تحذيرات من التداعيات الصحية طويلة المدى بعد زلزال تركيا

هناك نقص في التغذية المتوازنة، مما يؤدي إلى إصابة الأطفال باضطرابات النمو، كما تواجه النساء الحوامل مخاطر أيضا.
الثلاثاء 2023/08/01
بحاجة إلى إحاطة نفسية

إسطنبول - حذرت الرابطة الطبية في جنوب تركيا من الأضرار الصحية طويلة المدى بعد مرور أكثر من نصف عام على وقوع الزلزال المدمر في المنطقة.

وكان زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر قد ضرب جنوب شرق تركيا في السادس من فبراير الماضي، مما تسبب في حدوث دمار واسع النطاق.

وأعقبت الزلزال سلسلة من الهزات الارتدادية العنيفة. وقد أودى الزلزال بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتسبب في نزوح الملايين.

والآن بعد إزالة آثار الدمار مازالت المشاكل الصحية طويلة المدى مستمرة، وفقا لما قاله صلاح الدين مينتس رئيس الرابطة الطبية في مدينة أضنة بجنوب تركيا لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف أن النساء والأطفال الصغار معرضون للخطر أكثر من غيرهم.

ويشار إلى أن هناك نقصا في التغذية المتوازنة، مما يؤدي إلى إصابة الأطفال باضطرابات النمو. كما تواجه النساء الحوامل مخاطر أيضا.

وقال المتحدث “تم تسجيل عدد كبير من حالات الولادات المبكرة والإجهاض في المنطقة”. وأضاف أنه كان يجب إجراء عمليات صعبة في أضنة، كما أن المستشفيات كانت مكتظة بالمرضى. كما رصد الأطباء في منطقة الزلزال بتركيا زيادة في معدلات الاكتئاب.

واتهم صلاح الدين مينتس السلطات بالتخلص من ركام المباني المنهارة بطريقة غير مناسبة. وقال إن المسؤولين لا يعلمون ما إذا كان الركام يحتوي على مواد سامة مثل الاسبستوس وما إذا كان يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية. وأضاف أن عدم معرفة هذه الأمور يمثل مشكلة كبيرة.

وترتفع حدة الأعراض النفسية والعصبية التي تنتاب ضحايا الزلزال وحتى المشاهدين عن بعد، كما يحذر خبراء صحة نفسيون.

ويشير الخبراء النفسيون إلى ضرورة إيلاء الجوانب النفسية للمتضررين من ضحايا الزلزال الأهمية القصوى، تداركا لتدهور صحتهم النفسية أكثر بفعل هذه التجربة القاسية التي تؤثر سلبا على توازنهم النفسي والسلوكي.

وطالب الخبراء بتوفير فرق وطواقم طبية نفسية متخصصة، جنبا إلى جنب مع الطواقم الطبية والإغاثية المعتادة في مثل هذه الكارثة.

ee

وقال الخبير والاستشاري النفسي قاسم حسين صالح “يعاني الناجون من الكوارث الطبيعية، لاسيما الزلازل، من اضطراب ما بعد الصدمة، وأهم أعراضه هي:

  • الاستيقاظ في الليل عدة مرات، مصحوبا بكوابيس متكررة لها علاقة بالزلازل.
  • ذكريات وأفكار متكررة عن الزلزال تسبب لهم الحزن والتوتر والقلق والاكتئاب والتشنج العصبي.
  • ينتاب المتضررين الشعور كما لو أن الزلزال سيعاود الوقوع في أية لحظة.
  • تذكر الحدث على شكل صور أو خيالات.
  • انزعاج انفعالي شديد لأي تنبيه يقدح زناد ذكريات الحدث.
  • صعوبة التركيز على أداء نشاط.
  • فقدان الاهتمام بالحياة اليومية، والشعور بالذنب، وقد تراودهم أفكار انتحارية”.

ووفق صالح فإنه نظرا إلى العدد الكبير من الضحايا والمتضررين نتيجة الزلزال المفجع، ستنسحب تلك الحالات النفسية الخطيرة والمزمنة  ليس فقط على الناجين والمتضررين مباشرة، وإنما أيضا على ذوي الضحايا ومعارفهم، ومجمل الذين شاهدوا الانهيارات المروعة للأبنية والبيوت والمرافق العامة، ما يعني أن الملايين من الناس في العالم ستطالهم ولو جزئيا أعراض وحالات نفسية متفاوتة.

15