وليد جنبلاط يمهد باستقالته توريث نجله قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي

استقالة الزعيم الدرزي اللبناني تأتي في إطار عملية تجديد اختارها لدعم مسيرة نجله النائب تيمور رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي".
الخميس 2023/05/25
جنبلاط جهز ابنه تيمور لارتداء عباءة زعامة الحزب

بيروت – أعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الخميس، استقالته من رئاسة "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ومن مجلس القيادة الحالي، دون ذكر أسباب إقدامه على هذه الخطوة التي أكدت مصادر مقربة من الحزب أنها جاءت لتمهيد الطريق أمام نجله تيمور لارتداء عباءة الزعامة.  

وقال جنبلاط (73 عاما) اليوم الخميس "عملا بأحكام دستور الحزب ونظامه الداخلي، ندعو إلى مؤتمر عام انتخابي في 25 يونيو المقبل"، وفقا لما ذكرته "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية.

وكلّف جنبلاط أمانة السر العامة بإتمام التحضيرات اللازمة وفق الأصول وبحسب الآليات المعتمدة، وإصدار التعاميم ذات الصلة بمواعيد قبول طلبات الترشيح ومهلة الانسحاب وكافة الشروط المتعلقة بالعملية الانتخابية وإعداد لوائح أعضاء المؤتمر العام وتوجيه الدعوات إليهم.

وتعقيبا على الاستقالة، اكتفى أمين السر العام للحزب ظافر ناصر بقوله إن "المؤتمر العام الانتخابي محطة طبيعية في مسار العمل الحزبي، والانتخابات أيضا مسار اعتدنا عليه في الحزب، وقرار اليوم تأكيد لهذا المسار الطبيعي".

ونقل موقع "لبنان 24" عن مصادر مُقرّبة من الحزب "التقدّمي الاشتراكي قولها إنَّ خطوة جنبلاط تأتي في إطار عملية التّجديد التي اختارها لدعم مسيرة نجله، رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط.

ونفت المصادر أن يكون قرارُ جنبلاط بالاستقالة نابعاً من خلافاتٍ داخلية، كاشفة أنّ الأمر كان متوقعاً منذ فترة وتحديداً بعد العام 2019 وأزمة "كورونا"، وبالتالي الأمر لم يكن مُفاجئاً لقواعد الحزب الأساسيّة، موضحةً في الوقت نفسه أنَّ الخطوة التغييرية التي تمّ اتخاذها هدفها الاستمرار بنهج التطوير داخل "التقدّمي" لاسيما على صعيد القيادة".

وعمّا إذا كانت هناك أسماءُ مرشحين لرئاسة الحزب خلفاً لجنبلاط، قالت المصادر "لا وضوح حتى الآن بشأن المؤتمر التأسيسي الذي دعا إليه جنبلاط في الخامس والعشرين من يونيو، فالترتيبات بدأت وهناك صلاحية لأي شخص بالترشح للرئاسة في الحزب، وطبعاً النائب تيمور جنبلاط سيكونُ في الطليعة لتولي زمام الأمور مكان والده".

ومنذ فترة بدا جنبلاط وكأنه يجهز ابنه تيمور لارتداء عباءة الزعامة، وهو الأمر الذي فسره مراقبون، بعد ظهور الابن برفقة الأب في أكثر من فعالية.

وورث جنبلاط زعامته السياسية عن أبيه المفكر والسياسي كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان والذي جرى اغتياله عام 1977.

وتمثل الحزب في البرلمان كتلة "اللقاء الديمقراطي" وتضم 9 نواب من أصل 128 ويرأسها النائب تيمور جنبلاط نجل وليد جنبلاط.

وعُرف جنبلاط بمواقفه المعارضة للنظام السوري، لا سيما بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

وعلى الرغم من التحالف بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري (شيعي)، إلا أن كتلة جنبلاط لم تؤيد مؤخرا ترشيح سليمان فرنجية (حليف بري و"حزب الله") لرئاسة الجمهورية.

ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة، حيث فشل البرلمان خلال 11 جولة منذ سبتمبر2022 في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته بنهاية أكتوبر 2022.