تركيا تدخل على خط الاشتباك بين 'قسد' والعشائر العربية

قوات الجيش الوطني الموالي لتركيا تقول إنها فتحت الطريق للراغبين من أبناء العشائر في قتال 'قسد' في منبج والباب بينما تستمر الاشتباكات بين الأخيرة ومسلحي العشائر في ريف دير الزور.
الأحد 2023/09/03
فصائل موالية لتركيا تشتبك مع قوات سوريا الديمقراطية دعما لمسلحي العشائر

بيروت - ذكر تقرير إخباري لقناة الميادين اللبنانية المقربة من إيران وحزب الله، أن اشتباكات عنيفة اندلعت فجأة الأحد بين فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا والوحدات الكردية وتركزت في قرى الطركي التي سيطر عليها المسلحون الموالون لتركيا جنوب بلدة تل أبيض شمالي الرقة، في تطور يأتي بينما تستمر المعارك على أشدها بين قوات قسد وقوات من حلفائها من العشائر العربية.

ويبدو أن لتركيا دور محوري في هذا القتال وفي المواجهات بين قسد والعشائر العربية وأن عملية الفصائل السورية الموالية لأنقرة إنما تأتي لتأجيج تلك المواجهات لاضعاف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وفي دلالة على المخاوف الأميركية من انهيار حلفائها الأكراد، أعلنت السفارة الأميركية في دمشق الأحد عن لقاء عقده مسؤولون مع كل من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووجهاء عشائر اتُّفق خلاله على ضرورة خفض العنف في شرق سوريا، لقطع الطريق على تنظيم داعش الذي يستغل أي فرصة لشن هجمات دموية.

وتشكل قوات قسد رأس الحربة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية وتتلقى دعما لوجستيا ومعلوماتيا وتدريبات أيضا من قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن.

وقامت الميليشيات السورية الموالية لتركيا بقطع الطريق الدولي 'أم 4' على محور صكيرو جنوب تل أبيض، بينما دارت اشتباكات عنيفة في قرية الطويل غربي بلدة تل تمر في ريف الحسكة الغربي قرب الطريق الدولي 'أم 4'.

وتأتي اشتباكات الأحد بعد أخرى ممثالة اندلعت أمس السبت بين الطرفين في جبهات ريف منبج الغربي في ريف حلب، بينما أوضحت قناة الميادين نقلا عن مراسلها، أن مسلحي الجيش الوطني حاولوا التقدم في محور قرية أم عدسة غربي منبج وسط تبادل للقصف الصاروخي المكثف وبالمدفعية.

وبحسب المصدر ذاته نفذت المقاتلات الروسية عد ضربات جوية استهدفت  القوات الروسية محيط ريف منبج، أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.

ويوم الجمعة الماضية شنت المقاتلات الروسية خمس غارات استهدفت النقاط التي تقدّم إليها مسلّحو 'الجيش الوطني' في إحدى قرى ريف حلب الشرقي الذي تسيطر عليه قوات قسد، إذ تعمل القوات الروسية بالتنسيق مع الحكومة السورية، على منع تمدد "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري.

وأعلن الجيش الوطني من جهته أنه تمكن من فتح المعابر في وجوه الراغبين من أبناء العشائر في قتال "قسد" في منبج والباب، بينما ذكرت 'الميادين' أن مسلحين قالوا إنّهم من أبناء العشائر، عبروا عدة قرى في منبج والباب.

ونشر هؤلاء مقاطع مصورة تظهر سيطرتهم على قريتي عرب حسن والمحسنلي في ريف منبج والبويهج في ريف الباب، بينما سارع شرفان درويش الناطق باسم 'مجلس منبج العسكري'  إلى نفي كلّ الأنباء عن سيطرة من وصفهم بالمرتزقة "على أيّ نقطة أو حاجز في القرى والبلدات في ريفي منبج والباب"، مؤكدا التصدي لكل الهجمات. كما أوضح أن "الاشتباكات مستمرة في قرى المحسنلي وعرب حسن وأم جلود والصيادة والدندنية".

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار المسيّرات والمدفعية التركية في استهداف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمالي سوريا وشمالي شرقيّها.

وتتقلب سوريا في الفترة الأخيرة بين موجات عنف واضطرابات وهجمات دموية أعادت للأذهان أجواء الحرب الأهلية التي اندلعت في مارس 2011 وتدخلت فيها أطراف دولية، فبعد هدوء نسبي على عدة جبهات تفجرت انتفاضة في السويداء جنوبا احتجاجا على غلاء المعيشة سرعان ما تحولت إلى مطالبة برحيل النظام، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يشكل الأكراد أغلب مكونها وقوات من حلفائها من العشائر العربية في ريف دير الزور، في الوقت الذي تفجرت فيه اشتباكات بين 'قسد' والجيش الوطني الذي يضم فصائل مسلحة موالية لتركيا على جبهات شمال الرقة عند تل أبيض وريف الحسكة الغربي.

وترسم هذه التوترات وتوقيتاتها مسارا آخر للصراع الذي خفت ضجيجه بعد سيطرة النظام السوري بمساعدة روسيا وإيران على معظم أراضيه، منذرة بأوقات عصيبة لدمشق التي لم تكد تنتشي بالانفتاح العربي وعودتها للجامعة العربية بعد عقد من القطيعة.