متحف أورسيه الباريسي يتجدد لاستقبال الشباب

عملية التجديد تهدف إلى توفير استقبال أفضل للزوار في الذكرى الأربعين لتأسيس المتحف.
السبت 2023/06/17
محطة الفن بدل القطار

تعرف باريس بأنها عاصمة الجمال والثقافة والعلوم والفنون، فكل هذه الأنشطة لها عشاقها ومتاحفها الجديرة بالزيارة، منها متحف أورسيه الذي يدخل في مرحلة تجديد تشمل الشكل والمحتوى ليتسع لزائريه واستقطاب الجيل الجديد من عشاق الفن.

باريس - يخضع متحف أورسيه الباريسي الذي يضم منذ عام 1986 مجموعة قيّمة من أبرز أعمال المدرسة الانطباعية لورشة تجديد، ويتوقع أن تُفضي الأشغال المقرر استمرارها من سنة 2025 إلى 2027 إلى إعادة نظر شاملة في طريقة عرض محتوياته، وأن تصبح أنشطته موجهة خصوصاً إلى الشباب.

وقال كريستوف لوريبو مدير متحفي أورسيه ولورانجوري الذي يضم “زنابق الماء” الشهيرة لكلود مونيه في مؤتمر صحفي، إن عملية التجديد تهدف إلى توفير استقبال أفضل للزوار في الذكرى الأربعين لتأسيس المتحف.

ويحتوي المتحف على أعمال من الفن الفرنسي للفترة من 1848 حتى 1915 بما فيها لوحات ومنحوتات وأثاث وصور، وكان مقر المتحف محطة للسكة الحديد ثم تحول إلى متحف عام 1977 بقرار حكومي.

وبعد جائحة كورونا عاود المتحف استقطاب الزوار بكثافة، إذ بلغ عددهم 3.2 مليون زائر عام 2022 ومليونين منذ بداية السنة الجارية، ولن يقفل أبوابه خلال الأشغال التي ستدوم عامين.

وبالإضافة إلى تجديد الفناء الأمامي والمظلة الزجاجية لمدخله، تشمل الورشة توسيع قاعة المدخل للحد من طوابير الانتظار بالإضافة إلى إنشاء مخرج على جانب نهر السين لتحسين انسيابية الحركة المرورية.

Thumbnail

كذلك ستوسَّع المساحة المخصصة للمعارض المؤقتة من خلال ضم معرض مساحته 300 متر مربع بجوار المتحف يمكن استخدامه بحسب الحاجة، وهو تحسين مهم قد يستفاد منه في المعرض المرتقب الذي سيخصص اعتباراً من أكتوبر للأشهر الأخيرة من حياة الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، أو في ذلك الذي سيقام في مارس 2024 ويتمحور حول ولادة الحركة الانطباعية.

ويشعر الزوار بالاستياء أحياناً لعدم تمكنهم من التمتع بالقدر الكافي بالأعمال المعروضة بسبب كثافة الزائرين، كما في معرض مانيه وديغا القائم راهناً والذي بلغ عدد زواره حتى الآن 430 ألفاً منذ مارس.

وينطبق ذلك أيضاً على المعرض المخصص لإدفارد مونك والذي بلغ عدد زواره 750 ألفاً في أربعة أشهر، وهو رقم قياسي لمتحف أورسيه.

ورأى لوريبو أن هذه الورشة التي تبلغ موازنتها 50 مليون يورو أمّنها المتحف نفسه إضافة إلى 25 مليوناً يُفترض الحصول عليها من الجهات الراعية، أصبحت “ضرورية” في هذا المتحف المصمم أصلاً لاستقبال مليون ونصف مليون زائر سنوياً.

وأعيد بالكامل تصميم مسار المعارض المخصصة للمجموعات الدائمة وطريقة عرض الأعمال التي تندرج فيها على نحو يوفر “مفاتيح للجمهور” من خلال شرح أفضل لسياقها التاريخي الذي يكمن وراء إنتاجها بين عامي 1848 و1914، على ما شرح لوريبو.

وستتمحور الأعمال حول موضوعات محددة كالاستعمار والديمقراطية والحرب والحيوانات وجسد المرأة، علماً أن مركز أبحاث سيُفتتح سنة 2027 بالقرب من المتحف وسيكون متاحاً للباحثين والطلاب والمعلمين.

Thumbnail

ويهدف هذا المركز الذي تبلغ كلفته 25 مليون يورو إلى أن يصبح “مرجعاً عالمياً للأبحاث في شأن تاريخ الفن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين”، بحسب لوريبو.

ولكي تستمر روائع القرن التاسع عشر في إثارة اهتمام جمهور القرن الحادي والعشرين، يعتزم المتحف الذي يشكّل معقلاً للأعمال الانطباعية تنظيم معارض مؤقتة للفنانين المعاصرين تقدم “نقاطاً مقابلة” للقرن التاسع عشر.

يذكر أن المتحف حصل على لوحة رائعة من المدرسة الانطباعية ليضمها إلى مجموعة مقتنياته من الكنوز الفنية بتبرع من عملاق السلع الفاخرة لوي فيتون الذي سدد 43 مليون يورو هي قيمة لوحة “حفل في زورق” للفنان الفرنسي من القرن التاسع عشر هو غوستاف كاييبوت.

وتعد اللوحة أحدث إضافات المتحف وتظهر بحّار زوارق يعتمر قبعة عالية ويجدف على مياه هادئة.

ويقول النقاد إن العمل مميز في واقعيّته وألوانه الرقيقة ومنظوره الذي يكاد يكون سينمائيا، وكأن الرسام كان في المركب مع البحّار.

ومن توجهات المتحف أيضاً إقامة مساحة جديدة لاستقبال العائلات في نهاية الأسبوع وخلال العطلات المدرسية. ولدى متحف لورانجوري مساحة مخصصة للأطفال الصغار.

ويشمل البرنامج الثقافي الممتد من سبتمبر إلى نهاية 2024 عدداً أكبر من المعتاد من العروض الحية، مع نحو 50 نشاطاً إضافياً، بينها ما هو في مجال الرقص المعاصر والهيب هوب والراب وسواها.

18