موعد ممارسة الرياضة له تأثير كبير على تحقيق أقصى استفادة منها

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن موعد ممارسة الرياضة يؤثر على عملية الاستفادة منها، مشيرين إلى أن تمارين قوة التحمل مثل الركض تكون أكثر نفعا في الصباح، بينما من الأفضل ممارسة تمارين تقوية العضلات قبل الظهيرة. ويحذر مدربو اللياقة البدنية من ممارسة الرياضة قبيل الخلود إلى النوم، نظرا لأنها تحد من إفراز هرمون النوم “الميلاتونين”.
ساربروكن (ألمانيا) - لموعد ممارسة الرياضة تأثير كبير على تحقيق أقصى استفادة منها، وفق ما قاله مدرب اللياقة البدنية الألماني سفين زايدنشتوكر.
وأوضح زايدنشتوكر أنه من الأفضل ممارسة رياضات قوة التحمل (تمارين الكارديو) مثل الركض قبل تناول وجبة الفطور، نظرا لأن تأثير حرق الدهون يكون أعلى مقارنة بممارستها بعد الفطور.
وأضاف زايدنشتوكر أن من الأفضل أيضا ممارسة تمارين تقوية العضلات قبل الظهيرة، نظرا لأن الهرمونات المسؤولة عن تأثير بناء العضلات تكون في أعلى مستويات تركيزها في الدم في هذا الوقت.
وحذر مدرب اللياقة البدنية الألماني من ممارسة الرياضة قبيل الخلود إلى النوم، نظرا لأنها تحد من إفراز هرمون النوم “الميلاتونين”، مما يؤدي إلى صعوبات النوم. وعند الرغبة في ممارسة الرياضة في المساء، فينبغي حينئذ ممارستها بمدة لا تقل عن ساعة ونصف إلى ساعتين قبل الخلود إلى النوم.
ويشير الخبراء إلى أن ممارسة الرياضة في أوقات معينة من اليوم يمكنها أن تحقق أقصى قدر من أهداف اللياقة لدى الأفراد، مفضلين أن يكون ذلك في أوقات الصباح.
عند الرغبة في ممارسة الرياضة مساء، ينبغي ممارستها بمدة لا تقل عن ساعة ونصف قبل الخلود إلى النوم
وقال أنتوني هاكني، الأستاذ في قسم التمارين وعلوم الرياضة في “جامعة نورث كارولينا تشابل هيل”، “إن ممارسة الرياضة في الصباح، خاصة قبل الإفطار، هي أفضل طريقة لحرق الدهون المخزنة، مما يجعلها مثالية لفقدان الوزن. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن التركيبة الهرمونية للجسم في الصباح أُعدّت لدعم هذا الهدف”.
وأضاف هاكني في حديث لمجلة “تايم” الأميركية أن في ساعات الصباح الباكر يكون لدى الفرد احتياج كبير إلى الطاقة، فإذا كان يمارس التمارين الصباحية فسوف يستمد طاقته من احتياطي الدهون لديه، مما يساعده على فقدان الوزن.
وتشير الأبحاث أيضا إلى أن الذين يمارسون الرياضة في الصباح قد تكون لديهم شهية أقل على مدار اليوم، مما قد يساعد أيضا على حمايتهم من زيادة الوزن.
وهناك الكثير من الإيجابيات للتمرّن في الصباح، ذلك أن الشخص سينهي تمارينه الرياضية قبل أن يبدأ يومه، ما يعني أنه سيبدأ يومه بهرمون الإندورفين، وسيشعر بشعور جيد بمعرفة أنه أنجز شيئا قبل الساعة التاسعة صباحا لن يحققه كثيرون غيره.
وتدعم الدراسات كذلك فكرة ممارسة الرياضة في ساعات الصباح، فقد قيّمت دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة “الطب والعلوم في الرياضة” كيفية استجابة النساء للطعام بعد ممارسة التمارين أولا في الصباح. وعندما سار المشاركون في الدراسة ممن لديهم أوزان صحية، وأولئك الذين يعانون السمنة، مدة 45 دقيقة، كانوا أقل تشتتا بصور الطعام اللذيذة مقارنة بالوقت الذي فشلوا فيه في ممارسة الرياضة.
ووجد الباحثون كذلك أنه في الأيام التي يمارس فيها المشاركون التمارين الصباحية، زاد نشاطهم البدني على مدار اليوم أكثر من الأيام التي لم يمارسوا فيها التمارين في الصباح.
من يقوم بنشاطات رياضية تشمل ثلاث جلسات أسبوعية من تمارين البطن، يشعر بالفوائد الأولى للرياضة على قدراته البدنية قبل أن تظهر على شكل بدنه
وتتضمن الرياضة الصحية ممارسة مجهود عضلي بطريقة صحيحة لوقت محدد أسبوعيا وباستمرار، بحيث تؤثر إيجابيا على الصحة العامة الجسدية والنفسية. وتُقسم الرياضة إلى تمارين قوية الشدة مثل الجري والتمارين داخل الجيم، وتمارين متوسطة الشدة كالمشي الحثيث وركوب الدراجات.
وتعد الرياضة المفتاح الرئيسي لخفض الوزن والوسيلة الفعالة للوصول والمحافظة على وزن صحي لدى كل من البالغين والأطفال، حيث تعمل الرياضة على استهلاك السعرات الحرارية الزائدة وتحويلها إلى طاقة يستفيد منها الجسم، وبالتالي يمنع تخزين هذه السعرات الحرارية على شكل دهون.
وللحصول على فوائد الرياضة للتخسيس يجب أن تكون السعرات المستهلكة أثناء التمرين أكثر أو مساوية للسعرات المتناولة. بالتالي إن كانت التمارين غير فعالة في إنقاص الوزن، فيجب عندها تتبع كمية السعرات الحرارية المتناولة، فغالبا ما تكون كميتها أكبر مما يحرقه الجسم، عندها يجب إنقاص الوزن إما بزيادة ممارسة الرياضة أو بتقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة، أو كليهما.
وتساعد ممارسة النشاط البدني والرياضة بانتظام على السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتعود فوائد الرياضة هذه إلى أنه عند ممارسة النشاطات البدنية تستهلك العضلات كميات كبيرة من الطاقة، وبالتالي تتطلب المزيد من الأوكسجين أكثر من المعتاد، ولتلبية الطلب المتزايد من الأوكسجين لابد من زيادة كمية الدم المتدفقة من خلال الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى توسع الأوعية، ومن ثمة ينخفض ضغط الدم.
ويرى خبراء اللياقة أن من يقوم بنشاطات رياضية تشمل ثلاث جلسات أسبوعية من تمارين البطن، يشعر بالفوائد الأولى للرياضة على قدراته البدنية قبل أن تظهر على شكل بدنه.

وأشاروا إلى أنه “في نهاية الأسبوعين، سيتولد لدى الفرد انطباع بأن لديه قدرة أكبر على تسلق الدرج أو سيشعر أن سطل الماء أصبح أقل ثقلا”، ولكن كي يلاحظ الشخص تغيرا في شكله مقارنة بما كان عليه قبل البدء في التمارين الرياضية، عليه أن ينتظر على الأقل شهرا ونصف الشهر، أما إذا كان يريد أن يشعر بأن ملابسه أصبحت بالفعل أقل ضيقا عليه، فعليه أن ينتظر “ما بين ثلاثة وستة أشهر”.
ويلفت المدرب الرياضي فنسنت بيدرازا إلى أن سرعة تأثير الرياضة على البدن تعتمد كذلك على العمر والجنس، إضافة إلى التاريخ الرياضي للشخص، وحسب قوله فإن من لم يكن يمارس رياضة من قبل يلاحظ النتائج الأولى لتمارينه بسرعة كبيرة.
كما يبرز المختصون في هذا الشأن أهمية تكثيف التمارين والتركيز فيها، على أن يشمل ذلك استخدام التعزيز العضلي لجعل معالم العضلات أكثر وضوحا، والقيام بتمارين تقوية القلب وذلك لفقدان الدهون.
وأضافوا أن أكثر التمارين التي تعطي نتائج جيدة وبسرعة أكبر من غيرها هي ما يطلق عليه “كروسفيت” التي تجمع بين العديد من الرياضات في آن واحد.
ومع ذلك، فإن من لا يغير عاداته الغذائية ينبغي أن لا ينتظر أي تطور يذكر في شكل بدنه، إذ يقول الطبيب الرياضي “إذا كان هدفنا من النشاط الرياضي هو تغيير شكل أبداننا، فعلينا أن ندرك أن الرياضة لا تساهم في ذلك إلا بنسبة 40 في المئة، بينما تعتمد نسبة 60 في المئة المتبقية على الغذاء”، فالنظام الغذائي المتنوع والمتوازن المصحوب بالنشاط البدني هو في الواقع سر التحول المستدام.