أجنحة خليجية تتميّز في إكسبو الدوحة للبستنة

هل من الممكن أن تتحول الصحراء إلى واحة خضراء؟ هذا ما تحاول إثباته الأجنحة الخليجية المشاركة في معرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة، على مدى 179 يوما يتناول خلالها المشاركون تقديم أفضل الابتكارات في مجال البستنة والاستدامة البيئية.
الدوحة - يشهد معرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة، الذي تنظمه دولة قطر تحت شعار “صحراء خضراء.. بيئة أفضل”، مشاركة خليجية فاعلة، من خلال عدد من الأجنحة المتميزة التي تقدم أفضل الممارسات والابتكارات في مجال البستنة والاستدامة البيئية.
وتحرص الدول المشاركة في المعرض، الذي يستمر على مدى ستة أشهر، على إبراز جهودها في التنوع النباتي والتقليل من آثار التغير المناخي، بالإضافة إلى استعراض قصص النجاح والتطلعات من أجل كوكب أكثر صحة واخضرارا.
وتستعرض السعودية، من خلال جناحها، مجموعة من أبرز المبادرات والمشاريع الهامة التي تُنفّذها حاليا لتحقيق الأمن المائي وزيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب تعزيز استخدام المياه المعالجة والطاقة المتجددة في مختلف المشاريع، فضلا عن استعراض مبادرة زراعة 40 مليار شجرة في دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مبادرات التوعية البيئية ومراكز تنبؤات الأرصاد الجوية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ويحقق أهدافها.
ويبرز الجناح السعودي أهم المشاريع في مجال الاستدامة، منها مشروع المياه المحلاة والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب الذي يهدف إلى رفع نسبة الأمطار من 5 إلى 20 في المئة، ما يعزز إيجاد مصادر جديدة للمياه، فضلا عن الحد من التصحر وانبعاثات الكربون والمساهمة في مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
كما يتضمن الجناح عرضا لمبادرة تعزيز استخدام المياه المعالجة والتي تهدف للاستفادة من 80 مليون متر مكعب في الزراعة، والتوسع في استخدامها في المناطق التي تعاني من شحّ المياه وإنشاء بنية تحتية لتعزيز استخدامها مع تقليل الاعتماد على مصادر المياه التقليدية، بالإضافة إلى استعراض أبرز الإنجازات في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين الإنتاج الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية الحيوانات من الانقراض وتعزيز الاستدامة.
من ناحية أخرى، افتتحت وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات مريم المهيري الجناح الإماراتي المشارك بالمعرض تحت شعار “إرث وأثر”، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسؤولين.
ويستعرض جناح الإمارات أحدث الابتكارات البيئية والمساهمات النوعية التي تركز على جهود تعزيز إرث زراعي مزدهر، حيث يستلهم الجناح تصميمه من شجرة الغاف، وتحيط جدران الجناح تربة “مدكوكة” وسقف مصنوع من سعف النخيل، بالإضافة إلى حديقة تتضمن عددا من النباتات المحلية المتنوعة والقادرة على التكيف مع البيئة. كما يوفر الجناح عددا من المحطات التثقيفية الغنية بالمعلومات، والتي تم تصميمها لمنح الزوار فرصة لفهم التراث الزراعي للإمارات وتسليط الضوء على المبادرات المختلفة، والتعرف على الناشطين الذين ساهموا ولا يزالون في بناء مستقبل أكثر استدامة.
بدورها، عرضت سلطنة عمان، من خلال جناحها المصمم من الخارج على شكل سياج أخضر ذي غطاء نباتي كثيف، 1600 نبتة تم نقلها من مسقط إلى الدوحة، لإبراز التنوع النباتي في مجال البستنة، كما تم استعراض جهود السلطنة في التقليل من آثار التغير المناخي.
وأشار المهندس إسماعيل بن سيف الراشدي مسؤول الجناح إلى أن الجناح يعرض نباتات عمانية تستخدم في مجال البستنة، وهذا دليل على أن المنطقة ودول الخليج قادرة على التحول من صحراء قاحلة إلى واحة خضراء، باستخدام نباتاتها المحلية.
ومن الجانب الكويتي أكدت المفوض العام لجناح الكويت في المعرض سميرة الكندري الثلاثاء أن جناح الكويت يسلط الضوء على جهود البلاد في التنمية المستدامة.، مشيرة إلى أن فكرة الجناح استمدت من الواحات في الكويت، مضيفة أن الجناح يحتوي على متحف تفاعلي يعرض فيه من خلال الشاشات جميع النباتات الكويتية مع شروحات عنها.
وأكدت الكندري حرص الكويت على المشاركة في هذا المعرض لأهمية الموضوع المطروح من قبل اللجنة المنظمة خاصة أنه يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط ولمدة 179 يوما وهو أول معرض يرمي إلى التخفيف من حدة التصحر وآثاره.
ويعرض الجناح الأردني العلاقة التي جمعت البشر بالطبيعة على مر العصور، كما يركز على التنوع البيئي في المملكة وكيف استغل ذلك في تنمية المجتمعات وتجاوز الظروف الصعبة.
ويقدم جناح الأردن أحدث الابتكارات التكنولوجية التي يستخدمها في ظل شح المياه بما في ذلك التقنيات الحيوية وزراعة الأنسجة والزراعة المائية وتطوير أصناف المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير وأنظمة الزراعة الذكية وأنظمة الزراعة المستدامة وأنظمة الري الحديثة التي تزيد من كفاءة استخدام المياه، وأنظمة الحصاد المائي وغيرها الكثير من التقنيات الحديثة.
