خمسة قتلى في اشتباكات بين فتح ومسلحين اسلاميين في عين الحلوة

إطلاق نار وقذائف صاروخية في أعقاب توتر أمني بين المسلحين الفلسطينيين في المخيم أسفر عن سقوط قتيل وإصابة ستة آخرين بينهم أطفال.
الأحد 2023/07/30
حسم الأمور في عين الحلوة بات مطلبا فلسطينيا

صيدا (لبنان) - قُتل 5 أشخاص وأصيب 14، في اشتباكات مسلحة بدأت ليل السبت وتواصلت اليوم الأحد بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان بين مسلحين من آل الزبيدات المقربين من حركة فتح وآخرين محسوبين على تيارات إسلامية في المخيم.

واندلعت الاشتباكات في أعقاب إطلاق نار استهدف الناشط الإسلامي محمود أبوقتادة، ما أدى إلى جرحه، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية لبنانية).

وحتى الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين "آل زبيدات" وآخرين من جماعة جند الشام والجماعات المحسوبة على الناشطين الإسلاميين، وتُستخدم فيها أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية.

وأدت الاشتباكات إلى مقتل القيادي في حركة فتح أبوأشرف العرموشي و3 من مرافقيه إثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم، بالإضافة إلى مقتل شخص خامس وإصابة 14 آخرين بجروح، بينهم طفلتان، وفقا للوكالة.

كما أفاد الجيش اللبناني في بيان، بإصابة أحد عناصره بجروح جراء شظايا قذيفة هاون سقطت داخل مركز عسكري تابع له.

وكتب على تويتر "تجري اشتباكات في مخيم عين الحلوة وبنتيجتها سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة".

وأدت الاشتباكات أيضا إلى تضرر محال ومنازل في مدينة صيدا (خارج المخيم)، ما دفع بالقوى الأمنية اللبنانية إلى قطع حركة المرور في بعض الشوارع الرئيسية القريبة من المخيم.

ومن وقت إلى آخر تتكرر اشتباكات مماثلة في عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم الأحد بأن الاشتباكات بين عناصر من حركة "فتح" وناشطين إسلاميين في منطقتي "الصفصاف والبركسات" تجددت اليوم الأحد على خلفية الإشكال المسلح الذي اندلع ليل السبت في الشارع التحتاني.

وأشارت الوكالة إلى سماع إطلاق رصاص بين الحين والآخر في مخيم عين الحلوة، فيما ذكر موقع "النشرة" المحلي سماع أصوات انفجارات ناتجة عن استخدام قذائف "آر بي جي".

ويأتي تجدد الاشتباكات في المخيم الفلسطيني، في أعقاب توتر أمني رافقه انتشار كثيف للمسلحين بين منطقتي الصفصاف والبركسات، إثر إطلاق النار من الملقب بـ"الصومالي" على ناشط إسلامي عند سوق الخضار، وسط المخيم، ما أدى إلى إصابته بقدمه.

وأعقب العملية إطلاق رشقات من أسلحة رشاشة متوسطة، وقنابل يدوية وانفجار قذائف صاروخية، سجل خلالها سقوط قتيل وإصابة ستة آخرين. بحسب ما أكّد مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد.

وقال القيادي في حركة فتح في لبنان منير مقدح، إنّ "الوضع الأمني المتوتّر داخل المخيّم أدّى حتّى الآن إلى سقوط قتيل وإصابة 6 من سكّان المخيّم، بينهم أطفال". وأضاف "نعمل... على إنهاء الاشتباكات وتسليم المتورّطين".

وفي الأثناء تعقد "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" اجتماعا موسعا في قاعة مسجد النور داخل المخيم، لمتابعة الوضع الأمني وبحث ملابساته وتسليم القاتل وتطويق ذيول الإشكال ومنع تطوره.

والاشتباكات بين مجموعات مُتنافسة أمر شائع في مخيّم عين الحلوة الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين، انضمّ إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيّين الفارّين من النزاع في سوريا.

وقال مصدر فلسطيني في المخيّم طالبًا عدم كشف اسمه لأسباب أمنيّة إنّ "إسلاميًّا من جماعة الشباب المسلم قُتِل، وإنّ قياديًّا في المجموعة هو من بين الجرحى".

وأشار المصدر إلى أنّ أعضاء من حركة فتح تواجهوا مع مجموعات إسلاميّة في المخيّم الواقع قرب مدينة صيدا الساحليّة.

ويأتي ذلك بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في فتح داخل المخيّم نفسه.

ورغم قيام الجيش اللبناني ببناء سور مثير للجدل يحيط بالمخيم، إلا أنه لا خطط لديه للقيام بأي عمل عسكري للسيطرة على المخيم، خصوصا وأن إثارة موضوع السلاح الفلسطيني غير مطروحة حاليا، لأنه يعني منطقيا إثارة موضوع سلاح حزب الله.

ويُعدّ مخيّم عين الحلوة أكبر المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، ويُعرف أنّ متطرّفين وفارّين من العدالة يحتمون فيه.

وترى مصادر فلسطينية أن الحاجة إلى حسم الأمور في عين الحلوة باتت مطلبا فلسطينيا قبل أن تكون مطلبا لبنانيا. وقد كشفت مصادر أمنية لبنانية أن المخيم مخترق من قبل داعش والنصرة ومن قبل حزب الله ومخابرات دمشق على نحو يجعله ميدانا مواتيا لإرسال رسائل تتجاوز المخيم وتتجاوز لبنان.

وفي مارس، قُتِل شخص وأصيب آخرون خلال اشتباكات ليليّة في المخيّم.

وثمّة أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجّلين لدى الأونروا في لبنان. ويعيش معظمهم في واحد من 12 مخيّمًا رسميًّا للاجئين، غالبًا في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة قيود قانونيّة.