منظومة للذكاء الاصطناعي تستطيع التمييز بين خمسة أنواع فرعية من نوبات القلب

يسعى الأطباء إلى تحسين سبل تصنيف أمراض القلب من أجل فهم مسار تطور المرض بشكل أفضل. وقد استطاعوا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديد خمسة أنواع فرعية من النوبات القلبية، وذلك عبر ابتكار تطبيق إلكتروني يتيح تشخيص النوع الفرعي من النوبة القلبية التي يعاني منها المريض. وتجدر الإشارة إلى أن الطرق المعمول بها حاليا في تشخيص المرض لا تساعد في التنبؤ بدقة بشأن كيفية تطور الحالة من مريض إلى آخر.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - ابتكر فريق من الباحثين في بريطانيا منظومة للذكاء الاصطناعي يمكنها التمييز بين خمسة أنواع فرعية مختلفة من نوبات القلب، مما يزيد من سرعة تشخيص المرض والحفاظ على حياة المرضى.
ومن المعروف أن النوبات القلبية هي مصطلح عام للتعبير عن عدم قدرة القلب على ضخ الدم في أنحاء الجسم بشكل طبيعي، غير أن الطرق المعمول بها حاليا في تشخيص المرض لا تساعد في التنبؤ بدقة بشأن كيفية تطور هذه الحالة الصحية من مريض إلى آخر.
وقام فريق بحثي من كلية لندن الملكية بتحليل بيانات أكثر من 300 ألف مريض قلب تبلغ أعمارهم ثلاثين عاما أو أكثر في بريطانيا على مدار ثلاثين عاما. وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي استطاعوا تحديد خمسة أنواع فرعية من النوبات القلبية.
◙ التمييز الأفضل بين أنواع النوبات القلبية ربما يؤدي إلى تطوير علاجات تستهدف كل حالة مرضية على حدة
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ذو لنسات ديجيتل هلث” استطاع الفريق البحثي ابتكار تطبيق إلكتروني يتيح للأطباء تشخيص النوع الفرعي من النوبة القلبية التي يعاني منها المريض، مما يحسّن من فرص إنقاذ حياة المرضى.
ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحث أميتافا بانرجي من معهد المعلوماتية الصحية التابعة لكلية لندن الملكية قوله “نهدف إلى تحسين سبل تصنيف أمراض القلب، من أجل فهم مسار تطور المرض بشكل أفضل ونقل هذه المعلومات إلى المرضى".
وأكد أن “التمييز الأفضل بين أنواع النوبات القلبية ربما يؤدي إلى تطوير علاجات تستهدف كل حالة مرضية على حدة، وربما يسمح لنا بالتفكير بشكل مختلف بشأن ابتكار خطط علاجية جديدة".
وبحسب خبراء "مايو كلينيك" تحدث النوبة القلبية عندما ينخفض تدفق الدم إلى القلب بشدة أو ينسدّ مساره. ويكون الانسداد في الغالب نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في شرايين القلب (الشرايين التاجية). ويطلق على هذه الترسبات الدهنية التي تحتوي على الكوليسترول اسم لويحات. وتسمى عملية تراكم اللويحات بتصلب الشرايين.
ويمكن أن تتمزق اللويحة في بعض الأحيان وتكوّن جلطة تمنع تدفق الدم. ويؤدي نقص تدفق الدم إلى إحداث ضرر في جزء من عضلة القلب أو إتلافها بالكامل.
ويطلق على النوبة القلبية أيضًا اسم احتشاء عضلة القلب. وتتفاوت أعراض النوبة القلبية، فبعض الأشخاص تكون أعراضهم خفيفة. بينما يصاب آخرون بأعراض شديدة. وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض.
وتشمل أعراض النوبة القلبية الشائعة ألما في الصدر يشبه الإحساس بضغط أو ثقل أو ضيق أو ألم عاصر أو وجع، والشعور بألم أو انزعاج يمتد إلى الكتف أو الذراع أو الظهر أو العنق أو الفك أو الأسنان وأحيانًا يصل إلى الجزء العلوي من البطن، والعرق البارد، والإرهاق وحرقة المعدة أو عسر الهضم، والشعور المفاجئ بالدوار والغثيان وضيق التنفَس.
وقد تشعر النساء بأعراض غير نمطية مثل ألم بسيط أو حاد في الرقبة أو الذراع أو الظهر. ويكون أحيانًا توقف القلب المفاجئ أول عَرَض من أعراض النوبة القلبية.
ووفق نفس الخبراء، تحدث بعض النوبات القلبية فجأة، ولكن تظهر لدى العديد من الأشخاص أعراض ومؤشرات تحذيرية قبل النوبة القلبية بساعات أو أيام أو أسابيع. وقد يكون الشعور المستمر بألم الصدر أو انضغاطه (الذبحة الصدرية) الذي لا يختفي مع أخذ قسط من الراحة علامةً تحذيرية مبكرة.
◙ الأسباب الأخرى تشمل تشنج الشريان التاجي، وتحدث هذه الحالة نتيجة لاعتصار حاد لأحد الأوعية الدموية غير المسدودة
ويسبب مرض الشريان التاجي معظم النوبات القلبية. وفي مرض الشريان التاجي، يوجد انسداد في شريان واحد أو أكثر من شرايين القلب (الشريان التاجي). وعادةً ما يحدث هذا بسبب ترسّبات تحتوي على الكوليسترول، تُسمّى اللويحات. وقد تسبب اللويحات ضيق الشرايين، ما يقلل تدفق الدم إلى القلب. وإذا انفجرت إحدى تلك اللويحات، فقد تتسبب في حدوث جلطة دموية في القلب.
وقد تحدث النوبة القلبية بسبب حدوث انسداد كامل أو جزئي في أحد شرايين القلب (الشريان التاجي). وهناك طريقة واحدة لتصنيف النوبات القلبية، وهي ما إذا كان تخطيط كهربية القلب يشير إلى وجود بعض التغيّرات المعيّنة التي تتطلب علاجًا طارئًا من خلال أحد الإجراءات الطبية المتوغلة. وقد يستعين الطبيب بنتائج تخطيط كهربية القلب لوصف هذه الأنواع من النوبات القلبية.
كما يؤكد الخبراء أن جميع النوبات القلبية لا تحدث بسبب انسداد الشرايين. وتشمل الأسباب الأخرى تشنج الشريان التاجي، وتحدث هذه الحالة نتيجة لاعتصار حاد لأحد الأوعية الدموية غير المسدودة. وتتراكم على جدران الشريان عمومًا لويحات من الكوليسترول أو تظهر مؤشرات لتصلب وعائي مبكر بسبب التدخين أو عوامل الخطر الأخرى. وهناك أسماء أخرى لحالات تشنج الشريان التاجي، وهي ذبحة برنزميتال الصدرية أو الذبحة الوعائية التشنجية أو الذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد.
كما يمكن أن تحدث النوبة القلبية نتيجة حالات عَدوى معيّنة. ويمكن أن يتسبب كوفيد – 19 وحالات العَدوى الفايروسية الأخرى في تضرر عضلة القلب.
وتشمل عوامل خطر الإصابة بنوبة قلبية:
- العُمر، حيث يصبح الرجال البالغون من العمر 45 عامًا فأكثر والنساء البالغات من العمر 55 عامًا فأكثر أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من الرجال والنساء الأصغر سنًا.
- تعاطي التبغ، ويشمل هذا التدخين والتعرض للتدخين السلبي فترة طويلة.
- ارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي بمرور الوقت إلى تلف الشرايين المؤدية إلى القلب، هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحالات المَرَضية الأخرى مثل السمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري، يزيد من هذه الخطورة بشكل أكبر.
- كما يؤدي ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (أو الكوليسترول “الضار”) على الأرجح إلى ضيق الشرايين. ويزيد ارتفاع مستوى معين من دهون الدم يسمى الدهون الثلاثية أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. وقد تنخفض مخاطر الإصابة بنوبة قلبية إذا كانت مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، الكوليسترول “النافع”، في النطاق القياسي.