تمرين اليقظة الذهنية يحسن الصحة العقلية

برلين - يعد تمرين اليقظة الذهنية من التمارين الهامة للتمتع بصحة عقلية ونفسية جيدة، كما أنه يقلل من التوتر، ومن ثم فإنه يقي من مخاطر كبيرة مثل اضطرابات القلق والاكتئاب، وفق ما أفادت مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية.

وأشار خبراء المجلة الألمانية إلى أنه غالبا ما يجمع تمرين اليقظة الذهنية ما بين التأمل وتقنية إدراك الجسد وعلم النفس الحديث، بهدف المساعدة في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية وزيادة “المرونة” العقلية والعاطفية.

ونصح الخبراء الألمان بدمج تمرين اليقظة الذهنية في الحياة اليومية، مثلا من خلال الجلوس في مكان هادئ وبشكل قائم مع النظر إلى الأمام بعينين مفتوحتين ومحاولة إدراك التنفس بوعي.

ويتم إجراء التمرين من خلال احتساب الشهيق والزفير أو مصاحبة الأنفاس عقليا دخولا وخروجا مع السماح للأفكار الأخرى بالمرور وعدم الانتباه لها.

ومن الأشكال الأخرى لتمارين اليقظة الذهنية التأمل أثناء المشي؛ حيث يتم المشي ببطء شديد ووعي دون تشتيت الانتباه من خلال المكالمات الهاتفية مع دراية بحركة المشي.

وتعني اليقظة الذهنية تركيز الفرد لوعيه على اللحظة الحالية، والانتباه إلى مشاعره وأفكاره والبيئة المحيطة به في الوقت الحاضر بنوع من التقبل، بحيث لا يستغرق في اجترار الماضي، ولا ينشغل بالتطلع إلى المستقبل، فيفقد وعيه بالوقت الحاضر. واليقظة ببساطة هي أن يعمل الفرد على زيادة الوعي بالمحفزات الحسية، فيلاحظ التنفس والحواس والأفكار.

وغالبا ما تتعلق الأفكار التي تسبب للشخص القلق بالماضي أو المستقبل، واليقظة تعني أن يكون الشخص أكثر وعيا باللحظة الحالية، وهي تحميه من الاستغراق في الأفكار التي تسبب له التوتر، وتمكّنه من تجاوز سيطرة الأفكار السلبية، فيكون قادرا على إدراك مشاعره بشكل جيد دون إصدار الأحكام، ومن ثم التعامل معها.

وفي دراسة نشرتها مجلة “نيتشر هيومن بيهافيور” حول فعالية التدخلات النفسية في تحسين الحالات العقلية وتحقيق الرفاهية، بناء على نتائج نحو 400 دراسة سابقة، كشفت الدراسة فعالية أكبر لليقظة الذهنية وتأثيرها الإيجابي على الصحة العقلية بشكل يساعد على تحسين الصحة الجسدية والنفسية.

وقد وضع جون كابات زين الأستاذ بكلية الطب بجامعة ماساتشوستس، برنامجا للحد من الإجهاد قائما على اليقظة، وقد لاحظ الباحثون زيادة كثافة مناطق الدماغ المرتبطة بالتنظيم والتحكم العاطفي لدى عدد ممن خضعوا للبرنامج لعدة أسابيع.

وتساعد اليقظة على إرخاء الجسم والعقل وتقليل التوتر.

وأشارت دراسة نشرتها دورية “نيويورك أكاديمي للعلوم” إلى أن تأمل اليقظة يؤدي إلى تحسن كبير في جودة النوم، ويعالج بعض جوانب اضطرابات النوم بتأثيرها المعروف في اضطرابات المزاج والقلق وضعف الإدراك.