية. أما اليوم الثاني، فهو مخصص لعرض تشكيلات أزياء الزفاف والأزياء الفاخرة، وفي اليومين الثالث والرابع، يشهد العالم كيف تمكّن قطاع الأزياء السعودي من الجمع ما بين الثقافة والتقاليد والتعبير الفني في تناغم منقطع النظير من خلال عروض لأزياء السيدات والرجال.
وأفاد الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك بأن هذه الفعالية تستعرض أبرز التصاميم الإبداعية، وتتيح الفرصة لعلامات الأزياء السعودية لتتواصل مع العالم الخارجي.
وكانت هيئة الأزياء قد أعلنت عن أسبوع الموضة في الرياض لأول مرة خلال مشاركتها في أسبوع الموضة في باريس للملابس الرجالية، وأسبوع الكوتور، الذي استعرض خلاله مصممون سعوديون تصاميم متنوعة أنجزوها خلال مشاركتهم في البرنامج التعليمي الذي تنظمه الهيئة “100 براند سعودي”، على غرار هنيدة الصيرفي التي تمكنت من تحقيق إنجازات جبارة على المستوى الإقليمي والدولي، وقد ارتدت الكثير من النجمات العالميات والعربيات قطعا فريدة من تصاميمها، ومحمد العشي الذي أصبح مؤخرا أول مصمم خليجي يعرض في "باريس هوت كوتور".
ومن أبرز المصممين المشاركين في أسبوع الأزياء “دار عدنان أكبر للأزياء” التي تأسست عام 1970 على يد المصمم السعودي عدنان أكبر، ويصنّف من أبرز رواد عالم الموضة السعودي وتصميم الأزياء الراقية تحديدا، وقد صعد سلّم النجاح ووصل إلى العالمية، وكانت انطلاقته من شغف والدته بالموضة، الذي شكل مصدرا لإلهامه وقاده إلى عالم الأقمشة والتطريز وتزيين الأقمشة بالأحجار الكريمة.
كما تشارك المصممة السعودية أروى البنوي، التي أطلقت علامتها التجارية عام 2015، بتقديم أزياء تناسب المرأة العصرية والعالمية الأنيقة، الجاهزة دائما للتنقل. وتهدف هذه العلامة إلى سد الفجوة بين الأزياء الراقية وملابس الشارع، كما تدعم تمكين المرأة وإيصال الثقافة العربية من خلال علامتها التجارية إلى العالم. ومن المشاركين أيضا المصممة إيمان جوهرجي، وهي مصممة سعودية أطلقت علامتها التجارية المتميزة عام 2018، ولدت العلامة من حاجتها الشخصية إلى عباية تسمح لها بالتحرك بحرية آنذاك.
وتُعرف جوهرجي بشغفها وفنها في الجمع بين جوهر ثقافتها والأقمشة والأسلوب المبتكر، كما تتميز بتصاميمها التي تجمع بين الأناقة وتسمح في الوقت عينه لمرتديها بالحركة والتمتع بالمرونة والراحة. وهذا ما جعلها تتميز في عالم التصميم والموضة.
ويتمتع قطاع الأزياء السعودي وفقا لتقرير “حالة قطاع الأزياء في المملكة العربية السعودية 2023”، بأكبر معدّل نمو متوقع من بين الأسواق عالية الدخل، فبين عامي 2021 و2025 من المتوقع أن تنمو مبيعات التجزئة لقطاع الأزياء السعودي بنسبة 48 في المئة لتصل إلى 32 مليار دولار، أي بمعدّل نمو سنوي قدره 13 في المئة.
◙ الفعالية تستعرض أبرز التصاميم الإبداعية وتتيح الفرصة لعلامات الأزياء السعودية لتتواصل مع العالم الخارجي
وعلى هامش أسبوع الأزياء بالرياض ليعكس جمال تصميم الأزياء وقوة التقنية، يستقبل معرض “تَصَوَّر” الذي يقام بالشراكة بين وزارة الثقافة وشركة سناب شات زوراه ليستمتعوا بما يقدمه المعرض المميز من استكشافات لاستخدام تقنية الواقع المعزز في الجمع بين جمال تصميم الأزياء وقوة التقنية، في سلسلة من التجارب والفعاليات الرائدة.
ويقدم “تَصَوَّر” لزوّاره رحلات مشوقة حول صالات عرض المصممين والمصممات، وممرات عروض الأزياء الافتراضية، وتجربة الملابس، ومشاهدة عدسات السلفي، وحلقات النقاش وغيرها من التجارب، وكذلك سيتضمن عرض تصاميم لخمسة مصممين ومصممات سعوديين، وبث الحياة فيها من خلال تقنية الواقع المعزز لتتجاوز بذلك العالمين المادي والرقمي، وتخلق عروضا خالدة للأزياء يمكن للعالم بأسره مشاهدتها.
ويمثّل هذا المعرض المستوحى من الكلمة العربية “تَصَوَّر” دعوة للمجتمع والأسماء البارزة في عالم الأزياء للانطلاق في رحلة من التجارب المبدعة التي تحتفي بالثقافة، وتثري الحواس. ويأتي في الوقت الذي تغير فيه التكنولوجيا مثل الواقع المعزز الطريقة التي اعتاد الناس عليها في التسوق، وتجربة كل ما يمثّله الجمال في المملكة، وفي الدول الأخرى عبر دمج التجارب من العالمين المادي والرقمي.