تحويل الخلايا الجذعية من معدة الإنسان إلى خلايا تفرز الأنسولين نهج واعد لعلاج السكري

واشنطن - يؤكد الباحثون أنه يمكن تحويل الخلايا الجذعية من معدة الإنسان إلى خلايا تفرز الأنسولين استجابة لارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يوفر نهجا واعدا لعلاج مرض السكري من النوع الأول.
وفي الدراسة التي نشرت في” نيتشر سيل بيولوجي”، أظهر العلماء أنه يمكنهم أخذ الخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها من أنسجة معدة الإنسان وإعادة برمجتها مباشرة بكفاءة عالية وبشكل مذهل في خلايا تشبه إلى حد بعيد خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين والمعروفة باسم خلايا بيتا.
وكشفت التجربة التي قادها باحثون من كلية الطب وايل كورنيل في الولايات المتحدة، أن عمليات زرع خلايا تفرز الأنسولين في المعدة عكست علامات مرض السكري في الفئران.
وتقوم خلايا بيتا البنكرياس عادة بعمل إفراز هرمون الأنسولين استجابة لمستويات السكر المرتفعة في الدم.
وفي مرضى السكري، تتلف هذه الأنسجة أو تموت، ما يضر بقدرتها على نقل الغلوكوز إلى الخلايا للحصول على الطاقة.
القناة الهضمية تحتوي على الكثير من الخلايا الجذعية والتي يمكن أن تتحول إلى العديد من أنواع الخلايا الأخرى وتتكاثر بسرعة
ورغم أن إفراز الأنسولين في المعدة ليس مهمة خلايا بيتا، إلا أنه يمكنها محاكاة وظيفتها.
وتحتوي القناة الهضمية على الكثير من الخلايا الجذعية، والتي يمكن أن تتحول إلى العديد من أنواع الخلايا الأخرى وتتكاثر بسرعة.
ويكمن الأمل في أن يتمكن مرضى السكري من تحويل الخلايا الجذعية الخاصة بهم إلى خلايا إفراز الأنسولين في المعدة، ما يحد من خطر الرفض.
ويقول جو تشو الأستاذ المشارك في الطب التجديدي في كلية الطب وايل كورنيل في نيويورك “تصنع المعدة خلايا إفراز الهرمونات الخاصة بها، وتكون خلايا المعدة وخلايا البنكرياس متجاورة في المرحلة الجنينية للتطور، لذلك ليس من المستغرب تماما أن تتحول الخلايا الجذعية المعدية بسهولة إلى خلايا إفراز الأنسولين الشبيهة بالبيتا”.
ويحاول العلماء الحصول على شيء مثل هذا بعمل لسنوات عديدة، دون أي نجاح حقيقي. وفي هذه الدراسة الحديثة، قام الفريق بتنشيط ثلاثة بروتينات محددة في الخلايا التي تتحكم في التعبير الجيني، بترتيب معين، لتحفيز التحول إلى إفراز الأنسولين في المعدة .
وتتسم عملية إعادة البرمجة بكفاءة عالية، وعندما نمت الخلايا في مجموعات صغيرة تُعرف باسم العضيات أظهرت حساسية تجاه الغلوكوز. ثم تمكنوا من إظهار تأثيرات طويلة الأمد على مرض السكري في الفئران.
الأمل يكمن في أن يتمكن مرضى السكري من تحويل الخلايا الجذعية الخاصة بهم إلى خلايا إفراز الأنسولين في المعدة
ويقول الفريق إن إفراز الأنسولين في المعدة من خلايا المعدة ليس عملية معقدة، ولا يتطلب الأمر سوى بضعة أيام حتى يحدث، ويمكن أن تستمر هذه العضيات الجديدة لعدة أشهر بعد الزرع، بناء على اختباراتها.
وأشار الباحثون في تقريرهم إلى أن العضيات التي تفرز الأنسولين في المعدة أظهرت استجابة للغلوكوز بعد 10 أيام من التحفيز. وكانت مستقرة عند الزرع من خلال تتبعها (6 أشهر)، وأفرزت الأنسولين البشري وعكست مرض السكري في الفئران.
ويعد هرمون الأنسولين أمرا حاسما في تنظيم نسبة السكر في الدم. ومن دون مستويات كافية، فإننا نخاطر بمجموعة متنوعة من المضاعفات الصحية.
ويعاني الملايين من الأشخاص حول العالم من مرض السكري، ويستخدمون في الغالب حقن الأنسولين للمساعدة في الحفاظ على مستويات الغلوكوز تحت السيطرة.
وما تزال هذه الطريقة مبكرة جدا، ولكنها ستمكن الجسم من إدارة مستويات الأنسولين بشكل طبيعي مرة أخرى.
ولاحظ الباحثون العديد من الاختلافات بين أنسجة معدة الإنسان والفئران والتي يجب معالجتها في الدراسات المستقبلية، بينما تحتاج خلايا إفراز الأنسولين في المعدة أيضا إلى أن تكون أقل عرضة لهجوم الجهاز المناعي.
ومع ذلك، فإن العلامات الأولية واعدة. وتضاف هذه النتائج إلى عدد من الطرق التي يتطلع إليها العلماء لمعالجة مرض السكري، بما في ذلك تحسين النظام الغذائي وتعديل الطريقة التي يتم بها توصيل الأنسولين إلى الجسم.