مليونير صيني يتقدم لامتحان البكالوريا للمرة السابعة والعشرين

على مدى العقود الـ4 الماضية، جرّب حظه 26 مرة، لكن في كل مرة لم تكن الدرجة التي يحصل عليها كافية لتفتح أمامه أبواب الجامعة التي يريدها.
الخميس 2023/06/08
لا يأس مع الحياة

بكين – من بين الملايين من الصينيين الذين تقدموا الأربعاء لامتحانات “غاوكاو” المُساوية للثانوية العامة، مليونير في السادسة والخمسين يُدعى ليانغ شي، يجرّب حظه للمرة السابعة والعشرين.

في امتحان الحياة، يستطيع شي أن يفخر بما حققه من نجاح، إذ بدأ حياته المهنية بوظيفة متواضعة في مصنع، ثم أسس شركته الخاصة لمواد البناء وتشهد ازدهاراً في حجم أعمالها.

ولكن في قلب الرجل الخمسيني غصّة لم يمحها الزمن ولا الثروة، تتمثل في إخفاقه في نيل علامة كافية في امتحان القبول في مؤسسات التعليم العالي المعروف بـ”غاوكاو” ليتمكن من الالتحاق بالجامعة المرموقة لمقاطعة سيشوان في جنوب غرب الصين حيث يعيش.

ويشكّل الحصول على شهادة من جامعة بارزة جوازاً للارتقاء الاجتماعي، وضمانة تجعل الحصول على وظيفة في شركة مهمة شبه مؤكد.

ولكي يحظى هذه السنة بفرص النجاح في الامتحانات التي يتقدم إليها 13 مليون مرشح، عاش شي منذ أشهر “حياة راهب”، على حدّ وصفه، إذ يستيقظ يومياً عند الفجر، ويغوص في الكتب لمدة 12 ساعة.

الحصول على شهادة من جامعة بارزة يشكل جوازاً للارتقاء الاجتماعي، وضمانة تجعل الحصول على وظيفة في شركة مهمة شبه مؤكد

ويقول “يحزّ في نفسي أنني لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة.. لأنني كنت حقاً أرغب في ذلك وفي أن أصبح مثقفاً”.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، جرّب حظه 26 مرة، لكن في كل مرة لم تكن الدرجة التي يحصل عليها كافية لتفتح أمامه أبواب الجامعة التي يريدها.

وقصة شي مع “غاوكاو” حوّلته إلى نجم في وسائل الإعلام المحلية. ويقول باعتزاز “يلقّبونني مرشح ‘غاوكاو’ الذي لا يستسلم”.

وعندما تقدّم للامتحان للمرة الأولى عام 1983، لم يكن يتجاوز السادسة عشرة. وواظب على الترشح مجدداً لمدة عشر سنوات تقريباً لتحسين درجته، إلى أن صرف النظر عن ذلك عام 1992.

في ذلك الوقت، كانت السلطات تحصر التقدّم لهذه الامتحانات بتلاميذ المدارس الثانوية أو أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً. وعندما ألغيَ هذا السقف عام 2001، شعر شي بأن فرصة جديدة لاحت له.

وخضع شي للامتحان مذّاك 16 مرة، وكل عام منذ 2010. وحتى جائحة كوفيد التي فُرضت فيها قيود صحية صارمة تُعقّد إجراء الامتحانات، لم تثبط عزيمته.

ويتسبب إصرار شي على المحاولة بعض الإحراج أحياناً لابنه الذي تمكن من النجاح في “غاوكاو” عام 2011. ويشير شي إلى أن ابنه “لم يكن في البداية يحبذ” محاولات والده المتكررة “لكنه لم يعد يأبه الآن”.

18