ما هي متلازمة المثانة الخجولة؟

مونستر (ألمانيا) - تندرج متلازمة المثانة الخجولة ضمن اضطرابات التبول النفسية، وهي نوع من الخوف الذي يعاني فيه المريض من عدم القدرة على التبول في وجود الآخرين في المراحيض العامة مثلا، وفق ما قاله الدكتور كلاوس أولبراخت. وأوضح كبير الأطباء النفسيين في عيادة كريستوف دورنير بمدينة مونستر بألمانيا أن الآلية البيولوجية لهذا المرض المعروف أيضا باسم "احتباس البول النفسي" تتمثل في أن خوف المريض من أن يراه أو يسمعه الآخرون أثناء التبول يضعه تحت ضغط نفسي. وهذا الضغط بدوره ينشط الجهاز العصبي الودي، مما يتسبب في انقباض عضلات المثانة ومنع تدفق البول.
وأضاف أولبراخت أن هذا الاضطراب غالبا ما يبدأ في مرحلة المراهقة، مشيرا إلى أن الأسباب غير معلومة على وجه الدقة، غير أن الأطباء يرجحون أنه غالبا ما يرتبط بتجربة مؤلمة أو مسببة للخجل في المراحيض العامة، بالإضافة إلى الحالة المزاجية الاكتئابية أو إدمان الكحول. وغالبا ما تتسبب متلازمة المثانة الخجولة في قيود حياتية كبيرة، حيث يفضل المريض عدم الخروج من المنزل ويميل إلى العزلة الاجتماعية تجنبا للتعرض لمواقف محرجة، مما يزيد بدوره خطر الوقوع فريسة للاكتئاب.
وأشار أولبراخت إلى أنه يتم علاج متلازمة المثانة الخجولة بواسطة العلاج النفسي، بالأحرى العلاج السلوكي، الذي يساعد المريض على التخلص من خوفه وأفكاره السلبية. وتصيب متلازمة المثانة الخجولة ما يقرب من 20 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، ويمكن أن تتراوح أعراض الاضطراب ما بين خفيفة وشديدة. ويمكن أن يسبب القلق توتر العضلات، مما يجعل من الصعب استرخاءها.
◙ خوف المريض من أن يراه أو يسمعه الآخرون أثناء التبول يضعه تحت ضغط نفسي وهذا الضغط بدوره ينشط الجهاز العصبي
وعند التبول، يحتاج الشخص إلى استرخاء مجموعة من العضلات المكونة للعضلة العاصرة، وعندما يتدرب على المرحاض كطفل، يتعلم إبقاء هذه العضلات في حالة متوترة ما لم يرغب في التبول. وقد ينتج القلق ومشاعر الوعي الذاتي لدى بعض الناس عندما يكون هناك أشخاص آخرون متواجدون بالمرحاض العام، وهذا يتداخل مع قدرتهم على استرخاء العضلة العاصرة.
والأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة، لديهم صعوبة في التبول عندما يكون هناك شخص آخر في الحمام خاصة بالنسبة إلى الرجال. وفي حالات نادرة، قد تسبب الروائح الكريهة والأصوات والتشتيتات الأخرى مشاكل أيضًا. ويمكن علاج هذه الحالة بالعلاج النفسي أو التنويم المغناطيسي. وقد اقترحت الدراسات أيضًا أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد في تحسين الأعراض لدى أربعة من بين كل خمسة من الذين يعانون من هذه المتلازمة، وغالبا ما تستخدم تقنيات الاسترخاء جنبا إلى جنب مع هذا النهج.
ولا تعتبر متلازمة المثانة الخجولة حالة جسدية لأنه لا يوجد شيء خاطئ في المسالك البولية للشخص. ويجب إرخاء العضلة العاصرة البولية حتى يتدفق البول من المثانة إلى مجرى البول. والقلق من التبول يزيد من تحفيز الجهاز العصبي للشخص ويغلق العضلة العاصرة. ويؤدي عدم التبول إلى زيادة قلق الشخص، خاصة إذا كانت المثانة ممتلئة بشكل غير مريح.
وقد يكون من المفيد زيارة طبيب نفساني، وقد يشمل العلاج مجموعة من الإستراتيجيات للمساعدة في تقليل القلق، منها:
• العلاج النفسي: نوع من الاستشارة يساعد في التعامل مع الحاضر، ويعلّم حل المشكلات.
• العلاج السلوكي المعرفي: تغيير طريقة التفكير والتصرف.
• العلاج بالتعرض التدريجي: برنامج تدريجي يتضمن محاولة التبول عمدا في أماكن تزداد فيها الصعوبة. ويساعد العلاج بالتعرض المتدرج حوالي ثمانية أشخاص من كل 10 مصابين.