تايلور سويفت تنافس الأفلام في دور السينما

نيويورك (الولايات المتحدة) - ستُطلق النجمة تايلور سويفت، التي لم تنه بعد جولة حفلاتها الناجحة، فيلما وثائقياً عن هذه الحفلات سيُعرض في الصالات، ويمكن أن يستقطب جمهوراً كبيرا ويحقق إيرادات عالية تُسبب خضة في القطاع السينمائي الذي لا يزال في طور النقاهة، إذ يشكّل تحدياً لهيمنة الأستوديوهات ويكرّس الإمبراطورية الاقتصادية للمغنية.
وبرزت بشائر النتائج المتوقعة للفيلم الطويل “تايلور سويفت: ذي إيراس تور” عندما حطّم في نهاية أغسطس الماضي الرقم القياسي للمبيعات المسبقة خلال يوم واحد في الولايات المتحدة بإيرادات بلغت 37 مليون دولار.
ورأى جيف بوك، من شركة “إكزبيتر ريليشنز” المتخصصة، أن إيراداته قد تتجاوز 100 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأولى بعد طرحه، أي من 13 إلى 15 أكتوبر. موضحا، أن الشريط “قد يكون أكبر فيلم في الخريف، وهو أمر مُذهل”.
وبدا واضحاً أن الأستوديوهات تتوجس من طرح هذا الفيلم، إذ أرجأت إطلاق عروض عدد من أفلامها كان عرضها مقررا في عطلة نهاية الأسبوع نفسها أو في تواريخ قريبة.
ولم تكتف تايلور سويفت بإنتاج فيلمها من دون المرور بهوليوود وإنما بادرت إلى الإعلان عنه قبل أقل من شهر ونصف الشهر على طرحه.
ويتوقع أن تحقق النجمة أرباحاً كبيرة من هذا الفيلم الذي لم تتعدَّ كلفته 10 إلى 20 مليون دولار. وقال الأستاذ في جامعة بيركلي للموسيقى رالف جاكودين “لا يوجد فنان يتمتع بالقوة نفسها اليوم”. و”تايلور سويفت: ذي إيراس تور” هي في الأساس جولة حفلات ضخمة تضم حتى الآن 146 محطة.
وأفادت مجلة بولستار المخصصة للفنون بأن إيرادات كل حفلة تبلغ 13 مليون دولار، أي أن إجمالي مدخول حفلات الجولة سيصل إلى 1.9 مليار دولار.
ولاحظت أستاذة الاقتصاد في جامعة شيكاغو كارولين سلون أن سويفت “جريئة جداً في ما يتعلق بالإستراتيجية”. ورأت أنَّ “لديها الكثير لتخسره (…) لكنها قادرة على تحمّل المخاطر”.
وقبل الفيلم كان المثال الأبرز على جرأة سويفت يتمثل في إعادتها تسجيل ألبوماتها الستة الأولى التي لم تكن تمتلك حقوق التسجيلات الأصلية لها.
وشددت سويفت عام 2019، بعد محاولتها شراء حقوق الألبومات، على أن “الفنانين يجب أن يمتلكوا حقوق أعمالهم”. وأشار جاكودين إلى كون سويفت “ناشطة في مجال حقوق الفنانين”.موضحا، أنها “كلما حققت نجاحاً جديدا اتسعت دائرة سيطرتها”.
وتقترب تايلور سويفت يوماً بعد يوم من أن تصبح أول مغنية مليارديرة بفضل أعمالها الموسيقية حصراً، إذ قدّرت مجلة “فوربس” ثروتها بنحو 740 مليون دولار. وأكّدت كارولين سلون أن لدى سويفت “إستراتيجية اقتصادية بالغة الذكاء، وتذهب إلى ما لم يجرؤ فنانون آخرون على الذهاب إليه من قبل”.
ولم تتردد تايلور سويفت في إقامة احتفال خاص بإصدار كل واحد من ألبوماتها القديمة المعاد تسجيلها، مخاطِرة بإثارة ملل الجمهور. لكن نجاح رهانها هذا أتاح لها كسب الفئة الأصغر سناً من الجمهور الذي لم يسبق له أن اطلع على ألبوميها الأولَين “تايلور سويفت” و”فيرلِس”. أما فيلم “تايلور سويفت: ذي إيراس تور” فـ”سيمكّن من لم يتمكنوا من شراء تذكرة لحفلاتها من حضورها”.