سرطان الجلد الفاتح: الأسباب وطرق الوقاية

التعرض المفرط لأشعة الشمس يلحق الضرر بالمادة الوراثية لخلايا الجلد.
الاثنين 2023/10/16
التشخيص المبكر يزيد فرص الشفاء

برلين - يعد سرطان الجلد الفاتح من أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا، وفق ما قاله مركز أبحاث السرطان التابع لجمعية هيلمهولتس بألمانيا، موضحا أن السبب الرئيسي للإصابة به يكمن في التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الضارة.

وذكر المركز أن الأشعة فوق البنفسجية تُلحق الضرر بالمادة الوراثية لخلايا الجلد، ومن ثم تنشأ الخلايا السرطانية، مشيرا إلى أن أعراض الإصابة بسرطان الجلد الفاتح تتمثل في ظهور بقع وعقيدات حمراء على أجزاء الجسم المعرضة لأشعة الشمس مثل الرأس الأصلع والوجه، بما في ذلك الجبين والأنف والوجنتان.

ويمكن أن يكون سطح البقع والعقيدات خشنا مثل ورق الصنفرة. ومن المحتمل أيضا أن تتكون قشرة على السطح، كما يمكن أن تنزف هذه البقع والعقيدات بعد ذلك.

وشدد المركز على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض؛ لأن التشخيص المبكر يزيد فرص الشفاء.

وفي معظم الحالات يكون التدخل الجراحي كافيا لإزالة الورم تماما. وتشمل البدائل غير الجراحية العلاج الإشعاعي والعلاج بالبرودة والعلاج الديناميكي الضوئي.

وللوقاية من سرطان الجلد الفاتح ينبغي حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك من خلال تغطية الجلد بالملابس مع حماية الأجزاء المكشوفة بواسطة كريمات الوقاية من أشعة الشمس.

ويُراعى أنه كلما كان لون الجلد فاتحا، كان أكثر تأثرا بأشعة الشمس. كما أن كل إصابة بحروق شمسية تزيد احتمالات الإصابة بسرطان الجلد الفاتح.

وسرطان الجلد الفاتح هو مصطلح عام يُقصد به بعض أورام الجلد التي تختلف عن سرطان الجلد الأسود (الورم الميلانيني). وفي أغسطس 2022 نجح باحثون من جامعة روستوك الألمانية في علاج سرطان الجلد الفاتح الذي من بين أبرز أسبابه كثرة التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية.

التدخل الجراحي يكون كافيا لإزالة الورم تماما، وتشمل البدائل غير الجراحية العلاج الإشعاعي والعلاج بالبرودة

وأعلنت كلية الطب في جامعة روستوك أنه تم علاج 22 مصابا بسرطان الجلد الفاتح في إطار دراسة علمية. وقال طبيب الأمراض الجلدية ستيفين إميرت “استجاب جميع المرضى المشاركين، وشُفي معظمهم على المدى الطويل”.

وعقّب رالف غوتزمر، رئيس مجموعة العمل المعنية بأورام الأمراض الجلدية، بقوله “إنها طريقة جديدة تحتاج إلى المزيد من التقييم”. ولم تُنشر الدراسة بعد في مجلة علمية محكمة.

وتقوم طريقة العلاج الجديدة على استعمال عجينة خاصة بجهاز خاص فوق الورم على الجلد. وتغطى الأنسجة المحيطة برقائق لحمايتها من الإشعاع، بحيث يقتل الإشعاع الخلايا السرطانية فقط ولا يؤذي الخلايا السليمة.

وحسب القائمين على البحث لا تتطلب الطريقة الجديدة دخول المستشفى، بل تتم في العيادة الخارجية ولمرة واحدة وتستغرق وقتا يتراوح بين ساعة وساعتين.

ومن الأعراض الجانبية في الأسابيع التالية الالتهاب والحكة والحرقان، ولكن بعد ذلك تعود البشرة إلى طبيعتها ويزول سرطان الجلد. ومع ذلك، فإن العلاج لا ينجح إلا إذا تم اكتشاف السرطان مبكرا ولم يتغلغل في أعماق الجلد.

وتبقى مهمة أن يتم تقييم التكنولوجيا الجديدة من حيث التكاليف والآثار الجانبية والفاعلية بالمقارنة مع طرق العلاج الأخرى مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي، كما قال غوتزمر.

وفي ضوء التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي طالبت الوكالة الاتحادية الألمانية للحماية من الإشعاع باتخاذ المزيد من الإجراءات للحماية من الأشعة فوق البنفسجية المسببة لسرطان الجلد. ووفقا للبيانات تضاعف منذ عام 2000 عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الجلد.

16