نجاح أول عملية لزراعة جهاز يجمع علاجين لفشل القلب

التكنولوجيا القابلة لإعادة الشحن ستقلل بشكل كبير من الحاجة إلى عمليات استبدال الأجهزة.
الثلاثاء 2023/06/06
الإنجاز يشكل تقدما مهما لمرضى قصور القلب

تمكن أطباء أميركيون من زراعة جهاز لعلاج مرض قصور القلب يجمع دواءين أحدهما يعدل انقباض القلب والثاني يعالج اضطرابات نظمه. وقد يشكل هذا الإنجاز تقدما مهما لمرضى قصور القلب، وفق الأطباء الذين أكدوا أن هذا النجاح سيقلل بشكل كبير من الحاجة إلى عمليات استبدال الأجهزة. ويعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعًا لفشل القلب. ويحدث هذا المرض نتيجة تراكم الترسّبات الدهنية في الشرايين.

كليفلاند (الولايات المتحدة) - نجح مستشفى كليفلاند كلينك في إجراء أول عملية من نوعها في العالم لزراعة جهاز يجمع علاجين مثبتين لفشل القلب، وذلك في إطار تجربة سريرية تهدف إلى علاج أعراض قصور القلب.

وتستهدف الدراسة السريرية الجديدة، التي تحمل الاسم “إنتغرا ـ د”، تقييم مدى سلامة وفعالية الجهاز الذي يجمع بين علاجين مثبتين لفشل القلب؛ إذ يعمل علاج تعديل انقباض القلب على تحسين عملية انقباض القلب، بينما يعالج جهاز إزالة رجفان القلب القابل للزرع اضطرابات نظم القلب، التي تهدد حياة مرضى القلب وتسبب الوفاة المفاجئة.

وقال الدكتور بروس ويلكوف، مدير أجهزة تنظيم ضربات القلب في مستشفى كليفلاند كلينك ومحقق رئيسي في دراسة “إنتغراـ د”، “قد يشكل هذا الإنجاز تقدما مهما لمرضى قصور القلب؛ حيث يتطلب الأمر إجراء عملية واحدة فقط لتقديم علاجين مهمين لمرض القلب ومنع الوفاة المفاجئة، التي قد تنجم عن فشل القلب. وما يمنح الأمل هو أن هذه التكنولوجيا القابلة لإعادة الشحن، مع عمر بطارية محتمل يصل إلى 20 عاما، ستقلل بشكل كبير الحاجة إلى عمليات استبدال الأجهزة”.

شيخوخة السكان وزيادة عوامل الخطر القلبية الوعائية تؤدي جميعها إلى كثرة انتشار أمراض قصور القلب على مستوى العالم

ووفقا للاتحاد العالمي للقلب، فإن عوامل مثل شيخوخة السكان وزيادة عوامل الخطر القلبية الوعائية تؤدي جميعها إلى زيادة انتشار أمراض قصور القلب على مستوى العالم إلى ما يقدر بنحو 26 مليونا، مع ملايين من الحالات الإضافية غير المشخصة.

ويعاني مرضى قصور القلب من أعراض مرهقة للغاية تتمثل في ضيق التنفس والتعب والارتباك وانتفاخ الساقين، الأمر الذي يؤثر سلبا على جودة حياتهم. ويوصف لمعظم مرضى قصور القلب أدوية تعمل على إبطاء تقدم المرض وإدارة الأعراض، ولكن قد تتضاءل فعاليتها مع مرور الوقت. وفي حين أن أجهزة تنظيم ضربات القلب التقليدية القابلة للزرع قد تساهم في إنقاذ حياة المرضى، إلّا أن التكنولوجيا المستخدمة في هذه الأجهزة لا تكفي وحدها لمعالجة الأعراض المرهقة لفشل القلب.

وبدوره قال الدكتور نيراج فارما، أستاذ الطب بكلية كليفلاند كلينك ليرنر للطب، واستشاري الفيزيولوجيا الكهربائية في مستشفى كليفلاند كلينك لندن ومحقق رئيسي في تجربة “إنتغراـ د” السريرية “نتطلع إلى دراسة هذه التكنولوجيا الجديدة لتحديد مدى قدرتها على تطوير العلاجات للمرضى، الذين يعانون من قصور في القلب”.

ويحدث فشل القلب عندما لا تَضُخّ عضلة القلب الدم كما ينبغي. وعند حدوث ذلك، غالبًا ما يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، مما يُسبب الإصابة بضيق التنفس.

وتسبب بعض الحالات المَرَضية المتعلقة بالقلب تدريجيًا إضعاف القلب أو تيبسه بدرجة تؤثر في قدرته على سحب الدم وضخه بشكل مناسب. وتتضمن هذه الحالات المَرَضية ضيق شرايين القلب وارتفاع ضغط الدم.

وقد يحسّن العلاج المناسب أعراض فشل القلب وقد يساعد على إطالة عمر القلب لدى بعض الأشخاص. ويمكن أن تحسن التغييرات في نمط الحياة جودةَ الحياة. وينصح الخبراء بمحاولة فقدان الوزن وممارسة التمارين الرياضية وتقليل تناول الملح والسيطرة على التوتر.

مرضى قصور القلب يعانون من أعراض مرهقة للغاية تتمثل في ضيق التنفس والتعب والارتباك وانتفاخ الساقين، الأمر الذي يؤثر سلبا على جودة حياتهم

لكن فشل القلب قد يكون مهددًا للحياة. وقد تظهر على الأشخاص المصابين بفشل القلب أعراض خطرة. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الخضوع لزرع القلب أو تركيب جهاز لمساعدة القلب على ضخ الدم. ويُسمى فشل القلب أحيانًا بفشل القلب الاحتقاني. ويمكن أن يحدث فشل القلب بسبب ضعف القلب أو تلفه أو تيبسه.

فإذا تعرض القلب إلى تلف أو ضعف، فقد تتمدد حجرات القلب وتكبر. ومن ثمّ لا يستطيع القلب ضخ كمية الدم الكافية إلى الجسم. وفي حال تيبّس حجرات الضخ الرئيسية للقلب، المسماة البُطينات، فلا يمكنها الامتلاء بما يكفي من الدم بين النبضات.

ويمكن أن تتضرر عضلة القلب بسبب التعرض لأنواع عدوى معينة والإفراط في تعاطي الكحوليات وتعاطي العقاقير غير المشروعة وبعض أدوية العلاج الكيميائي. ويمكن أن تؤدي الجينات دورًا أيضًا. ويمكن لأيّ من الحالات التالية أيضًا أن تُسبب ضرر القلب أو ضعفه، ومن ثم تُسبب فشل القلب.

ويعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعًا لفشل القلب. ويحدث هذا المرض نتيجة تراكم الترسّبات الدهنية في الشرايين. وتؤدي هذه الترسّبات إلى تضيُّق الشرايين. ويقلل هذا من تدفق الدم ويمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية.

وتحدث النوبة القلبية فجأة عند انسداد أحد الشرايين المغذية للقلب انسدادًا كاملاً. وقد يؤدي تضرر عضلة القلب بسبب نوبة قلبية إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم كما ينبغي.

اقرأ أيضا: 

15