تحفيز الدماغ يقلل من أعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج

مانهايم (ألمانيا) - يطلق مصطلح الاكتئاب المقاوم للعلاج على حالات الاكتئاب، التي لا يطرأ عليها تحسن على الرغم من تناول اثنين من مضادات الاكتئاب بجرعات كافية على مدى أربعة إلى ستة أسابيع، وفق ما قاله البروفيسور الألماني جيرهارد جروندر.

وأوضح الأستاذ بالمعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم بألمانيا أن في هذه الحالة يمكن اللجوء إلى طرق علاجية أخرى مثل تحفيز الدماغ إما بواسطة العلاج بالصدمات الكهربائية أو من خلال التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة.

وأضاف جروندر أنه يمكن أيضا اللجوء إلى العلاج ببعض المواد المخدرة مثل مادة “الإسكيتامين”، التي تُستخدم حاليا كاسبراي أنفي للعلاج الطارئ قصير الأمد للاكتئاب الشديد وعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج.

وإذا كان المريض قد جرّب بالفعل تناول مضاد للاكتئاب ولم يفلح الأمر، فلا ينبغي أن يفقد الأمل. فربما لم يصل هو وطبيبه إلى الجرعة الصحيحة، أو الدواء أو مجموعة الأدوية الصحيحة المناسبة له.

وينصح الخبراء المريض بمنح أدويته التي يتناولها حاليا المزيد من الوقت كي يظهر مفعولها. فمضادات الاكتئاب وأدوية الاكتئاب الأخرى عادة ما تستغرق مدة من أربعة إلى ثمانية أسابيع لكي تكون فعّالة تماما وتمضي آثارها الجانبية. وقد يستغرق الأمر بالنسبة لبعض الأشخاص مدة زمنية أطول.

كما ينصحون بتزويد جرعة الدواء إن أوصى الطبيب بذلك.

ونظرًا لاختلاف الاستجابة للأدوية من شخص إلى آخر، قد تفيد جرعة دواء أكبر مما يوصف عادة. وعلى الطبيب أن يسأل عما إذا كان هذا الخيار مناسبًا له، ولا ينبغي عليه أن يغير جرعته من تلقاء نفسه حيث إن هناك عوامل كثيرة ينطوي عليها تحديد الجرعة المناسبة.

ويمكن أن تكون الاستشارات النفسية (العلاج النفسي) بواسطة طبيب نفسي أو اختصاصي علم نفس أو أي اختصاصي آخر للصحة النفسية فعَّالة للغاية. وبالنسبة للعديد من الأشخاص، يعمل العلاج النفسي المصحوب بالأدوية بشكل أفضل. إذ يمكن أن يساعد في تحديد المخاوف الكامنة التي قد تزيد من حدة الاكتئاب. كما يمكن أثناء العمل مع المعالج اكتساب سلوكيات وإستراتيجيات محددة للتغلب على الاكتئاب. فعلى سبيل المثال، قد يساعد العلاج النفسي المريض في إيجاد طرق أفضل للتكيف مع تحديات الحياة والتعامل مع صدمة عاطفية سابقة، وإدارة العلاقات بطريقة أكثر صحية، وتعلم كيفية تقليل تأثيرات الضغط بحياته والتصدي لمشكلات الإدمان.

وإن لم تبدُ الاستشارة مفيدة، فعلى المريض التحدث مع المعالج النفسي عن تجربة نهج مختلف أو التفكير في زيارة معالج نفسي آخر. وكما هو الحال مع الأدوية، قد يتطلب الأمر بذل عدة محاولات حتى يجد العلاج الفعال.

قد يشمل العلاج النفسي للاكتئاب العلاج السلوكي المعرفي. ويعالج هذا النوع الشائع من الاستشارات الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تؤثر على الحالة المزاجية. ويساعد أيضًا في تحديد أنماط التفكير غير السليمة أو السلبية وتغييرها، وتعليمه مهارات لمواجهة تحديات الحياة بطريقة إيجابية.