التطبيقات الإلكترونية تدعم الابتكار واكتشاف المواهب لدى الأطفال الفلسطينيين

"الزوايا الإبداعية" مشروع لتدريب الأطفال على كيفية الرسم والتصوير وصناعة الفيديو، والرسوم المتحركة والموسيقى بالاعتماد على تطبيقات إلكترونية.
الأحد 2023/10/08
تعليم إبداعي

غزة (الأراضي الفلسطينية) - تكرس المعلمتان الفلسطينيتان إسلام الغزاوي وصفاء لوز وقتهما وجهدها للإشراف على عشرات الأطفال – منهم مرضى – بهدف تنمية مهاراتهم وتطوير مواهبهم بطريقة مبتكرة.

تعمل إسلام معلمة برمجة، فيما صفاء تدرس اللغة العربية وكلاهما انخرطتا في الإشراف على تعليم الأطفال ضمن وحدة “الزوايا الإبداعية”، منذ بضعة أشهر، وتجدان تفاعلًا من الأطفال خلال الجلسات التعليمية المتتالية.

و”الزوايا الإبداعية” هي واحدة من مشاريع مؤسسة “ديليا للفنون” اليونانية في عدد من الدول العربية وشمال أفريقيا، في حين بدأت بالشراكة مع هيئة المستقبل للتنمية في تنفيذ البرنامج في الضفة الغربية وقطاع غزة هذا الصيف لأول مرة.

ويستهدف المشروع الأطفال (5 – 18عاما) من كلا الجنسين، منهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى سرطان.

"الزوايا الإبداعية" هي واحدة من مشاريع مؤسسة “ديليا للفنون” اليونانية في عدد من الدول العربية وشمال أفريقيا

ويسعى القائمون على المشروع الذي يعتمد المبادرة الثورية التي أُطلقت في الهند عام 2000، لتزويد المدارس والمراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات التي يرتادها الأطفال بالمزيد من الوحدات، وذلك لصقل مواهبهم بطريقة مبتكرة.

وداخل غرفة النشاط في مقر هيئة المستقبل للتنمية في شمال قطاع غزة، انهمكت المعلمتان في تدريب الأطفال على كيفية الرسم والتصوير وصناعة الفيديو، والرسوم المتحركة.

وفي جلسة تعليمية ثانية دربت المعلمتان الأطفال على قراءة النوتة الموسيقية والإيقاع، وقدمتا تعريفًا للفروق ما بين الآلات الوترية، والإيقاعات الشرقية، والإيقاعات الغربية وتجهيز الآلات للعزف.

وتستقبل هيئة المستقبل الملتحقين بالبرنامج (معظمهم يرتدون الزي المدرسي المحلي) على فترتين صباحية ومسائية، ما يدل على إقبال قطاعات واسعة من الأطفال على الالتحاق بالمشروع.

وتقول المعلمة إسلام “أثناء عملنا اكتشفنا عددًا من المواهب… إحدى الطفلات تعاني من نوبات صرع، لكنها تمتلك حنجرة صوتية أبهرت كل من استمع إليها”.

فيما قالت زميلتها صفاء “عملنا بالدرجة الأولى إنساني… لدينا في البرنامج 30 طفلًا وطفلة مصابون بالسرطان، وهذه الفرصة التعليمية تُسهم في مساعدتهم على مقاومة المرض وتفجير طاقاتهم”.

القائمون على المشروع يسعون لتزويد المدارس والمراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات التي يرتادها الأطفال بالمزيد من الوحدات

وبحسب المعلمتين، فإن عملهما الأساسي قائم على تنمية السلوكيات الوجدانية لدى الملتحقين بالبرنامج ومنحهم فرصة لاكتشاف مواهبهم وتنميتها ودعمهما.

ووحدة “الزوايا الإبداعية” هي عبارة عن جهاز إلكتروني لوحي داخل صندوق خشبي، يضمّ لوحًا وسماعتين، وميكروفونا، ولوحة مفاتيح تحاكي لوحة مفاتيح “البيانو”، ومزودة من الخلف بكارت صوت، ومساحة للناقل التسلسلي العام، إضافة إلى أداة للشحن.

وتضم خمسة محاور تعليمية رئيسة، هي: الإنتاج الموسيقي، والفنون الرقمية، وتعليم القرآن الكريم، واللغتان الإنجليزية والفرنسية والثقافة والتفكير الإبداعي.

ويتم من خلال تطبيقات إلكترونية يتم تحميلها بشكل مسبق على الوحدة لضمان الاستخدام الآمن للأطفال، بحسب منسقة المشروع في الأراضي الفلسطينية ولاء مدوخ.

وتقول مدوخ لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن “الفكرة الأساسية التي انطلق منها المشروع تعتمد إستراتيجية دعم الإبداع والابتكار لدى الأطفال والفتيان، وليس تعليم الموسيقى فقط”.

وتضيف أن المشروع لقي قبولًا ملموسا كونه ينسجم مع بنود التنمية المستدامة في تطوير شخصية النشء، وتفعيل دور التربية الإبداعية في حياتهم، من خلال عدم الاستهتار بمساهمتهم مهما كانت صغيرة”.

مؤسسة "ديليا للفنون" سعى إلى تطوير الأطفال والفتيان ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة تتجاوز آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة

وتشير إلى أن الفكرة الأساسية لعمل الوحدات تدعم فكرة التعلم الذاتي، وتنظم المادة التعليمية بأسلوب يسمح للمتعلم بتحقيق التقدم الذي يناسب إمكاناته ورغباته الشخصية وتوفير الإرشاد التربوي المناسب له، ومساعدته بما يتناسب مع احتياجاته الشخصية.

وتوضح مدوخ أن الوحدات تمنح الملتحقين حرية الولوج إلى البرامج المحملة عليها، وتجربتها بأنفسهم ومساعدتهم في صناعة برامج جديدة ونوعية.

كما تشجع الوحدات الأطفال على التدرب الشخصي، وتوسيع الأفق بالقراءة والاطلاع، والخروج من أجواء التعلُّم التقليدية وفق منسقة المشروع في الأراضي الفلسطينية.

وتسعى مؤسسة “ديليا للفنون” بحسب المسؤولين عنها، إلى تطوير الأطفال والفتيان ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة تتجاوز آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات طويلة.

وزودت المؤسسة 36 جمعية ومركزًا مجتمعيا في محافظات قطاع غزة الخمس وأربعة مراكز مجتمعية بالضفة الغربية بوحدات من “الزاوية الإبداعية”، لدعم فكرة التعلم الذاتي الذي أصبح فكرة تعلمية رائدة في العالم حاليا.

13