الحياة في الأحياء الفقيرة تؤثر على اختيارات الغذاء وزيادة الوزن ووظائف المخ

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة أميركية أن الحياة في المناطق السكنية الفقيرة تؤثر على اختيارات السكان في ما يتعلق بالغذاء، وقد يترتب عليها زيادة الوزن بل وتغيرات في تركيب المخ.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “كمينيكيشن ميدسن” أن تناول الأغذية منخفضة الجودة في الأحياء الفقيرة بسبب الإمكانيات المالية المحدودة، والحصول على كميات متزايدة من السعرات الحرارية من الأغذية المشبعة بنسب عالية من الأحماض الدهنية، دون الاهتمام بممارسة التدريبات الرياضية، يؤثر على آلية معالجة البيانات داخل المخ وضبط الانفعالات والإدراك.
ويقول الباحث أربانا جوبتا، رئيس مركز جودمان لاسكين للأبحاث العلمية، “لقد وجدنا أن السلبيات المقترنة بالمناطق السكنية الفقيرة ترتبط بتغيرات في قشرة المخ، وبعض هذه التغيرات له صلة بزيادة مؤشر كتلة الجسم وتناول كميات كبيرة من الأحماض المشبعة بالدهون مثل تلك الموجودة في الأطعمة المقلية”.
وشملت الدراسة 92 متطوعا من بينهم 27 رجلا و65 امرأة بولاية لوس أنجلس الأميركية، وتضمنت جمع بيانات ديموغرافية وحيوية تتعلق بمؤشر كتلة الجسم للمتطوعين، وتم تقييم مستوى الأحياء السكنية موضع الدراسة بناء على أطلس الأحياء السكنية الخاص بكلية الصحة العامة بجامعة ويسكنسن الأميركية.
وأضاف جوبتا في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية، “تشير هذه النتائج إلى أن بعض أجزاء المخ التي ترتبط بالانفعالات واستيعاب المعلومات والفهم ربما تتأثر بسلبيات المناطق السكنية التي تقترن بالسمنة”.
39
في المئة ممن تزيد أعمارهم عن 18 سنة يعانون زيادة في الوزن ونحو ثلثهم يعانون من السمنة
ويتم تعريف سلبيات المناطق السكنية باعتبارها مجموعة من العوامل التي تؤثر على سكان منطقة معينة مثل انخفاض الدخل وتراجع مستوى التعليم والاكتظاظ السكاني وغيرها.
وأكد أن هذه الدراسة “تسلط الضوء على أهمية معالجة الإشكاليات ذات الصلة بجودة الغذاء في المناطق الفقيرة من أجل الحفاظ على سلامة المخ”.
وتعرف زيادة الوزن بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يُلحق ضررا بصحة الإنسان.
وهي حالة معقدة، لها أبعاد اجتماعية ونفسية خطيرة، تؤثر على جميع الفئات العمرية والاجتماعية والاقتصادية تقريبا، وتهدد بإرهاق البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء.
من الشائع استخدام مؤشر كتلة الجسم لتصنيف الوزن الزائد والسمنة لدى البالغين، ويجري تحديده بقسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فإذا تجاوز ناتج القسمة 30 كان الشخص يعاني من السمنة، وإذا تراوح الناتج ما بين 25 و30 فإن الشخص ذو وزن زائد. أما ما يتعلق بالأطفال، فإن زيادة الوزن ترتبط أيضا بالعمر حيث توجد قيم وسطية مرجعية تحددها منظمة الصحة العالمية.
وتنتج زيادة الوزن والسمنة عن اختلال التوازن بين زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة، من دون زيادة مقابلة في النشاط البدني. كما أن انخفاض مستوى النشاط البدني مع الحفاظ على معدل تغذية مستقر يؤدي إلى خلل في حرق الطاقة ويتسبب بزيادة الوزن.
ويشهد العالم سنة بعد سنة ارتفاعا لافتا في معدلات الوزن الزائد، إذ تضاعف انتشار السمنة ثلاث مرات تقريباً بين عامي 1975 و2016، وأصبح 39 في المئة ممن تزيد أعمارهم عن 18 سنة يعانون زيادة في الوزن، ونحو ثلثهم يعانون من السمنة. بينما يعاني 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 سنة من زيادة الوزن أو السمنة.