حركة الشباب تنشط بالتزامن مع بدء انسحاب قوة الاتحاد الأفريقي

مقديشو - في ظل كل تغيير تشهده الصومال تشن حركة الشباب الجهادية عمليات إرهابية متفرقة تعيد التأكيد بأن كلّ محاولات القضاء على هذه الحركة عسكريا فشلت طوال ستة عشر عاما.
وتزامنا مع إعلان الاتحاد الأفريقي بدء تخفيف عدد جنوده في الدولة التي تعاني من العنف، شن جهاديون من حركة الشباب هجوما استهدف قاعدة عسكرية في الصومال الأربعاء، وفق ما أفادت به الشرطة وشهود عيان.
وهزّت تفجيرات انتحارية وقعت بشكل متزامن القاعدة الواقعة في مدينة بارديرا حيث تتمركز قوات إثيوبية وصومالية، ما أدى إلى إطلاق نار كثيف، بحسب المصادر.
ولم ترد أي معلومات بعد عن سقوط ضحايا في الهجوم الذي تبنته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تخوض تمرّدا داميا ضد الحكومة المركزية الهشة منذ أكثر من 15 عاما.
◙ الحركة تحارب الحكومة منذ العام 2007 من أجل فرض أحكام الشريعة الإسلامية وقد تم طردها من المدن الرئيسية إلا أنها لا تزال منتشرة في مناطق ريفية واسعة
وقال الشرطي المحلي عبد بري إن "الانفجار الأول الذي يُعتقد أن انتحاريا نفّذه استهدف مدخل قاعدة "أي دي سي" العسكرية في بارديرا حيث تتمركز قوات إثيوبية تدرب جنودا صوماليين".
وأضاف أن "الانفجار الثاني وقع في المكان ذاته بعد مرور بضع دقائق على الانفجار الأول. هناك بعض الضحايا لكن لا تفاصيل لدينا حتى اللحظة"، مضيفا أن الوضع في المنطقة "طبيعي الآن".
وأفاد أحد السكان ويدعى بري حسن بحصول "إطلاق نار كثيف" بعد الانفجار الأول في قاعدة بارديرا الواقعة في ولاية جوبا لاند على بعد 450 كلم تقريبا جنوب العاصمة مقديشو.
وتتدرب قواتٌ محلية في معسكر "أي دي سي" للتجنيد، بهدف تحرير مناطق ولاية جوبالاند المحلية من الإرهابيين.
وتحارب الحركة المرتبطة بالقاعدة الحكومة منذ العام 2007 من أجل فرض أحكام الشريعة الإسلامية. وقد تم طردها من المدن الرئيسية بين العامين 2011 و2012، إلا أنها لا تزال منتشرة في مناطق ريفية واسعة.
وواصل عناصر الشباب تنفيذ هجمات دامية في الصومال، في مواجهة عملية عسكرية واسعة أطلقتها قوات مؤيدة للحكومة مدعومة بقوة الاتحاد الأفريقي (أتميص) ضد المجموعة الجهادية.
وفي الشهر الماضي قتل 54 عنصرا من قوة حفظ السلام الأوغندية عندما اقتحم عناصر الشباب قاعدة تابعة للاتحاد الأفريقي تقع في جنوب غرب مقديشو، في هجوم كان من بين الأكثر دموية منذ إطلاق العملية العسكرية في العام الماضي. وفي مواجهة الحركة نشر الاتحاد الأفريقي في 2007 قوة أميصوم وقوامها 20 ألف عسكري وشرطي ومدني من أوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي الأربعاء أن أتميص بدأت خفض عدد جنودها في الصومال بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة التي تنص على انسحاب “ألفي جندي (من قوات البعثة) بحلول نهاية يونيو 2023”.
ومن شأن هذا القرار أن يضاعف التحديات أمام السلطات الصومالية التي تخوض حربا من أجل القضاء على الحركة وعناصرها المنتشرة في مساحات شاسعة من البلد. وتولت أتميص المهمة من بعد أميصوم في أبريل 2022 على أن تسلم مسؤولية الأمن كاملة إلى القوات الصومالية بحلول نهاية العام 2024.
وتزداد هجمات حركة الشباب رغم العملية العسكرية. وأقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قائد الجيش في وقت سابق هذا الأسبوع، ووقع على مرسوم لتعيين قيادات عسكرية جديدة في الجيش الصومالي.
◙ الرئيس الصومالي أعلن "حربا شاملة" على حركة الشباب إلا أن الحركة تستمر في تنفيذ اعتداءات انتقامية مظهرة قدرتها على ضرب قلب المدن والمنشآت العسكرية
وبموجب المرسوم عين اللواء إبراهيم شيخ محي الدين قائداً لأركان الجيش الصومالي خلفاً للجنرال أدواي يوسف راغي، بينما أسند للواء أحمد أدم علي منصب قائد المشاة للجيش الصومالي بدلاً من الجنرال تهليل بيحي.
ووفق بيان حكومي حث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود القيادات العسكرية الجديدة على مواصلة الجهود الحكومية الرامية إلى القضاء على بؤر حركة الشباب في وسط وجنوب البلاد.
وأعلن الرئيس الصومالي "حربا شاملة" على حركة الشباب وباشر في سبتمبر هجوما عسكريا مدعوما خصوصا بضربات جوية أميركية. إلا أن حركة الشباب تستمر في تنفيذ اعتداءات انتقامية قاتلة مظهرة قدرتها على ضرب قلب المدن والمنشآت العسكرية الصومالية.
وفي نهاية مايو الماضي أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن هجوم استهدف قاعدة يشرف عليها عسكريون أوغنديون من الاتحاد الأفريقي في "بولو مارير" على بعد 120 كلم جنوب غرب العاصمة مقديشو.
وأعلنت الحركة كذلك مسؤوليتها عن هجوم على فندق في العاصمة الصومالية في يونيو الجاري أسفر عن سقوط تسعة قتلى هم ستة مدنيين وثلاثة من عناصر القوى الأمنية.
وفي تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي في فبراير، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن 2022 كان أكثر الأعوام فتكاً بالمدنيين في الصومال منذ 2017 بسبب هجمات الشباب خصوصاً.