"قمم السودة" مشروع سعودي لانطلاق سياحة عسير إلى العالمية

استكشاف الطبيعة الخلابة في تناغم مع تجارب الرفاهية الفاخرة.
الثلاثاء 2023/10/03
معالم السياحة الثقافية

تعول السعودية على القطاع السياحي كأحد الروافد الاقتصادية البديلة عن الوقود الأحفوري، لذلك تسعى دائما للتنويع والتفرد، فمع السياحة الشاطئية تحاول إرساء مشاريع سياحية تعتمد على الطبيعة وخاصة المرتفعات الخلابة وتأثيثها بمجموعة من المغامرات والرياضات الجبلية بما فيها الممرات الجبلية ومسارات المشي المتعرجة والطيران الشراعي والغولف وركوب الخيل وغيرها.

أبها (السعودية) – أطلقت السعودية المخطط العام لمشروع تطوير السودة وأجزاء من رجال ألمع تحت مسمى “قمم السودة”، ليكون أهم منعطف لتطوير السياحة في منطقة عسير والوصول بها إلى آفاق عالمية جديدة.

ويضم المشروع 6 مناطق تتمركز في مواقع مميزة بمنطقة عسير وهي: تَهْلَل، سَحَاب، سَبْرَة، جَرين، رُجال، والصخرة الحمراء. وتحتل تلك المواقع مساحة تقدر بـ627 كيلومترا مربعا تغطيها الغابات.

وتتميز مواقع مشروع “قمم السودة” بالارتفاع الشاهق والأجواء المعتدلة والماطرة طوال العام، وبربيع لطيف وخريف دافئ وشتاء معتدل البرودة وصيف ماطر، مما يجعلها وجهة سياحية جاذبة على مدار العام، ففي الشتاء تتراوح درجات الحرارة في مواقع المشروع ما بين 2 و15 درجة مئوية، وفي الصيف لا تتجاوز الـ25 درجة مئوية.

وبحسب الخطط المعلنة سيقدم مشروع “قمم السودة” مجموعة من المغامرات والرياضات الجبلية بما فيها الممرات الجبلية ومسارات المشي المتعرجة والطيران الشراعي والغولف وركوب الخيل وغيرها.

وتوفر قمم السودة فرصة مهمة لاستكشاف الطبيعة الخلابة والتفاعل معها، بما في ذلك المتنزهات الوطنية، وشبكة من مسارات الهايكنغ، ومزارع البن، ومناحل العسل المحلي، والتنوع البيولوجي في المنطقة، في تناغم مع مجموعة من تجارب الرفاهية الفاخرة بما في ذلك المنتجعات البيئية الخاصة ومراكز اليوغا ومراكز التأمل والوحدات السكنية الفاخرة.

جمال الطبيعة من فوق
جمال الطبيعة من فوق

وتضم قمم السودة ما يزيد عن 200 موقع تراثي موثق بما فيها القرى الصغيرة والمساجد والقصاب وأبراج المراقبة والحصون الجبلية، حيث يتم العمل على ترشيح العديد منها للاعتماد ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

وفي الموقع الأول الذي أطلق عليه “تهلل” سيجد الزائرون من مختلف دول العالم كل متطلباتهم اليومية من خلال متاجر فارهة وضيافة وترفيه ومعالم سياحية، ومرافق مخصصة للمعارض والمؤتمرات، كل ذلك وفق نظام بيئي مستدام، بالإضافة إلى ملعب غولف بإطلالات ساحرة على المناظر الطبيعية يحتوي على 18 حفرة، كما تقدم المنطقة خدمات الضيافة الفاخرة عبر 1775 غرفة فندقية و986 وحدة سكنية، وأكثر من 61333 مترًا مربعًا مخصصة للمتاجر والمعارض الفارهة والمطاعم العالمية، على متن السحاب.

أما في الموقع القريب من “تهلل”، فتقع المنطقة السياحية التي أطلق عليها “الصخـرة الحمراء”، حيث تقع داخل منتزه الملك عبدالله الوطني، وفيها تقدم خدمات الضيافة الفاخرة والتجارب الاستثنائية للاستمتاع بالموارد الطبيعية واستكشاف الحياة البرية وتنوع الكائنات الفطرية في قمم السودة، وتتميز المنطقة بإطلالتها الساحرة على الصخرة الحمراء وتنوع النباتات، ويمكن لزوارها تجربة ركوب الخيل والتجول بين المناظر الطبيعية، ومسارات الهايكنغ. وتضم الصخرة الحمراء 85 وحدة تخييم فاخرة محاطة بالمسطحات الخضراء الواسعة مما يتيح لزوارها فرصة الانسجام مع جمال الطبيعة والاستمتاع بثرائها البيولوجي.

وتبرز منطقة المغامرات والرياضات الجبلية في موقع “سحاب”، حيث تلتقي الإثارة والتجارب المميزة على متن السحاب، ويمكن للزائر خوض مجموعة من التجارب الفريدة وسط الطبيعة الآسرة، بالإضافة إلى الاستمتاع بخدمات الضيافة الفاخرة، والمساحات التي تضم مناطق للمأكولات والمشروبات، وتضم “سحاب” أكثر من 10 نقاط جذب ترفيهية فريدة، مثل الهايكنغ، والدراجات الجبلية، والطيران الشراعي، والجسر الزجاجي المعلق وغيرها، كما سيتمكن عشاق الرياضة من زيارة مركز التأهيل الرياضي والاستفادة من مساحات التدريب المتاحة والمؤهلة بأعلى المعايير العالمية.

منطقة "سبَرة" تقدم 180 غرفة فندقية ذات خصوصية عالية، ومجمعا سكنيا يحتوي على 350 وحدة تشمل قصورا وشاليهات
منطقة "سبَرة" تقدم 180 غرفة فندقية ذات خصوصية عالية، ومجمعا سكنيا يحتوي على 350 وحدة تشمل قصورا وشاليهات

وينتظر أن تقدم منطقة سحاب 290 غرفة فندقية فاخرة، و70 شقة، ومساحات تجارية ترفيهية، و15 وحدة تخييم فاخرة على متن السحاب.

وفي موقع “سبرة” تبرز مواقع الاستجمام وخدمات الضيافة عالية الفخامة، والقصور ذات الإطلالات الآسرة، وفيها يتناغم الهدوء مع الطبيعة ليستمتع زوارها بالسكينة، ويضم الموقع منتجعا صحيا، ومواقع للتأمل في جمال الطبيعة الخلابة في قمم السودة، ويمكن للزائر الاستمتاع بأنشطة متعددة في الهواء الطلق مثل مشاهدة الطيور والهايكنغ، وتقدم منطقة “سبَرة” 180 غرفة فندقية ذات خصوصية عالية، محاطة بجمال الطبيعة الخلابة والمناظر الآسرة، ومجمعا سكنيا فاخرا يحتوي على 350 وحدة سكنية فاخرة تشمل قصورا وفللا وشاليهات.

أما الموقع الذي أطلق عليه اسم “جرين” فهو الوجهة المفضلة لعشاق الزراعة والسياحة الريفية، حيث تضم البساتين والحقول الزراعية، وفيها يمكن للزائر خوض تجارب الطهو المحلي وتذوق المنتوجات الزراعية العضوية مثل القهوة والعسل، ويوفر الموقع لزواره تجارب استثنائية وسط شبكة من المسارات التراثية المندمجة مع المناظر الطبيعية والمدرجات الزراعية، ومسارات الاستكشاف الثقافي، وتضم 35 وحدة تخييم فاخرة فريدة من نوعها بين المدرجات الزراعية.

وعندما يهم الزائر بالنزول من قمم السودة لاستكشاف ما تكتنزه الأودية من جمال وتراث وفنون، فدون شك ستكون الوجهة إلى المنطقة السادسة ضمن المشروع وهي “رُجال”.

وفي “رُجال” تلتقي الأجيال لتعبر عن أصالة المكان، وينتشر عبق الورد وعراقة التراث؛ فهي توفر لزوارها فرصة التعرف على الموروث الثقافي الإنساني مع خدمات الضيافة الفاخرة وهي بوابة لاستكشاف مجموعة من الكنوز الثقافية في القرية والساحات التي تربط بين مبانيها التراثية، ومن المتوقع أن تستقبل “رُجال” زوارها من خلال 80 غرفة فندقية ومساحة تجارية مستوحاة من التراث تقدم خيارات للمطاعم والمقاهي المحلية.

سيلفي القمم
سيلفي القمم

وأجمعت المصادر التاريخية والجغرافية على غنى جبال السودة بالموارد الاقتصادية الطبيعية، حيث كان سكان منطقة عسير يستخرجون المعادن الداخلة في الصناعات التقليدية من جبال السودة والسقا، خاصة معدني الحديد والرصاص إضافة إلى المركبات الكبريتية في صناعة السكاكين والخناجر والجنابي والسيوف، كما عرفت الصناعات الفخارية والجلدية وخرازتها.

أما الثروة الطبيعية المبهرة التي ارتكزت عليها المشروعات السياحية الحديثة؛ فهي غابات العرعر وأشجار الشث والعتم (الزيتون البري) إضافة إلى المئات من الأشجار والشجيرات التي تشكل كتلة واحدة من اللون الأخضر على امتداد البصر.

وفي الشتاء تتحول تلك الجبال الشاهقة إلى تلال بيضاء بفعل تساقط البرد بشكل غزيز وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في بعض الأوقات، مما يشكل قيمة جمالية أخرى بفعل احتضان الضباب الكثيف لأعالي الجبال.

16