قرعة أمم أفريقيا: مشوار صعب لمصر ومتوازن للجزائر

المغرب وتونس يلاحقان لقبهما الثاني.
السبت 2023/10/14
حماس شديد

أبيدجان - جنّبت قرعة دور المجموعات لكأس أمم أفريقيا لكرة القدم المنتخبات الأربعة والعشرين “مجموعة الموت”، إذ أفرزت مواجهات متوازنة في الدور الأول لا تخلو من لقاءات قويّة عدة، أبرزها في المجموعة الأولى بين الكوت ديفوار المضيفة والساعية إلى لقبها الثالث ونيجيريا الطامحة إلى رابع نجماتها في البطولة القارية، فضلا عن القمة الكلاسيكية بين مصر وغانا في المجموعة الثانية.

ويخوض المنتخب المصري المتوج باللقب سبع مرات (آخرها عام 2010) مشوارا صعبا في المجموعة الثانية إلى جانب نظيره الغاني الساعي إلى كسر انتظار دام أكثر من أربعة عقود، حيث توج بلقبه الرابع عام 1982. وتضم المجموعة أيضا منتخب الرأس الأخضر الذي يشارك للمرة الرابعة، وموزامبيق التي تحضر للمرة الخامسة في تاريخها والأولى منذ 2010.

ويضم المنتخب المصري بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا تشكيلة قوية يقودها جناح ليفربول محمد صلاح وهداف نانت الفرنسي مصطفى محمد ولاعب آينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش، فضلا عن أسماء قوية مثل لاعب وسط أرسنال الإنجليزي محمد النني ونجوم الدوري المحلي ولاسيما لاعبي النادي الأهلي بطل أفريقيا. وأكد فيتوريا أن المجموعة قوية للغاية “حيث تضم منتخبات تمتلك لاعبين مميزين على رأسها غانا المنافس الشرس علي اللقب ولكننا جاهزون في كل الأحوال”.

وأضاف أن “قارة أفريقيا تضم منتخبات قوية والكرة في أفريقيا أصبحت قوية وسريعة ومنتخبا موزمبيق والرأس الأخضر يمتلكان أكثر من لاعب محترف في دوريات أوروبية مثل البرتغال”.

ويعد منتخب غانا قوة أساسية في الكرة الأفريقية، ولديه كل الإمكانات للذهاب بعيدا بقيادة المدرب الإنجليزي كريس هويتون، إضافة إلى نجوم من طينة مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي جوردان أيو ولاعبي الوسط في أرسنال توماس بارتي وويستهام يونايتد الإنجليزي محمد قدوس.

طريق سهل

السنغال التي تستهل حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة منتخب غامبيا ستخوض مباريات صعبة، ولاسيما ضد الكاميرون

لا ينبغي أن يجد المنتخب الجزائري البطل عامي 1990 و2019 صعوبة في بلوغ الدور الثاني في المجموعة الرابعة التي تعتبر بالمتناول وتضم أيضا بوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا.

وقام مدرب “ثعالب الصحراء” جمال بلماضي في إعادة بناء بعض خطوط التشكيلة عقب الخروج من الدور الأول في النسخة السابقة في الكاميرون، محتفظا ببعض الأسماء المميزة في مقدمها لاعب الأهلي السعودي رياض محرز ولاعب وسط ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر ومدافع بوروسيا دورتموند رامي بن سبعيني ولاعب روما الإيطالي حسام عوار ومهاجم ويستهام الإنجليزي سعيد بن رحمة.

ورغم تراجعه في الفترة الأخيرة يبقى منتخب بوركينا فاسو قويا بقيادة المدرب الفرنسي هوبير فيلود، ولاعب أستون فيلا الإنجليزي برتران تراوري. ويأمل المنتخب الموريتاني أن يؤكد تطوره بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثالثة، حيث قاده المدرب أمير عبدو من جزر القمر إلى التأهل بصعوبة، كما لا يمكن إغفال مفاجآت أنغولا.

ويرفع المنتخب التونسي شعار اللقب الثاني بعد عقدين عن إنجازه القاري الأول عام 2004 في أرضه، إذ جاء في المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات متقاربة هي مالي وجنوب أفريقيا المتوج عام 1996، وناميبيا. ورأى اللاعب التونسي السابق راضي الجعايدي أن القرعة متوازنة، وتابع “الكل سيكون في مهمة صعبة لأنه الهوة بين المنتخبات الأفريقية تقلصت على نحو كبير جدا”، وتابع “في تونس لدينا منتخب شاب وقوي يضم خيرة اللاعبين الممتازين بقيادة لاعب محنك هو يوسف المساكني”. ويتجدد اللقاء بين فريق “نسور قرطاج” والمنتخب المالي بعدما تقابلا في النسخة السابقة حيث فاز الماليون، كما خطف التونسي بطاقة التأهل إلى كأس العالم من أمام الخصم عينه.

واتجهت الأنظار إلى المنتخب المغربي الذي يحاول الفوز باللقب القاري بعد مرور زهاء نصف قرن على لقبه الوحيد (1976)، إذ يعد مرشحا فوق العادة لنيل اللقب ولاسيما بعد وصوله بقيادة المدرب وليد الركراكي وتشكيلة مدججة بالنجوم إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم في قطر العام 2022. وسيكون منتخب “أسود الأطلس” أمام مواجهات في المتناول ضد منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية المتوج باللقب مرتين (عامي 1968 و1974 باسم زائير)، والزامبي حامل لقب نسخة 2012 وتنزانيا القوة الصاعدة في الكرة الأفريقية.

ورأى لاعب باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي أن ما حققه فريقه في مونديال قطر سيشكل الحافز للذهاب بعيدا في المسابقة القارية. وأضاف “ينبغي علينا أن نواصل تألقنا.. ولا بد أن نركز في كل مباراة”. وتستضيف كوت ديفوار النهائيات في الفترة من 13 يناير إلى 11 فبراير 2024. وتقام المباريات في 6 ملاعب موزعة على خمسة مدن هي: العاصمة أبيدجان، ياموسوكرو، بواكيه، كورهوغو وسان بيدرو.

مباريات صعبة

الإيفواريون يأملون استغلال عاملي الأرض والجمهور لحصد اللقب الثالث بعد 1992 و2015

ستخوض السنغال التي تستهل حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة غامبيا مباريات صعبة في المجموعة الثالثة، ولاسيما ضد الكاميرون البطلة خمس مرات آخرها 2017 ضمن المجموعة الثالثة والتي تضم أيضا غينيا. وقال نجم “أسود التيرانغا” ولاعب النصر السعودي ساديو مانيه “المجموعة صعبة جدا، ولاسيما ضد الكاميرون القوية، إنما هذه هي كرة القدم ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا للدفاع عن اللقب وأن نتحلى بالإرادة”.

ويفتتح منتخب “الأفيال” البطولة بمواجهة غينيا بيساو في أبيدجان في الثالث عشر من يناير ضمن المجموعة الأولى.

ويأمل الإيفواريون استغلال عاملي الأرض والجمهور لحصد اللقب الثالث بعد 1992 و2015، لكن المباريات ستكون صعبة ولاسيما ضد منتخب نيجيريا (لنسور الخضراء) وغينيا الاستوائية التي بلغت نصف نهائي نسخة 2015.

واعتبر مدرب المنتخب الإيفواري الفرنسي جان لوي غاسيه أن المجموعات كلها متقاربة، مضيفا “كل مجموعة تضم منتخبين قويين يمكنهما الوصول إلى الأدوار الإقصائية، إنما ليس هناك منتخبات كبيرة وصغيرة الكل سواسية في أفريقيا”. وقال أسطورة اللعبة في البلاد وهداف نادي تشيلسي الإنجليزي السابق ديدييه دروغبا إن الشعب الإيفواري مسرور باستضافة البطولة. وأضاف “المجموعة صعبة جدا، إنما المستحيل ليس من شيمنا فضلا عن أن المنتخبات الأخرى قوية”.

17