التهاب السحايا الفايروسي عند الأطفال: الأسباب والأعراض

موسكو - يبدأ التهابُ السحايا الفايروسي عادةً بأعراض العدوى الفايروسية مثل الحمى والشعور العام بالمرض والصُّدَاع ووجع العضلات. ويصاب المرضى بعد ذلك بالصداع وتيبُّس الرقبة ممَّا يجعل خفض الذقن إلى الصدر أمرًا صعبًا أو مستحيلاً.
ويعاني الأشخاص لاحقا من أعراض تشير إلى التهاب السحايا، أي يُصابون بالحمّى والصداع وتيبُّس الرقبة عادة؛ حيث يشعرون بالألم عند محاولتهم خفض الذقن إلى الصَّدر، أو قد يكون القيام بذلك مستحيلًا. ولكن، لا يكون تحريك الرأس في اتجاهات أُخرى بنفس الصعوبة.
ويمكن أن تكون الأعراض شبيهة بأعراض التهاب السَّحايا الجرثومي، ولكنها تكون أقل شدّة عادةً، وتحدث وتتقدم ببطء أكبر.
الأعراض يمكن أن تكون شبيهة بأعراض التهاب السَّحايا الجرثومي، ولكنها تكون أقل شدّة عادةً، وتحدث وتتقدم ببطء أكبر
وأعلن الدكتور إيفان كونوفالوف أخصائي الأمراض المعدية، أن التهاب السحايا الفايروسي لدى الأطفال عادة ما يستجيب جيدا للعلاج إذا ما شخص وعولج في الوقت المناسب دون تأخير.
وأشار الطبيب في حديث لصحيفة “إزفيستيا” إلى أن التهاب السحايا الفايروسي عند الأطفال يظهر في البداية كعدوى تنفسية شائعة، ولكن بعد ذلك تتفاقم الأعراض.
وقال كونوفالوف “غالبا ما تسبب الفايروسات المعوية (مثل المكورات السحائية) تفشي المرض في الموسم الدافئ، عن طريق السباحة في المسابح وأحواض المياه المغلقة وكذلك عن طريق الأيدي القذرة والاتصال المباشر”.
ووفقا له يسبب الفايروس المعوي لدى البالغين عادة ظهور أعراض كالتهاب الجهاز التنفسي والحمى وأحيانا اضطرابات في الجهاز الهضمي. أما الأطفال الصغار وتلاميذ المدارس وأحيانا المراهقون فقد يصابون بالشكل الحاد للمرض، مثل التهاب السحايا الفايروسي.
وقال الطبيب الروسي “غالبا ما تكون إصابتهم حادة، ومصحوبة بحمى، وظهور ما يسمى بالعلامات السحائية، وأعراض محددة بما فيها الصداع الشديد، والتقيؤ الذي لا يجلب الراحة، وفقدان الوعي، والتشنجات هي ممكنة أيضا”.
وأشار إلى أنه عادة لا تختلف أعراض المرض عن التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، حيث يمكن أن تستمر هذه الحالة لعدة أيام، كما هو الحال مع التهاب الجهاز التنفسي العادي أو العدوى المعوية.
التهاب السحايا الفايروسي عند الأطفال يظهر في البداية كعدوى تنفسية شائعة، ولكن بعد ذلك تتفاقم الأعراض
وتابع “ولكن، بالنسبة إلى التهاب السحايا الفايروسي المعوي، فإن الأعراض العصبية، كقاعدة عامة، يصاحبها تكرر في ارتفاع درجة الحرارة بعد حوالي أسبوع من بداية المرض. وبالإضافة إلى الصداع قد تظهر على خلفية الموجة الثانية لارتفاع درجة الحرارة وسوء الحالة الصحية العامة، علامات تلف الجهاز العصبي، مثل التقيؤ المتكرر، لذلك يتم إدخال هؤلاء المرضى إلى المستشفى في أقسام العدوى المعوية أو الجراحة. ومن السمات المميزة أيضا ما يسمى بالأعراض السحائية التي يسببها تهيج السحايا الناجم عن فرط زيادة السوائل في تجاويف النخاع الشوكي والدماغ”.
ووفقا له، فإن فرط زيادة السائل النخاعي هو الآلية الرئيسية للأضرار التي يلحقها التهاب السحايا الفايروسي، وزيادة الضغط داخل الجمجمة، والضغط في النخاع الشوكي، لذلك يؤدي عمل ثقب في العمود الفقري إلى تحسن حالة المريض بشكل كبير.
ويغطى الدماغ والحبل الشوكي بثلاثِ طبقاتٍ من الأنسجة تُسمَّى السحايا. ويقع الحيّزُ تحت العنكبوتية بين الطبقة الوسطى والطبقة الداخلية من السحايا التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. ويحتوي هذا الحيزُ على السَّائِل النخاعي الذي يجري عبر السحايا، ويملأ الأحياز داخل الدماغ، ويساعد على توسيد الدماغ والحبل الشوكي.
ويعد التهاب السحايا الفايروسي السبب الأكثر شيُوعا لالتهاب السحايا العقيم. ويشير مصطلح التهاب السحايا العقيم إلى التهاب السحايا النّاجم عن أي شيء آخر غير الجراثيم التي تسبب التهاب السحايا عادة، وبذلك يمكن أن ينطوي التهاب السحايا العقيم على التهاب السحايا الناجم عن الأدوية أو الاضطرابات غير المُعدية أو الكائنات الحية الأخرى (مثل الجرثومة التي تُسبِّب داء لايم).