الصدر يمنع سرايا السلام من أي استعراضات دون أمره

زعيم التيار الصدري يطالب المسؤول في فصيله بتشريع قانون عقوبة على كل من يخرق القانون والقرار.
السبت 2023/08/19
عملية التطهير مستمرة

بغداد - قرّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، منع أي استعراض عسكري لـ"سرايا السلام" من دون الرجوع إليه في ذلك، في توجه لتطهير لفصيله المسلح من بعض المندسين الذين من شأنهم ارتكاب أعمال عنف تسيء إلى صورته.

وقال الصدر عبر وثيقة صادرة عنه وجهها إلى "السرايا" "حفاظا على سمعتكم وحبا بالعراق وشعبه، يمنع أي استعراض عسكري مسلح منعا باتا .. إلا بعد مراجعتنا"، مشيرا إلى "ضرورة سن قانون عقوبة على كل من يخرق ذلك القانون والقرار".

ودعا الصدر المسؤول العام لقوات السرايا تحسين الحميدواي إلى "تعميم هذا القرار، واتخاذ اللازم بأسرع وقت ممكن".

وكان الصدر قد أمر بتشكيل ميليشيا "سرايا السلام" بعد دخول "داعش" للموصل ومدن عراقية أخرى عام 2014 بذريعة الدفاع عن المراقد المقدسة في سامراء، وخاضت الميليشيا معارك عدة ضد تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من العراق، واتهم بعض عناصرها بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين في المناطق المحررة.

ويمثل قرار زعيم التيار الصدري التزاما بالنظام وأسس بناء الدول، فهو لا يريد إثارة الفتن والمشاكل في البلاد، لذا ارتأى إصدار القرار الملزم بأن أي استعراض عسكري لا يتم إلا بعد مراجعته شخصيا من دون غيره.

ويعتقد مراقبون أن قرار الصدر الملزم لسرايا السلام، ينزع إلى تطهيرها من أي عناصر غير ملتزمة مثلما جرى مع العديد من العناصر بسبب مخالفة التوجيهات الصادرة من القيادة العامة للسرايا.

وطردت قيادة الفرقة الثالثة في السرايا الجمعة أحد عناصرها في محافظة البصرة وذلك "واستنادا الى توجيهات المسؤول العام لسرايا السلام تقرر توجيه عقوبة (الطرد) الى المدعو (جواد كاظم مهدي القطراني) المنسوب الى الفوج الاول السرية الرابعة ضمن اللواء".

وكان الصدر قد وجه الأربعاء الماضي بطرد 6 عناصر من "سرايا السلام" بسبب تجاوزهم على أحد الحواجز الأمنية.

وأكد الصدر بحسب الوثيقة على "الالتزام بالتوجيهات التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على النظام العام، وعدم تكرار مثل هذه التجاوزات، وفي حال تكرارها ستكون العقوبة أشد".

وكان زعيم التيار الصدري، قد قرر في مارس تجميد عمل "سرايا السلام" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بعدما شهدت خروقات أمنية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.

وقال الصدر في بيانه إن أسباب إيقاف "سرايا السلام" تعود لوجود أشخاص وصفهم بالمندسين، يعملون باسم الصدر على اختطاف وابتزاز أهالي ديالى، وهذا ما لا يرتضيه العقل والإنسانية.

ويعتقد مراقبون أن على الأطراف السياسية الأخرى العمل على احترام الدولة وتتخذ قرارات مماثلة وتمنع فصائلها من الاستعراضات العسكرية في أي محافظة من البلاد.

وشهدت محافظة البصرة العراقية، العام الجاري والذي سبقه، استعراضات لـ"سرايا السلام" وأخرى لمليشيا "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، وهو ما أثار المخاوف من إثارة الفتنة.

 ويجري ذلك في وقت يستعد فيه العراق لخوض الانتخابات المحلية، التي تقرر إجراؤها نهاية العام الحالي، في ظل حالة ترقب لإمكانية مشاركة التيار الصدري من عدمها، إذ يقاطع الصدر العملية السياسية.

وانسحب "التيار الصدري" من العملية السياسية في 29 أغسطس من العام الماضي 2022، بعدما قرر زعيمه سحب نواب كتلته من البرلمان، ومن ثم اعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار التيار الصدري وانتهت بالاشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة الحشد الشعبي.