التجارب السريرية على لقاح علاجي لسرطان الرئة حققت نتائج إيجابية

لقاح "تيدوبي" خفض خطر الوفاة لدى المرضى مقارنة بالعلاج الكيميائي.
الأربعاء 2023/09/13
سرطان الرئة لا يتجلى بشكل ملحوظ في المرحلة المبكرة

أحدث اكتشاف لقاح جديد لسرطان الرئة ضجة في الأوساط الطبية حيث أثبت فعاليته في تخفيف حدة المرض مقارنة بالعلاج الكيميائي. ويعطي اللقاح الفرنسي “تيدوبي” أملا لمرضى سرطان الرئة حيث يوفر لهم حياة أفضل. وتهدف لقاحات السرطان العلاجية إلى تثقيف الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بالتحديد.

باريس- أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الفرنسية “أوزيه إيميونوثيرابوتيكس” عن نتائج إيجابية للقاحها العلاجي “تيدوبي”  لدى مرضى يعانون من سرطان الرئة المتقدم، إذ أدى هذا اللقاح إلى انخفاض خطر الوفاة مقارنة بالعلاج الكيميائي.

وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة “أنالز أوف أونكولودجي” للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية (السابقة لطرح اللقاح) أن “44.1 في المئة من هؤلاء المرضى كانوا لا يزالون على قيد الحياة بعد عام واحد من بدء العلاج في المجموعة التي تتلقى اللقاح، في حين أن 27.5 في المئة في المئة فحسب كانوا لا يزالون على قيد الحياة في مجموعة العلاج الكيميائي”.

وأوضح المُعدّ الرئيسي للدراسة المسمّاة “أتالانتيه -1” مدير الأبحاث السريرية في معهد غوستاف – روسّي البروفيسور بانجامان بيس أن “الدراسة بيّنت أيضاً أن الاستعاضة عن العلاج الكيميائي باللقاح تتيح توفير نوعية حياة أفضل للمرضى” وتحدّ من الآثار الجانبية.

ورأى المدير العام لشركة “أوزيه إيميونوثيرابوتيكس” نيكولا بوارييه في مؤتمر صحفي افتراضي أن هذه النتائج توفّر “أملاً جديداً لهؤلاء المرضى”، مشيراً إلى أن أكثر من ألف حقنة أجريت خلال مختلف الدراسات السريرية. وتهدف لقاحات السرطان العلاجية إلى تثقيف الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بالتحديد.

وشرحت “أوزيه إيميونوثيرابوتيكس” أن لقاح “تيدوبي” أثبت فاعليته لدى المرضى ذوي الجين “إتش إل إيه – إيه 2” الموجود لدى نصف السكان. وسبق أن تلقى المرضى الذين دخلوا التجربة العشوائية علاجاً كيميائياً وآخر مناعياً.

gg

وأشار البروفيسور بانجامان بيس إلى أن الدراسة لم تستكمل عملية تطوّع المرضى للتجربة بسبب تفشي جائحة كوفيد – ،19 وهي تالياً “لا تتمتع بالقوة المطلوبة” لكنها “تُمكّن من فهم أي فئة استفادت فعلياً” من اللقاح، وهي مجموعة المرضى الذين استجابوا في البداية للعلاج المناعي قبل أن ينتكسوا.

وشارك ما مجموعه 219 مريضاً في الدراسة في تسع دول أوروبية والولايات المتحدة (139 تلقوا “تيدوبي” و80 تلقوا العلاج الكيميائي). وأعطِيَ اللقاح في البداية كل ثلاثة أسابيع، ثم كل ثمانية أسابيع لمدة عام، ثم كل 12 أسبوعاً.

ويبدأ سرطان الرئة بتكوين كتلة (ورم) في الرئة تكون وفق التكاثر غير الضروري وغير المسيطر عليه للخلايا الموجودة في أنسجة الرئة السليمة من الناحية الهيكلية. بعد ذلك، تبدأ هذه الكتلة في التوسع في الموقع الأصلي وفي المراحل اللاحقة تغزو الأنسجة المحيطة، تليها أعضاء بعيدة (الكبد والعظام والدماغ وما إلى ذلك) حيث تنتشر خلال الدورة الدموية. ومن بين جميع أنواع السرطان، يعد سرطان الرئة السبب الأكثر شيوعا للوفاة بين الرجال وثاني أكثر الأسباب شيوعا للوفاة بين النساء. حيث يموت ما يقرب من 1.3 مليون شخص بسبب سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم كل سنة. ومع ذلك، فإن أساليب العلاج الجديدة توفر زيادة البقاء على قيد الحياة وزيادة نوعية الحياة.

الاستعاضة عن العلاج الكيميائي باللقاح تتيح توفير نوعية حياة أفضل للمرضى وتحدّ من الآثار الجانبية

وقد لا يؤدي المرض إلى شكاوى كبيرة حتى يتطور إلى مراحل متقدمة. ويعتبر التقدم دون أعراض أهم عامل يجعل سرطان الرئة خطيرا جدا.

والشكاوى التي تؤدي إلى التفكير في السرطان تشمل التهاب الشعب الهوائية المزمن لدى المدخنين، وتحول شكاوى السعال والبلغم الموسمي إلى الشكل المزمن، وضيق التنفس المتفاقم تدريجيا، والدم في البلغم، والألم الحاد في الصدر ينتشر إلى الظهر وخاصة بين منطقة الكتفين، وفقدان الوزن مجهول السبب، وبحة في الصوت، و الصفير في التنفس والشعور بالتعب الشديد.

ولا يتجلى سرطان الرئة بشكل ملحوظ في المرحلة المبكرة، على الرغم من أن بعض المرضى يعانون من السعال والصفير وضيق التنفس وآلام الصدر. ويمكن تشخيصه بالمصادفة في صورة بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية التي يتم تطبيقها لفحص أسباب أخرى.

ويعد الأشخاص المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، رغم أن سرطان الرئة يمكن أن يصيب أيضًا الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر التي تم تدخينها.

ويرى الأطباء أن التدخين يسبب سرطان الرئة من خلال إتلاف الخلايا المُبطّنة للرئتين. فعندما يستنشق الشخص دخان السجائر المليء بالمواد المسببة للسرطان (المواد المسرطنة)، تبدأ تغيرات في أنسجة الرئة على الفور تقريبًا.

وفي البداية، قد يكون الجسم قادرًا على علاج هذا الضرر. ولكن مع كل تعرض متكرر تتلف الخلايا الطبيعية التي تُبطّن الرئتين بشكل متزايد. وبمرور الوقت، يتسبب التلف في عمل الخلايا بشكل غير طبيعي وقد يتطور السرطان في النهاية.

tt

ويُقسّم الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين بناءً على مظهر خلايا هذا السرطان تحت المجهر. ويتخذ الطبيب قرارات العلاج بناءً على النوع الرئيسي الذي أصيب به  الشخص من سرطان الرئة.

ونوعا سرطان الرئة الرئيسيان هما: سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة ولا يحدث سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة تقريبًا إلا لدى المدخنين الشَّرِهين، وهذا النوع أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.

وسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة هو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة. وتشمل سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة وسرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغُدّي وسرطان الخلايا الكبيرة. ويمكن علاج سرطان الرئة بواسطة الجراحة، أو عن طريق العلاج الإشعاعي، أوالعلاج الكيميائي، أو العلاج المناعي.

كما كان العلماء قد ابتكروا علاجا جديدا، وهو لقاح السرطان الشخصي. وهو عبارة عن علاج بواسطة استخدام بيانات الطفرات الجينية السرطانية المكتشفة لدى كل مريض ليتم استخدامها في اللقاح، من أجل حقنه في المريض لتحفيز إنتاج مناعة خاصة بالخلايا السرطانية وتقليل حجم الورم. كما أن اللقاح يعمل على منع تكرار الإصابة بالمرض مرة أخرى والقضاء على الخلايا السرطانية التي لم تمت بواسطة الطرق العلاجية الأخرى.

كما أن الفحوصات الطبية السنوية يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بسرطان الرئة وغيرها من الأمراض. لاسيما أنه في حال تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فإنه لايزال بالإمكان معالجته والتعافي منه بشكل قاطع.

16