السيناتور كاردين عقدة جديدة تنتظر مصر وتركيا

رئيس لجنة العلاقات الخارجية الجديد يتعهد بتحديد شروط أي اتفاق أميركي - سعودي.
الأحد 2023/10/01
خصم جديد

لئن استبشر الأتراك بتنحي رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق من منصبه على خلفية اتهامات له بالحصول على رشى من رجال أعمل مصريين، فإن خلفه بن كاردين يبدو مقلقا مع تلويحه بمتابعة ملف حقوق الإنسان في تركيا كشرط لصفقة طائرات إف - 16. والأمر نفسه بالنسبة إلى مصر، فهو يلوح بعرقلة موضوع المساعدات.

واشنطن - أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الجديد يوم الخميس، حين تولى القيادة خلفا للسيناتور المتهم باستغلال منصبه بوب مينينديز، إلى تحولات سياسية محتملة من شأنها أن تؤثر على مصر وتركيا والحرب في أوكرانيا وغيرها من القضايا الأخرى في جميع أنحاء العالم. وستكون فترة تولي السيناتور بن كاردين، الديمقراطي المحنك ممثل ولاية ماريلاند، قصيرة لأنها ستنتهي في يناير 2025 بنهاية ولايته التي لا يسعى إلى تجديدها.

وقد وصف وراثته غير المتوقعة لرئاسة اللجنة، بما تتمتع به من سلطة في المساهمة في تشكيل طريقة تعامل الولايات المتحدة مع بقية العالم، بأنها تشبه ”القرصة” التي تدفع الحالم إلى اليقظة. وتحدث كاردين إلى الصحافيين في قاعة اللجنة التاريخية التي تعود إلى القرن التاسع عشر خلال أول يوم كامل له في العمل.

ووجه الاتهام إلى مينينديز في 22 سبتمبر بتهم قبوله هو وزوجته نادين رشاوى تشمل أموالا نقدية وسبائك ذهبية في معاملات شملت استغلال منصبه كرئيس للجنة للتأثير على بعض قرارات السياسة الأميركية لصالح الحكومة المصرية. وتزعم لائحة الاتهام أن ذلك يشمل مساعدة حكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في التغلب على القيود الحقوقية التي تحد من جزء صغير مما يزيد عن مليار دولار من المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لمصر.

وتمسك مينينديز وزوجته ببراءتهما ودفعا خلال المحاكمة بأنهما غير مذنبين. وكان كاردين، قبل أن يصبح رئيسا للجنة، قد أدان قرار إدارة الرئيس جو بايدن هذا العام تجاوز حجب 235 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

واستشهدت الإدارة بمصالح الأمن القومي للتنازل عن القيود المتعلقة بحقوق الإنسان، على الرغم من اعتراف وزارة الخارجية بأن مصر لم تحرز أيّ تقدم في التوقف عن احتجاز الصحافيين والكتاب والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى انتهاكات حقوقية أخرى.

◙ مينينديز وزوجته تمسكا ببراءتهما ودفعا خلال المحاكمة بأنهما غير مذنبين
◙ مينينديز وزوجته تمسكا ببراءتهما ودفعا خلال المحاكمة بأنهما غير مذنبين

وقال كاردين عندما سُئل يوم الخميس عما إذا كان ينوي وقف توزيع تلك الأموال إذا كان لا يزال الأمر ممكنا إنه "يبحث في خياراته". وذكر أنه يريد منح الإدارة وبعض المشرّعين جلسة استماع حول هذه القضية قبل التوصل إلى قرار نهائي. ويستطيع كاردين تعليق بعض التمويل والمبيعات في منصبه الجديد.

وأشار كاردين إلى قطيعة أخرى تتعلق بتركيا، الشريكة في الناتو التي سعت لسنوات لشراء طائرات حربية متقدمة من الولايات المتحدة ولكنها ووجهت الرفض، بما في ذلك من مينينديز. وكان مينينديز قد أوقف بيع طائرات إف – 16 إلى تركيا، بحجة أنه كان قلقا بشأن امتلاك تركيا لقوة جوية أكبر من جارتها ومنافستها اليونان.

وأوضح كاردين أنه منفتح على دراسة سبل السماح بالمبيعات، إذا كان راضيا عن بعض النقاط التي تتناول التهديد الإضافي لليونان وحقوق الإنسان في تركيا. واعتمدت تركيا حق النقض الذي تتمتع به كل دولة عضو في الناتو لمنع انضمام السويد إلى التحالف العسكري الغربي، على الرغم من أن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين يريدون السويد في الكتلة لتعزيز جناح الحلف في الشمال ضد روسيا.

وربطت تركيا حصولها على طائرات إف - 16 بقرارها بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. وقال كاردين، الذي حضر اجتماعا لسفراء الناتو هذا الأسبوع، إن تركيا أشارت إلى أنها ستمهد الطريق لعضوية السويد في الجزء الأول من أكتوبر. وتجعل السلطة التي يتمتع بها رؤساء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في تعطيل بعض القرارات الأميركية الرئيسية منهم أشخاصا معروفين في بعض الدول الأجنبية كما هو الحال في الولايات المتحدة.

وتحتفل بعض وسائل الإعلام في تركيا بالصعوبات القانونية التي يواجهها مينينديز. وأظهر برنامج على قناة “سي إن إن تورك" بسعادة السيناتور المتهم في شكل شخصية "سبونج بوب سكوير بانتس" الكارتونية وهو يبكي.

واستغل أحمد حقان، الصحافي الذي تربطه علاقات وثيقة بإدارة الرئيس رجب طيب أردوغان، مساحة عموده في صحيفة "حرييت" للتعليق على القضية المرفوعة ضد مينينديز، الذي قال إنه يعارض تركيا “حتى الموت”. وكتب أنه حدث يمكن الاحتفال به بالضحك.

وفي أميركا اللاتينية، كان يُنظر إلى مينينديز، الذي هاجر والداه من كوبا، على نطاق واسع على أنه يستخدم نفوذه لمنع أيّ تقدم في العلاقات الأميركية مع هافانا، حتى عندما ساعد بعض القضايا والسياسيين اللاتينيين في الولايات المتحدة.

وقال الدبلوماسي الكوبي السابق كارلوس ألزوغاراي لوكالة الأسوشييتد برس إن سقوط مينينديز سيكون مهما لجزيرته. واعتبر أن الأمر يخفض الضغط. ومن المثير للاهتمام أن كوبا لم تُذكر حتى عندما استعرض كاردين قائمة أولويات سياسته الخارجية مع الصحافيين الخميس الماضي.

ووصف كاردين العمل على الحفاظ على تدفق الأموال والأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا ضد القوات الروسية الغازية بأنه "الأولوية القصوى" بالنسبة إليه. وأكد أنه يرى أهميتها لأمن الولايات المتحدة وقدرتها على التأثير في الشؤون العالمية. وقال إنه يتعين على أنصار أوكرانيا في الكونغرس أن يجتهدوا أكثر في إيصال هذه القضية إلى الأميركيين.

◙ كاردين منفتح على السماح بالمبيعات لأنقرة إذا كان راضيا عن التطمينات بشأن التهديد لليونان وحقوق الإنسان في تركيا

وأضاف كاردين أن "الصين تراقب" ما إذا كان الأميركيون يقفون إلى جانب الدفاع عن أوكرانيا، لتحديد مدى ضغطها لتأكيد مطالبتها بتايوان. وتابع "كوريا الشمالية تراقب وإيران تراقب".

كما تحدث كاردين عن سعي إدارة بايدن للتوسط في اتفاق لأول علاقات دبلوماسية واسعة النطاق بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية ذات الثقل الكبير في الخليج، باعتباره “عاملا يغير قواعد اللعبة في المنطقة”، وهو أمر كان متحمسا له. ويقول مسؤولو بايدن وغيرهم من المؤيدين إن الصفقة ستساعد في استقرار الشرق الأوسط وتعزيز اقتصاداته.

وقال كاردين "هناك اعتراف بأن هذا سيحدث. ستحدث تغييرات ذات معنى". وأكد أنه يرى محادثات تشمل إسرائيل والفلسطينيين لم يكن يعتقد أنه يمكن إجراؤها كجزء من تلك المفاوضات الأوسع. ولم يضف أيّ تفاصيل لإجابته.

وتطالب المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بالتزامات أمنية وبمساعدتها في تطوير برنامجها النووي المدني كشرط للموافقة على الصفقة. وقال كاردين إنه سيكون نشطا في تحديد شروط أيّ اتفاق أميركي - سعودي من هذا النوع. وصرّح "يجب أن تستوفي أعلى المعايير، ويجب أن تُحدد حواجز حماية". وقال إن على الولايات المتحدة التأكد من أن أيّ اتفاق أمني تلتزم به في الدفاع عن دولة أخرى يخدم مصلحة أمنها القومي.

وشدد على وجوب معالجة القضايا المتعلقة بسجل الرياض في حقوق الإنسان، وسلم الصحافيين نسخة مطبوعة عن رجل سعودي تقول جماعات حقوق الإنسان إنه تعرض للتعذيب بسبب تغريدات تنتقد الحكومة السعودية.

5